السبت، 24 فبراير 2018

"رشيد بومالي"
المغرب 21/02/2018
=======================
"يا صاحبي ..!"
يا صاحبي ..!
ﻻ تسألني عن الوطن ..!
ﻻ تقل لي بأنك مواطن ..!
بهذا القاع العفن ..!
وﻻ تدعي بأن هذه الرقعة الجغرافية وطن ..!

الوطن يا ابن بلدي ..
ﻻ حدود له ..
ﻻ اسم له ..
وﻻ تقسيما جغرافيا له ..!

أما هذا الذي ادعيته وطن 
ﻻ يكاد سوى سجن ..!
له حراسه وجلادوه .
له حاكمه ولصوصه ..

هم من يحددون لك عقوباتك .. 
و يتحكمون بمصير مستقبلك ..
هم من يرسمون لك نمط عيشك ..

يا ابن جلدتي تأمل كلامي 
اتفق معه أو اختلف ..
أو العني ..
فالوطن أكبر ..
أوسع وأرحب مما تتصور ..

اسأل الوطن نفسه 
سيجيبك .. وربما يصدمك من هول اغترابه ..!
اسأله ..واصرخ بصوت عال ..
ما بك يا وطن ..

رد صدى صوت أنين الوطن ..!
وقال : غريب مغرب أنا يا بني 
ﻻ شعور لدي ..!!
ﻻ حس لي ..!
وﻻ انتماء ...!

وأنت .. أجل أنت ..
ضحية صدفة جغرافية يا بني ..
وأنا مثلك ضحية يا بني ..!

اسمع كلام صاحبك 
وﻻ تحيي أوجاعي المؤلمة ..
فأنا محطة مهجورة منذ زمن بعيد ..!
ﻻ أحد زارني ..
أو سأل يوما عني ...
وقال : مابك ؟!
وكيف هي أحوالك ؟!
وﻻ حتى أنت يا بني ..
هل فهمت رسالتي يا بني..

يا صاحبي ..
ألم أقل لك أن الوطن شاسع 
ﻻ شيء يمنحه اﻻنتماء 
وﻻ حتى هذا الواقع المائع 
سوى حب اﻻنسانية ..

الوطن أينما حل الحب والسلام 
الوطن أنثى أضعناها وقتلناها بالكلام 
بين ثنائية الحلال والحرام ..!
الوطن أكبر من خريطة العالم

أما هذا الركح الجهنمي بالكامل 
قاع مليئ بالطفيليات والعفن 
ﻻ هواء نقي فيه ..
وﻻ عطر فيه ..
سوى رائحة خنازير نثنة 
اﻷنوف منها تتأفف ..

وطننا يا صاحبي...!
جنة أرضية ..
ربما شبيهة بتلك الماوراء السماوات السماويه 
أو أقل قليلا من توصيفاتي البلاغية ..

بلادنا يا ابن وطني ..
جنة تحرسها حفنة من اللصوص ..!!
أما نحن بهذا الركن اﻷرضي .!
محاصرون ليس إلا ..!
نحن سجناء ..
غرباء ..
وضحية ...

يا صاحبي...! 
نحن مواطنون دونما وطن
مطاردون كالعصافير 
على خرائط الزمن
مسافرون دونما اوراق، 
وموتى دونما كفن.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق