الأحد، 1 سبتمبر 2019

عتاب من صديق بقلم محمد موسى

♠ ♠ ♠ ♠ قصة قصيرة ♠ ♠ ♠ ♠

♠ ♠ ♠ عتاب من صديق ♠ ♠ ♠

♠ ♠ ♠ كان يقيم في لندن وفي أوتيل في منظقة ماربل أرش ، وهذه المنطقة قبل الشارع الشهير أكسفورد أستريت مباشرةً ، والأوتيل هو ذاته الذي أقام فيه المطرب المصري عبد الحليم حافظ برعاية الملك الحسن الثاني ملك المغرب عليهما رحمة الله ، عندما كان يأتي إلى لندن لتلقي العلاج من مرض دوالي المريء في مستشفى لندن كلينك ، وكان بجوار هذا الأوتيل مكتبة إشتهرت بانها تأتي بالمطبوعات العربية خصوصاً المصرية ، وهناك قامت علاقة ود بين بطل قصتنا وبين موظفة انجليزية تعمل فى المكتبة تدعىَ ماري ، فكان يتردد على المكتبة من حين لآخر ، للإطلاع على أحدث ما وصل إلى المكتبة ، وكان هذا ما يسعده وبطل قصتنا حياته منتظمة وهو فى بلده مصر ، فعادة يقرأ بعد العشاء قليلاً وينام ، وإذا رن التليفون في غرفته رد الإنسر ماشين برسالة أن يتصل به بعد الفجر ، ويستيقظ دائماً قبل الفجر ، وبعد صلاة الفجر يأخذ سيارته إلى النادى الأهلي ، ويلتقى ببعض الأصدقاء ويمارسوا رياضة الجري حول تراك ملعب كرة القدم ، ثم يقوموا بلعب التنس ويذهبوا معاً إلى الجمانزيم ثم حمام السباحة ، ويعود إلى بيته لتناول طعام الإفطار ثم يذهب إلى عمله في الجامعة ، وفي يوم عندما كان يدخل النادي صباحاً كعادته ، فإذا موظف الأمن يخبره أن صديقاً هو الأستاذ الدكتور (ا.ك) بجامعة المنوفية وكان الأكثر مرحاً من كل المجموعه وشديد الأدب مع الجميع ، قد توفىَ بالأمس بعد عودته من النادي ، فخرج بطل القصة من النادي ولم يدخله بعدها أبداً ، حتى عند تجديد الاشتراك كان يرسل من يجدده له ولا يدخل النادى إلا للانتخابات فقط ، وبعدها لا ينتظر بل يغادر النادي والذكريات تحاصره وتلح عليه ، ونعود إلى لندن ففى مرة من المرات عرضت عليه الموظفة الإنجليزية ماري في المكتبة كتاباً قديماً ، كان قد طبع حديثاً للشاعر كامل الشناوى الذى يحب أن يقرأ بطلنا له ، وكان في الكتاب قصيدة بعنوان عتاب إلى صديق ، وهذه القصيدة تحكي حكاية صديقين مات أحدهما فعاتب الحي من مات ، لماذا ماتَ وتركه وحده في هذه الدنيا ، يعاني الم الفراق للأحباب وتقول بعض أبيات القصيدة:
يا صديقي أرى المصائب شتىَ وعجيبٌ بين المصائب انتَ
كنت أبكي ان غبت عني يوماً وان غبتَ عنكَ يوماً بكيتَ
وأراني اليوم أحمل وحدي وجد قلبينا بعدمـا أن هجرتَ
كانت هذه القصيدة في كتاب في مكتبة بطل قصتنا ، وقد إستعاره أحد الأصدقاء وهو لا يتذكره من سنوات ولم يعد اليه هذا الكتاب ، وظلت هذه القصيدة عالقة في ذهن بطل القصة ولم ينسى هذه الكلمات .
وتذكر بطلنا هذه القصيدة عندما دخلت عليه سكرتيرة مكتبه في الجامعة ، وأخبرته أن زميلاً له فى جامعة المنوفية ، يذكره أن اليوم هو ميعاد ذكرى وفاة زميلهم أستاذ دكتور (ا.ك) رحمه الله.

 ♠♠♠ ا. د/ محمد موسى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق