" من مذكرات أستاذ جامعي"
" التكوين الوجداني والإعلام "
منذ كنت معُيداً في الجامعة كنت عضواً في نادي القاهرة للسينما ، وهذا النادي يعرض كل أسبوع فيلماً لا يعرض في السوق التجاري ، وكان مكان عرض هذه الأفلام في قاعة إيورت ، الموجودة في الجامعة الأمريكية في ميدان التحرير في القاهرة ، وكانت دولة الإنتاج تشترط عرضه مرة واحدة فقط ، أي ﻻ يدور في ماكينة العرض إﻻ مرة واحدة فقط ، فكانت حفلة العرض تبدأ من الساعة السابعة مساءً إلى الساعة العاشرة مساءً ، ويعقبها ندوة مناقشة للفيلم ، ثم يعود الفيلم إلى بلده بعد العرض مباشرةً ، وكانت إدارة النادي توزع كُتيب صفير مع كل فيلم يعرض ، يتناول التفاصيل الفنية له من إضاءة إلى مونتاج إلى حركة الممثلين وحتى الموسيقى التصويرية والديكورات للفيلم ، إلى جانب بعض الأمور الفنية الاخرى ، فكان اﻹنسان يتمتع بكل هذا الإبداع ، إلى جانب أن الفيلم إذا كان باللغة الإنجليزية أو الفرنسية ، فلم تكن تصاحبه ترجمة ، إلا إذا كان بلغة غير هاتين اللغتين ، كان يترجم إلى إحداهما ، وفى ليلة من ليالي العرض وزع علينا الكُتيب والذى يقول أن فيلم الليلة هو فيلماً إيرانياً بعنوان الغريب ، وهو ( مثال لما يجب ألا يكون عليه الفيلم الجيد ) ، فهذا الفيلم به أخطاء فى كل شئ في الإضاءة وفي حركة الممثلين وفي الديكور وفي المونتاج وكل النواحي الفنية ، ومرت الأيام ودخلت إيران الحرب ضد العراق لسنوات عدة حتى إنتهت بنصر العراق ، ويقال أن العسكرين المصريين بالتخطيط كان لهم دوراً في هذا النصر ، ومرت السنوات وفى سنة 2012 إذ يفوز فيلماً إيرانياً بإسم (إنفصال) بجائزة الاوسكار لأحسن فيلم من أكبر مهرجانات السينما في العالم من أمريكا ، هذا رغم الصراع بينهما وأن إيران تُطلق على أمريكا الشيطان الأكبر ، وهذ دليلاً على أن هؤلاء الإيرانين قد أجادوا فى فترة ليست بالكبيرة ، مقارنة بحال السينما المصرية وتاريخها أكثر من مائة عام ، وكل لبيب يفهم ما يشاء ، تذكرت هذا عندما كنت أشاهد مسلسل تركي بعنوان خطايا العشق ، يعرض على قناة التليفزيون صدى البلد التي أتابع فيها بعض البرامج السياسية ، وجدته مسلسلاً أولاً: يفتقر إلى المنطق ، ثانياً: يتناقض مع المعاير الأخلاقية في المجتمعات العربية ، ثم هو يعرض لنا بيت أستاذاً جامعياً وزوجته أستاذه كذلك ، ولكنهما فى منتهى الهبل ، تتلاعب بهما إبنتهما إلى جانب طالب يتحدى أساتذته بمنتهى الجرأة ، فوجدت أنه يعرض حياةً جامعية بعيدة عن الواقع المصري والعربي ، فالعلاقات بين الشباب بلا إنضباط ، وسألت نفسي ما المقصود بعرض تلك الأمور المختلفة تماماً عنا ، ونحن نعمل على بناء مجتمع جديد ، لم أجد إجابه إلا أن التجارة لا تهتم إلا بالربح فقط ، لذلك قلت لو تم تشكيل مجلساً من علماء الدراسات الإنسانية ، وبعض الفنانين المثقفين لإختيار ما يعرض في التليفزيون المصري حكومي كان أو خاص ، وهو الذي يدخل كل بيت ، وبلا إستئذان لذلك فيدخل معه الحياء ، وقد يقول البعض هناك مؤشر غير به ما لا يعجبك ، أقول نحن ندعو إلى صحيح التربية وليس إلى حرية الإختيار.
♠ ♠ ♠ ا. د/ محمد موسى
" التكوين الوجداني والإعلام "
منذ كنت معُيداً في الجامعة كنت عضواً في نادي القاهرة للسينما ، وهذا النادي يعرض كل أسبوع فيلماً لا يعرض في السوق التجاري ، وكان مكان عرض هذه الأفلام في قاعة إيورت ، الموجودة في الجامعة الأمريكية في ميدان التحرير في القاهرة ، وكانت دولة الإنتاج تشترط عرضه مرة واحدة فقط ، أي ﻻ يدور في ماكينة العرض إﻻ مرة واحدة فقط ، فكانت حفلة العرض تبدأ من الساعة السابعة مساءً إلى الساعة العاشرة مساءً ، ويعقبها ندوة مناقشة للفيلم ، ثم يعود الفيلم إلى بلده بعد العرض مباشرةً ، وكانت إدارة النادي توزع كُتيب صفير مع كل فيلم يعرض ، يتناول التفاصيل الفنية له من إضاءة إلى مونتاج إلى حركة الممثلين وحتى الموسيقى التصويرية والديكورات للفيلم ، إلى جانب بعض الأمور الفنية الاخرى ، فكان اﻹنسان يتمتع بكل هذا الإبداع ، إلى جانب أن الفيلم إذا كان باللغة الإنجليزية أو الفرنسية ، فلم تكن تصاحبه ترجمة ، إلا إذا كان بلغة غير هاتين اللغتين ، كان يترجم إلى إحداهما ، وفى ليلة من ليالي العرض وزع علينا الكُتيب والذى يقول أن فيلم الليلة هو فيلماً إيرانياً بعنوان الغريب ، وهو ( مثال لما يجب ألا يكون عليه الفيلم الجيد ) ، فهذا الفيلم به أخطاء فى كل شئ في الإضاءة وفي حركة الممثلين وفي الديكور وفي المونتاج وكل النواحي الفنية ، ومرت الأيام ودخلت إيران الحرب ضد العراق لسنوات عدة حتى إنتهت بنصر العراق ، ويقال أن العسكرين المصريين بالتخطيط كان لهم دوراً في هذا النصر ، ومرت السنوات وفى سنة 2012 إذ يفوز فيلماً إيرانياً بإسم (إنفصال) بجائزة الاوسكار لأحسن فيلم من أكبر مهرجانات السينما في العالم من أمريكا ، هذا رغم الصراع بينهما وأن إيران تُطلق على أمريكا الشيطان الأكبر ، وهذ دليلاً على أن هؤلاء الإيرانين قد أجادوا فى فترة ليست بالكبيرة ، مقارنة بحال السينما المصرية وتاريخها أكثر من مائة عام ، وكل لبيب يفهم ما يشاء ، تذكرت هذا عندما كنت أشاهد مسلسل تركي بعنوان خطايا العشق ، يعرض على قناة التليفزيون صدى البلد التي أتابع فيها بعض البرامج السياسية ، وجدته مسلسلاً أولاً: يفتقر إلى المنطق ، ثانياً: يتناقض مع المعاير الأخلاقية في المجتمعات العربية ، ثم هو يعرض لنا بيت أستاذاً جامعياً وزوجته أستاذه كذلك ، ولكنهما فى منتهى الهبل ، تتلاعب بهما إبنتهما إلى جانب طالب يتحدى أساتذته بمنتهى الجرأة ، فوجدت أنه يعرض حياةً جامعية بعيدة عن الواقع المصري والعربي ، فالعلاقات بين الشباب بلا إنضباط ، وسألت نفسي ما المقصود بعرض تلك الأمور المختلفة تماماً عنا ، ونحن نعمل على بناء مجتمع جديد ، لم أجد إجابه إلا أن التجارة لا تهتم إلا بالربح فقط ، لذلك قلت لو تم تشكيل مجلساً من علماء الدراسات الإنسانية ، وبعض الفنانين المثقفين لإختيار ما يعرض في التليفزيون المصري حكومي كان أو خاص ، وهو الذي يدخل كل بيت ، وبلا إستئذان لذلك فيدخل معه الحياء ، وقد يقول البعض هناك مؤشر غير به ما لا يعجبك ، أقول نحن ندعو إلى صحيح التربية وليس إلى حرية الإختيار.
♠ ♠ ♠ ا. د/ محمد موسى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق