الثلاثاء، 20 فبراير 2018

"رشيد بومالي"
المغرب
===========================
"ابن الحياة "
وأنا ابن كذبة حسناء 
اسمها الحياة ..
ولدت بكنف البسطاء 
من أب وأم بدون حاء وباء ..

نسبت لمجتمع صدفة
انتميت ﻷسرة لم أختارها 
سميت باسم ﻻ دخل لي فيه ..
حملت جنسية بصدفة رقعة جغرافية .

أنا ابن الحياة ..
تعلمت حروف اﻷبجدية بالمسيد
من قراءة وكتابة لمدة ثلاث سنوات 
ثم ولجت ككل أبناء الشعب للمدرسة العمومية ..
تدرجت عبر مراحلها ،،
حتى وصلت للمرحلة الجامعية ..

فما كان ﻷمي بد أمام التحوﻻت 
سوى أن تزني برأسي ..
كي أنتمي لمدرسة ثانية 
ﻻ مقارنة تصح بينها بتاتا
وبين ما علمونا إياه بالمناهج الدراسية التربوية ..!!

إنها أوطم الضاربة بالجذور التاريخية 
علمتني دروسا نضالية 
علمتني أن الحق ﻻ يعطى 
بل ينتزع ..
رسخت في عقلي المبادئ والقيم 
وحب اﻹنسانية ..

أنا ابن الحياة 
ابن اللاعنوان لهم 
ابن من اضطهدوا باسم السلطة والمال 
أوﻻئك الفلاحين وجيوش العمال

عرفت معنى اﻹنتماء للبروليتارية 
فحددت موقعي الطبقي 
بهرم التشكلية اﻹجتماعية ...

ﻻ وطن لي ..
فكل البلاد الممتدة عبر خارطة العالم 
بلادي ...
وكل قلوب الفقراء الضعفاء وطني ..

عرفت أناسا من المغرب والجزائر
التقيت بآخرين من اليمن وتونس 
صافحت إخوة من موريتانيا وعمان 
لي أصدقاء من سوريا وبﻻد كنعان
وأحبة من العراق ولبنان

لكن ﻻ حب يضاهي حب حبيبتي فلسطين 
هي العشق .
على مر التاريخ والسنين
ﻻ ﻷن رباها جميلة 
وورودها يانعة متفتحة 
أو ﻷنها تعرف الحصار 
وكل أشكال اﻻضطهاد والدمار 
بل ﻷن إنسانها يقاتل بعزة وفخر 
يناضل بشجاعة من أجل حقه حتى النصر 
يقاتل من اجل وطنه وارضه بضميره الحر

جميعنا مستعمر وﻻ أحد منا مستقل
أو من قبضة التبعية متحرر ومنفصل 
كلنا مستلب يعشش بمجتمعه الغرب الدخل
لكن هل نعي تاريخنا المزيف المنمق المجمل ؟؟
هل فكرنا يوما ما لما ندفع الثمن بهذا الجيل ؟؟
ألسنا مستعمرين سياسيا واقتصاديا ،،
وللخارج نخضع حتى اﻵن ونذل ؟؟

أنا ابن الحياة ولست ابن أحد ..
ﻻ شيئ ينذر بالفرح هنا 
حتى الهواء ميت بشوارعنا 
والمطر الذي انتظرناه سقط بعيد عنا 
والقمر باهث فوق سطوح ديارنا

أين المفر يا شعب الخنوع والركع 
كرامتنا بأرجل حفة اﻷغنياء تداس ..
عرق جبيننا يشرب بالكأس تلوى الكأس 
بليالي السهر والسمر والخمر والرقص

هل هذه حياة يا حياة ؟
أطيل النظر بكل شيء حولي ..
حتى تحد مسافة طول نظري ..
وﻻ شيء يخبرني بأننا بخير ..!

إلى أين يا حياة تمضي بنا ..؟
إلى أين ..؟ الى أين يا أمي .؟
ماذا فعلنا حتى تعاقبنا هكذا ؟
ما الجرم الذي إرتكبناه بحقك ..
أو بحق أنفسنا ..؟؟
كي ترقصين بليالي اﻷغياء ليلا
وتنامين بثقلك على ظهرنا نهارا ..
ألسنا أبنائك اﻷبرياء ..؟؟
ألم يكفيك أن مجتمعنا يئد النساء ،،
و يحرم الحب ..؟
يحرم ويحلل مايشاء 
يقدس الرذيلة ويرتكب الجرائم بالخفاء 
ويحرمها ويلعنها بالعلن مع كشف اﻷضواء

أنا ابن الحياة وإن علي قست
وسأبقى ابنها مهما عانيت 
ألعنها حينا .. وأحبها حينا آخر 
فهي البداية واﻷصل بكل فخر ...
أنا ابن الحياة 
انا ابن الحياة 
ولن استسلم حتى النصر .....


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق