الجمعة، 7 أبريل 2017


دعهم يصرخون 
"""""""""""""""
( حول الضربة الجوية الأمريكية لمطار الشعيرات .. والنقاط الإثنى عشر )
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
 * كانت عقارب الساعة تتحرك وسط ركام من الأحزان واليأس .. ليستيقظ السوريون كالعادة يرفعون أيديهم بدعاء المظلوم على بشار الكيماوى . 
 فى تلك اللحظات وقبيل صلاة الفجر ، كان المسحراتى الأمريكى قد أيقظ الظالم بمطار الشعيرات بصواريخ التوماهوك والكروز .. لينقلهم مباشرة الى سعير الآخرة بلا حساب . ومن جحيم المطار الى جحيم العدل وزبانية جهنم انتقل الحالمون بقتل الأبرياء .
وتهللت ملائكة العذاب وهم يفتحون الأبواب عن نيران صقر ، وهى تشهق متعجلة قدوم المجرمين قتلة الأطفال .
*********************
 * بعد تلك المقدمة الرومانسية لمقال اليوم ، تعالوا نتساءل معا كالعادة ونقيم الموقف للوقوف على ما وراءه ونستشرف الأسود الحالك والقادم ليس فقط لبشار الكيماوى ، إن أردنا الحقيقة ، فترامب سيرسل المسحراتى مرات أخرى ليوقظ باقى المجرمين .
 * فعلها رئيس أمريكا الجديد الذى يتسم بالحسم ، فقد حدد هدفه بدقة ، ونفذ فى الحال ، بعد أن خدع بشار وهو يتحدث عن عدم ممانعتة لبقائه بالسلطة ، ليستبشر الظالم وهو لا يعى المفاجأة التى خبأها ترامب ، وبينما المفتشون يجمعون العينات من أرض خان شيخون لتحليلها ، اختفت قاعدة الشعيرات الجوية بمن عليها من الوجود .
**********************
 والمحلل للمشهد لن يجد عناء فى فى استشراف القادم والذى لن يخرج كثيرا عن النقاط الإثنتى عشرة التى سأجملها لحضراتكم :
أولا :
*****
 * الضربة المفاجئة لمطار الشعيرات الحربى أخرجته نهائيا من الخدمة وتم تدمير كل الطائرات السوخوى والميج والهليوكابتر ، ووسائل الدفاع الجوى والرادارات ومخازن الوقود والمدارج وحظائر الطائرات ومساكن الضباط والجنود .
ثانيا :
*****
 الخسارة العسكرية والمادية الفادحة ، ليست كل شئ .. ولنا أن نتخيل الروح المعنوية المنهارة تماما بكل أفرع قوات بشار ، بما سيؤثر دراماتيكيا على أدائهم القتالى بشكل كبير .
ثالثا :
*****
 فى المقابل ارتفعت الروح المعنوية للثوار والمجاهدين .. سيطرقون الحديد وهو ساخن ، وسوف تنهال فورا نيرانهم على مواقع بشار وحزب الله وكلاب الميليشيات المجرمة التى تقاتل فى صفوفهم .
رابعا :
******
 سيستتبع الضربة الأمريكية بالقطع ، إمداد المقاتلين بأنواع جديدة من السلاح المتطور ، لتغير كل الحسابات على الأرض لدى جميع الأطراف ، فالحسم البرى يجب ألا ينتظر بعد تلك الضربة الناجحة .
خامسا :
*******
 علينا أن نتوقع عمليات فرار جماعى بين قوات بشار ، وربما تمرد عسكرى فى بعض الوحدات وهروب الى الجهة المقابلة ، إن نشطت المخابرات الأمريكية بشكل جيد .
سادسا :
*******
 ستراجع الميليشيات القادمة من خارج الأراضى السورية .. مثل " ميليشيات النجباء العراقية " وغيرها ، مواقفها من جديد ، بعد أن دخلت الأمور فى حيز الجد ، وستبدأ انسحابا تدريجيا من الآن .
سابعا :
*******
الموقف المسرحى الهزلى  للدب الروسى سيزيد ( البلة طين ) .. وسيفت فى عضد إيران وحزب الله ، فها هو " لافراوف " وزير الخارجية الروسى يطلب بشكل مسرحى انعقاد مجلس الأمن ، والذى هو فى حالة انعقاد دائم أصلا بسبب الأزمة السورية ، ولكن الكومبارس الروسى يريد أن يحفظ ماء وجههه ، ويشارك ب " إفييه " مضحك ، وكل ما يهم الروس الآن هو المكاسب التى يرغب فى الحصول عليها بالتفاهم مع باقى اللاعبين . وأظن أننا ما نزال نذكر موقفه من حليفه صدام من قبل .
ثامنا :
*******
 الأرجح أن يتخذ مجلس الأمن قرارا بحظر الطيران السورى كليا ، أو تحديد مناطق بخطوط طول وعرض يطير فى حدودها فقط ولا يتجاوزها ، مما سيرجح كفة المجاهدين والثوار على الأرض .
تاسعا :
*******
 سوف تتوقف أو تتباطأ كثيرا فى تلك الآونة عمليات التقسيم العرقى على الأرض ونقل عشرات الألوف بين مناطق الشيعة والسنة .
عاشرا :
*******
 الأرجح أن تتطور الأمور خلال الأيام القادمة ، وسيكون ربيعا ساخنا ، وصواريخ البوراج الأمريكية من البحر المتوسط تزور مواقع جديدة لبشار كما ستطال مواقع حزب الله ليس فقط فوق الأراضى السورية ولكن فى لبنان لكسر شوكته ، فضلا عن القوات الإيرانية ، وقد سنحت الفرصة لتأديب إيران على تجاوزاتها فى الخليج العربى تجاه الأسطول الأمريكى هناك .
حادى عشر :
***********
 ستتم لقاءات على مستوى رفيع بين المخابرات الأمريكية والروسية لتهدئة المخاوف الروسية ، وضمان مواطئا لقدم الدب الروسى فى المياه الدافئة على البحر المتوسط .
ثانى عشر :
**********
 ستتحرك القوات التركية لدعم مواقعها على الحدود السورية ، لتحقيق تصوراتها عن الأمن القومى التركى ، وضمان السيادة خصوصا وأن الأكراد يسيطرون على مساحات شاسعة على حدودها فى الجانب السورى مما يثير قلقها ومخاوفها .
**************************
 ** إن ما يحدث على الأراضى السورية ، وتطورا المواقف هناك ، التى قد تنحى فجأة الى أصعدة غير متوقعة ، يلزمنا نحن المصريين ، بالتحرك السريع لرأب الصدع على جبهتنا الداخلية ، وعلى الدبلوماسية أن تلعب دورا محسوسا ، لتتلاقى الأيادى ويجتمع الفرقاء ، قبل أن تفاجئنا أحداث غير منتظرة .. ونحن بقلب نيران تحاوطنا من الشرق فى سيناء والغرب الليبى وعمقنا الاستراتيجى فى أثيوبيا والسودان وبوراج الأسطول السادس فى المتوسط ، وغدا أساطيل أخرى فى البحر الأحمر وخليجى العقبة والسويس ، فضلا عن باب المندب وعمقنا فى القرن الأفريقى .
_______________________________________________
 * المركز القومى للدراسات الإستراتيجية والأمنية والسياسية د / محمد البكرى )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق