الخميس، 19 أبريل 2018

بقلم\\الشاعر جهاد حداد
================
القصيدة الوحيدة
هي قصيدتي التي أعدوا لها المكيدة
يا أيها السابحة في بحور الشعر الطويلة
نحروا فيك حتى الكلمات البسيطة
وقتلوا فيك القافية بكل طريقة
ونشروا على شرفات الصمت الموت
وأخفوا عنك الحقيقة
زوروا المعاني بظلمهم وأدعوا
أنهم لم يحرقوا تلك الوثيقة

يا قصيدتي
يا أيها الزنبقة الفريدة
يا أيها الزمردة العقيقة
كيف ينشرون الخبر بدقيقة
أنك بعد القتل حرة وطليقة
يا حبيبتي يا عصر الجمال
والوصل والفضيلة
أغتالوا فيك الأحساس
بعد ان أصبحتي لا قوة ولا حيلة
وزعموا انك المشتتة
وكلامك عابر سبيله
وأنك بلا أعراف وليس لك قبيلة

يا قصيدتي
هل يشفى القلب بكلمات عليلة
يا وجعي يا وجع النايات الحزينة
يا ألم يعتصرها بعد فقد الاهل والعشيرة
وهل يحمل القتيل قتيله
والنقاد كل يوم يشيعيون الف قصيدة
الى مقبرة الكلام بكل وسيلة
لا يهتمون بالنشر والناشر ضايع دليله
لا يفرقون بين المزبلة والحديقة
أو السيف وزهرة الياسمينة

يا قصيدتي
يا ايها الشفافة اليانعة
بين الزهور الحزينة
يا لواحة بيد القدر وسنينه
يا معجزة اللغة يرحلونك اليوم بسفينة
ويغرقون أبجديتك بتلك الجزيرة
ولا يفرقون بين الطين وخمرة العجينة
ولا بين التراب وساكنينه
وهل تسافر الأحلام في ظلام المدينة
وأي مركب بلا شراع في زمن تمضينه

يا قصيدتي
يا أيها العذراء السجينة
أي تاريخ في مهب الحياة تواجهينه
وأي أمواج من العمر تلاطمينه
وانت القصيدة الملكة
وكل العبيد بك كافرين ولك تستدين
وانت بأمرهم تطاوعين
يا أيقونة دهري
يا شمعة بقلب الظلام تستنيرين
كيف تصبحين للشعراء ضنينة
وكيف تمضين بصحراء الود قرينة
كيف تسرين بأرض نجسة
وانت من الطهر تخلقين
كيف تطلبين الحي بين الاموات يا مسكينة

قصيدتي
من بالحق تنصفين
يا ايها الطاهرة النقية
والله ليخجل القلم ان يقدم لك التحية
والله ما من أبجدية بهذا العصر
تتجرأ بان تكون معك شقية
يا أزلية على دفاتري
ومحفوظة للآبدية يا رمح قطع أوتار الحرية
ايعقل ان تكوني بحكم البربرية
الضحية
أيعقل ان تحكم عليك الجاهلية
وتموت بضمائرهم كل نية

والحياة كلمات
الشاعر جهاد حداد
تحياتي
في 18/4/2018ِ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق