الخميس، 5 سبتمبر 2019

لُغةُ الألَم والأمَل بقلم عبد العزيز بشارات

-------------------( لُغةُ الألَم والأمَل )-------------------
أُداري بعَيشي عُتاةَ البَشر ........وفي الشَّوك أَعثَرُ بين الحُفَر
أحاذِر حيناً ظَلام الليالي ..............وحيناً أُحاذِرُ وخزَ الإبر
تُطاردُني ضائقاتُ الحياةِ .................وتَتبعُني نائباتُ القدر
وتَحرِمُني الشمسُ من ضوْئِها ..........فأتبَعُ سِرّا شعاعَ القمَر
وذُقتُ المرارَ بأصنافِه ............... فكان صراعُ الحياةِ أمرّ
فعدتُ ألملِمُ أمساً تَوَلّى ........ وأجــمَعُ مِن حاضري ما اندثر
وأكتبُ شِعري بأحزانهِ ................لعلّي أرتّبُ تلكَ الصّوَر
فَراقَ لأذني حّفيفُ الزّهور .....ورقّت لحـُـزني فُروعُ الشّجر
وصوتُ المياهِ بِرَقراقِها ...............تناشِدُني العَـفوَ عمّا بدّر
وصورَةُ طفلٍ تراءَت لِعَيني..... أرى الـدَّمعَ من مُقلَتيْهِ انحدر
وفي شَفَتيه ظِلالُ ابتسامٍ ............تــدورُ مَع المَرء أنّى نظَر
سَمعتُ هتافاً أثارَ شُجوني ........يـقولُ تصبّر وسّلْ مَن صّبّر
وكُن مِشعلاً مثل تلك الشموعِ .تُضيءُ الطريقَ وتـجلو البَصر
أخي حين تُدرِكُ كُنهَ الحياةِ.....ترى الموجَ يَغـمُرُ أبهى الدّرَر
وحينَ تُحَطِّمُ تِلكَ الصُّخو---- رَ ترى المـاءَ مِن جانبيها انفجَر
وصوتُ العَنادلِ فوق الغصونِ ....... يرَدّدُه السّهلُ والمنحّدّر
وطعمُ السعادةِ في سِحرِها ........... بَنانٌ تراقّصَ فوقَ الوَتَر
فلا تبتئس إن مللتَ الشقاءَ ..........فبَعدَ المتاعبِ تَجني الثّمر
وبعد الظلامِ سيأتي الضياءُ.............وبـعد التّدبِّرِ تأتي الفِكَر
وسوف يزولُ الأَسى والهمومُ.......ويَنهمِرُ السّعدُ مثلَ المطر
فهذي الحياةُ أخي تَبتليكَ ...............فَيوماً تُساءُ ويَوماً تُسَرَ
أرى الدّينَ منبعَ كلّ سُرورٍ ..........ولا خيرَ فيمَن لدينٍ هجَر
ولا يُصلِحُ الدّينَ تَرقيعُهُ ...........كلوحِ الزُّجاجِ إذا ما انكسر
----------------------------------------------------------
عبد العزيز بشارات /أبو بكر /فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق