الأحد، 18 فبراير 2018

{ حرف من دم ونار }}
هذا النزف مني 
هذا السخط والقلق الفكري مني ..
هذه المرارة في فمي مني, 
لوني الباهت مني, 
هذه الإبتسامة الصفراء على وجهي مني و لي, 
هذا الوجع ..
و هذه الحروف ..
و ذلك القلب الذي يسكن جسد أبناء شعبي مني و لي.. 
وجعهم يوجعني و مني أيضا و لي.. 
نظرة عيونهم البائسة ..
و لحن صوت إنكسارهم مني 
و جزء من ذاكرتي.. 
حلم الطفل كان مني 
و ليته كان لي..

يا صاحبي ..
لا ترمني بتلك النظرة التائهة الحائرة ..
لتسألني "لماذا أنت هكذا؟؟" 
ودعني أمضي ..
ﻻ وقت لدي ..

أنا ذاتك التي تهرب منها.. 
وجهك الذي تخفيه بنفاق متعمد.. 
الحقيقة التي تبحث عنها.. 
أو ربما وجدتها و تنكرها.. 
أنا فقط وجهك الآخر..

هذه الحروف مني ،،
و ليست لي .. بل لكم.. 
نحن لا نكتب من الضجر ،،
و لا لمتعة ،،
و لا للخبز.. 
نكتب وجعا ونزفا ،،
نكتب إختلافا كتب من حرف نار و دم.. 
نكتب كلمات لا تريد أن تختنق في درج المكتب.. 
نكتب أقلاما تجلد كلما تنطق بما تمنطق.. 
تكفر بما لا يفهم.. 
تكذب كل ما نطق.. 
تلعن التاريخ ،،
و تمسح بحروفه خراء الحاضر.. 
تبصق على الآلهة ،،
و تنكر الخرافة..
نحن لا نكتب فقط, 
نحن نقاوم, 
نصارع.. 
نحاول بهذا السلاح تحطيم العدم.. 
تخفيف العبثية عن خطى البشر.. 
تلوين عيون الآلهة ببعض العدل.. 
نحاول أن نوجد, نولد و نلد.. 
نحاول تقبل قدرنا كإنسان في وطن مبتور, 
نصفه عورة و ضلع أعوج ،،
و ناقصات عقل ..
و معدومات الدين..
ونصف آخر لا حدث وﻻ حرج 
نحن بكل بساطة ياصاحبي نحاول أن نتأقلم ... 
فلا تسألني لماذا أنا هكذا...

"رشيد بومالي"
المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق