الجمعة، 13 سبتمبر 2019

ذكرى وامل بقلم سامية خليفة

ذكرى وأمل

ويذكِّرُني مارك
بعدَ سنةٍ أو أكثر
بكتابةٍ كنتُ
ختمتُها بالشَّمعِ الأحمرِ
كمْ وددْتُ لو خلعْتُ
عنها بابَها
الآنَ سأستعيدُها
بدءًا من سؤالٍ
هل أنا جزءٌ منْ هذا العبثِ المتراكمِ
من ذاك النَّفرِ المتزاحمِ؟
من هذا الضجيجِ
فأقولُ اليومَ بأنّي
حاولتُ بالأمسِ الصُّراخ
حاولتُ أن أقضيَ على ذاكَ الضَّجيجِ
بصوتِ المِدادِ
فتقطعت الحروفُ
بمقصلةِ الواقعِ
جفَّ اليقينُ 
وظلَّ الصَّوتُ
يختنقُ في الرُّوح
آهٍ أرددها  كما الماضي
كم تشتاقُ الرّوحُ
لمسافةِ صمتٍ
تبعدني عن هذا الصَّخبِ!
وأستعيد كلمات
مخضَّبة بالأحمرِ
الدمٌ ما زال ينزفُ
وما زال يُذرَفُ الدمعُ
الصراخُ ما زالَ يأبى الخفوتَ
وتلكَ الآه
التي أطلقْتُها
من وراءِ ستار المجهولِ
ظلّت صوتَ الألمِ المكبوتِ
تملأُ اصقاعَا حكمَ عليها الزّمنُ
بالجوعِ إلى حياةٍ
رضخْتُ في استسلامٍ لأمر
أن لا خلاصَ من سكراتِ النِّهاية
بعد موتِ الحلم
وأنّ صدى الكلمات
ما ينفكّ ينزفُ مأساةً
ويردِّدُ
ما أقسى الحياةَ!
أتمسَّكُ منذُ سنواتٍ
بقشةِ نجاةٍ
وسطَ انجرافاتِ سيولٍ من طينٍ
الغرقُ عموديٌّ
لكنَّه اليومَ
غرقٌ في كلِّ الاتِّجاهاتِ
نغرقُ في لججٍ منْ متاهاتٍ
من ضياعٍ
نتخبَّطُ في بؤر عميقةٍ
ننتظرُ
انقشاعَ الغيمِ الرَّماديِّ
الأملُ يبقى الرفيقَ
والشمسُ بنورها
تبقى الحقيقةَ
الأملُ لا يحتاجُ إلى  كلِّكِ يا شمسُ
فقط هاتِ منكِ
قبسًا من شعاعٍ
ليبعثَ في القلوبِ الرَّجاءَ
يا سنواتَ العمرِ 
ما برحت أحملُ نفسَ السُّؤالِ
هل للجحيمِ نوافذُ
تمتد منها الأنوارُ
أياديَ نجاةٍ
لا تستغربي يا نفسُ
لِمَ ما تعبت
وأنا أسألُكِ عنِ الجحيمِ
هو الجحيمُ ليس إلا
ما نحن فيه نعيش .

سامية خليفة/لبنان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق