الاثنين، 9 أبريل 2018




( عند المغيب )
قصة قصيرة بقلم/
( شرين سعد أحمد )
شاعرة جنوب الوادي
*************
تعثرت خطواتها على الطريق ولكنها استطاعت أن تحفظ توازنها ولم تسقط واتكات على شجرة قريبة منها ثم جلست تحت جذعها القديم الذي ظهر عليه ذلك النقش بوضوح 
وراحت تنظر لذلك النقش وتتامله في صمت فلقد مضى عليه الزمن ولايزال يبدو بحالة جيدة ولازال القلب المحفور والذي اخترقه السهم من منتصفه يبدو جليا ومرت لحظات ولم ترفع عينها عن هذا النقش وكأنه قد سرق بصرها وقيده صوبه.
ثم افاقت على صوته الهادئ : - ( هذه أول مرة تسبقينني إلى هنا أليس كذلك )
ايتسمت ابتسامة باهتة ورددت في خفوت :- ( قد تكون الأولى والأخيرة )
لم يسمع عبارتها جيدا فجلس بجوارها وسألها عن حالها فأجابت باقتضاب ولم تزد حرفا واحدا عن قولها ( بخير )
أما هو فقد شعر أن هناك شيء ما تخفيه عنه فعاد يسألها ( هل أنت بخير ؟ )
فدمعت عيناها وقالت:- ( اسمعني جيدا فقد تكون هذه آخر مرة نلتقي فيها فالأمر جد خطير .أنا مريضة والأطباء اجزموا بصعوبة حالتي ولا أعلم ما مصيري فقط جئت اودعك الوداع الأخير )
نزلت عباراتها على رأسه كالصاعقة وارتجفت شفتاه وارتعدت أطرافه وردد في ألم ( ماذا تقولين ؟ كيف ....)
قاطعته بإشارة من يدها قائلة ( لا وقت لدي ولا قوة عندي حتى للكلام فقط أرجوك أن تذكرني عند كل مغيب فهو من شهد على أول وآخر لقاء لنا )
اختنقت الكلمات فوق شفتيه ولم يقوى على مقاومة دموعه التي راحت تلمع فى عينيه أما هى فقد نهضت من مكانها وألقت على النقش نظرة طويلة ثم نظرت إليه وقالت ( وداعا حان وقت رحيلي )
أما هو فقد جمد في مكانه ولم يتفوه بكلمة واحدة واعتصر الألم قلبه وأحس بغصة في حلقه وراح يتابعها ببصره وهى تبتعد حتى اختفت تماما فمسح دموعه ونظر لقرص الشمس الذي بدأ مرحلة غروبه وراح يتمتم في لوعة ( عند كل مغيب سأنتظرك هنا غاليتي )
واختفى قرص الشمس.......

( تمت بحمد الله )
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‏شجرة‏، و‏‏سماء‏، و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏ و‏طبيعة‏‏‏


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق