الأحد، 8 سبتمبر 2019

لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم بقلم ا.د/ محمد موسى

♠ ♠ ♠ ♠ القصة القصيرة ♠ ♠ ♠ ♠

♠ ♠ ♠ لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ♠ ♠ ♠

♠ ♠ رجع من المسجد بعد صلاة الجمعة ، وجلس في مكتبه يقرأ الصحف ، هاله ما ينشر بها من فساد تجار وموظفين كبار وصغار ، فهؤلاء يروجون سلعاً قد إنتهت صلاحيتها ولحوماً لا تصلح للإستخدام الأدمي ، وتجاراً يخبئون سلعاً لرفع الأسعار وإرهاق الناس ، وكان قد سبق أن قرأ تقارير لجهات رقابية توضح فساد نال وزراء ونواب وزراء ووكلاء وزراء ، ومحافظين ونواب محافظين ووكلاء محافظين ورؤساء محليات وموظفين كبار وصغار ، فسأل نفسه سؤالاً قد يعتقد البعض سذاجته ، هل هؤلاء لا يصلون ولا يصومون فأجاب بل أكثرهم يتقدمون صفوف الصلاة ، ويصمون وقد يقيمون موائد للرحمن في رمضان للفقراء ، ومنهم من له لحية وفيهم من تزين رأسه زبية الصلاة ، إذن لماذا هذا الخلل بين العبادة وبين السلوك الإنساني في المعاملات ، لماذا كل هذا الفساد وبعضهم يتكلم عن الفضيلة وهذه الإزدواجية من  يا ترى سببها ، كيف يصلي ثم يخرج من الصلاة للفساد ، والإسلام يوضح أن 5% فقط منه عبادات وأن 95% منه للمعاملات والأخلاق ، وأن كل ما قاله سيدنا محمد ﷺ  من بعثته إلى وفاته 60 الف حديث منهم الفان في العبادات والباقي في المعاملات والأخلاق ، ومن غشنا ليس منا ، وقام بطل القصة بربط هذه السلوكيات بالتربية الأولى وكان هذا بلا شك هو المخرج من هذه المعضلة ، فكثير من الأسر تقول لأولادها إذا كان يوم الجمعه إنزل وصلي في المسجد ، وإذا رفض عُنف حتى يفعل ، ثم يقولون له في الإمتحان لا تترك أي سؤال بل يجب الجواب على الأسئلة جميعاً ، وعندما يعود الطفل من الإمتحان يُسأل ماذا فعلت في السؤال الأول مثلاً يقول جاوبت عليه ، والثاني لم أعرفه فأخذته من زميلي ، والأب والأم لا يعنفانه للغش وهما يصليان أمامه ويصومان ، فإذا وصل إلى الجامعة وفي ذهنه هذا الأمر ، كان طالباً غشاشاً ويخرج في أي مهنه والغش طبيعة عنده ، لذلك نرى هذا الفساد ، تذكر بطل القصة وهو طالب في المرحلة الإعدادية أنه في إمتحان الحساب كان له صديق يجلس بجانبه ، أخرج كراسة الحساب ونقل منها حل لمسئلة جاءت في أسئلة الإمتحان وقال لبطل القصة هذا هو الحل خذه ، رفض وقال له أبي قال لي لا تغش ، ودارت الأيام فإذا بطل القصة من الأعلام ، وصديقة من آحاد الناس ، إلي جانب أن الواقف على المنبر في خطبة الجمعه في المساجد ، جرت العادة أنه يقص حكايات على المصلين أكثرها قد دس عمداً في الفهم الإسلامي ليبعد الناس عن صحيح الدين ، ففي معرض الكتاب خرج بطل القصة من جناح الناشر الذي ينشر كتبه ، فوجد بجانب الجناح المكتبة الإسلامية دخلها ، ولفت نظره كتاب عنوانه خطب المناسبات ، تصفح الكتاب فإذا به خطب لرأس السنه الهجرية وخطب للإسراء والمعراج وللحج ولرمضان و .. و .. ، تعجب أن المنبر الذي هو دوره تعليمي وتنويري ويواكب التطورات في الأساس ، قد قيد بخطب لعشرات السنين ، تذكر بطل القصة موضوعاً حدث في أمريكا عندما سأئل ملحداً شيخاً يلقي درساً ، عن الأساس الذي سوف يحاسب به الله الناس يوم القيامة ، قال الشيخ على أساس الوزن الذري (من يعمل مثقال ذرة من خيرٍ يرى ومن يعمل مثقال ذرة من شرٍ يرى) ، فقال الملحد فكيف يقول الله في كتابكم (لا يظلمون فتيلا) والذرة لا ترى بالعين المجردة ، إلا بعد إختراع الميكرسكوب الإلكتروني ولكن الشيخ يقول أن الفتيل هو الخيط الذي هو بين فلقتي نواة البلح وهو يرى بالعين المجردة ويتكون من ملايين الذرات ، فهل ربك يكبر أم يصغر فإذا بالشيخ قد خرج الأمر منه ، لو أن هذا الشيخ وكثيرين مثله قد ساير العلم ، لوجد أن القرآن الكريم صحيح فيما قال ، ولكن التفسير البشري هو الذي يتغير حسب معطيات العلم ، فالبدوي في القديم لم يكن أمامه إلا النخلة والبعير فعمل إسقاط عليهما في كل ما علم ، ولكن العلم الحديث أثبت صحة ودقة كتاب الله فهذا العالم الياباني في سنة 2000 م ، يثبت أن داخل نواة ذرة الفوتون الضوئي فقعة كروية أصغر من الذرة ب 1000 (الف) مرة سماها (الكوارك) ، وبها جسيماً كروياً يتحرك حركة إهتزازية أصغر من الكوارك ب 100(مائة) مرة ، وشبه بالكرة في الجرس التي تقرع جدار الجرس بالحركة الإهتزازية ، وأن داخل الكوارك خيوط للطاقة (النظرية الخيطية الحديثة) (والتي فسر بها فيما بعد "قل هو الله أحد" ، "الله نور السموات والأرض") ، وهذه الخيوط هي أصغر من هذا الجسيم ب 50 مرة ، أي أنه لو كان هذا هو "الفتيل" يكون أصغر من الذرة ب 5 ملايين من المرات ، وصدق الله أن العمل تثاب أو تأخذ عليه الأجر ولو كان بحجم الذرة ، ولن تظلم حتى بأصغر من الذرة ب 5 ملايين مرة ، إذن المشكلة لما نحن نعانية ، من سلبيات ترجع لمقدمات أو أسباب ، حتى أن هناك ظاهرة تفشت في المجتمع ، وهي كثرة الطلاق ، فهل نصدق أن هناك حالة طلاق تحدث في مجتمعنا كل 6 دقائق ، وهل العريس والعروس لم يتربيان في بيت يصلي ويصوم فيه الأب والأم ، فلماذا لم يتربيا على السلوك القويم ، وأرجع بطل القصة أسباب هذا الإنهيار إلي: تخلف العلماء وعدم تقديم الدين العظيم بشكل يليق بعظمته ويؤثر على معتنقيه ، وكذلك سوء التربية في المنزل ، وعدم معرفة كل من الأب والأم لخطورة الدور التربوي للأبناء الذين سوف يخرجون إلى المجتمع ، وكذلك أن التعليم مازال يمارس الطرق القديمة المبنية على الحفظ والتلقين ، يذكر بطل القصة أنه دخل الإمتحانات في فرنسا وفي إنجلترا وفي أمريكا بالكتاب (Open Book) ، فالعلم والتقيم قد إختلف عما كان ، وكذلك التربية والدعوة إلى الله فالصلاة والصيام ، ومع أهمية وضرورة العبادات ، إلا أن العمل الحسن بهذه العبادات ، والتأثير الجيد والنظيف في المجتمع ، يصبح هو معيار تقيم هذه العبادات ، فمن لم ينتهي بصلاته عن الفحشاء والمنكر والبغي فلا صلاة له ، ومن لا يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجه أن يضع طعامه وشرابه بالصيام ، والله طيب لا يقبل إلا طيباً فلا تسرق لتذكي عن مال حرام ، أو لتذهب لكي تحج ، بديهيات وقد غفل عنها الناس فكان ما نحن نعيشه ، في ذيل الأمم وندعى التقدم.

♠ ♠ ♠ ا.د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق