الخميس، 22 فبراير 2018


فى إحدى الحانات
تجولت بالأمس بين القنوات
أبحث عن نشرة للأخبار
فوجدتها جميعا تذيع مشهداَ
فى إحدى الحانات
قبعات مستوردة وسيجار
وزبائن ترتديها
توصل الليل بالنهار
مزجعٌ صوت’ضحكاتهم
يبدو وكأنه صفارة’ إنذار
بدأت’ أدقق فى الصورة
فرأيت إمراةً ثملى
تلعو وجهها حسرةُ
ويبدو فى عينيها الإحمرار
تجلس فى ركنٍ بعيدٍ وحدها
محفوفةً بعلامات الإنكسار
على يدها اليسرى خدها
بين تجاعيده
تجرى دموعها أنهار
فى وسط الضجيج
سمعت شهيق أنفاسها
ونحيب بكائها
ورأيت فى حجرها
فتات أحجار
يقول المذيع :
أنها بقايا من دارها
التى لحق بها الدمار
وأنها كانت فى النوم مستغرقةً
حين أصدر العدو القرار
فلم تسمع بالليل بيانه
ولم يوقظها
صوت آلات الحصار
حتى صوت القنابل
ما يطرق سمعها
ولم يقلقها
صوت الإنفجار
وحين غادر النوم مقلتها
لم ترى جدراناً للدار
تقى بدنها شر برد 
أو سقفاَ يمنع عنها سيل الأمطار
فجلست تبكى وتندب حظها
بعبارات شجب وإستنكار
يائسة ... مستسلمة
عاجزة حتى عن رد الإعتبار
تتسول من عدوها بياناً
يقدم فيه لها كلمة إعتذار
وهى الآن تجلس ها هنا
ترتشف كئوس الذل والعار
تخارييييف .... وائل الشافعى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق