السبت، 29 أبريل 2017


الشاعر/عزالدين جبريل
عزرا سيدتى
فميعاد نهاية قصتنا قد حان
لم يعد الحضن يشعرنى بامان
فكثيرا كانت رواياتى
تبدأ فيها قصة كذب
وغالبا كانت نهايتها
ان من كذب باولها
جاء فى اخرها وقد خان
ثلجت كلتا شفتيك
وماتت كل مشاعرك
والحب لديك قد هان
كنا دوما نحكى قصص الحب
وتسعد كلتا قلبينا
والان اصبح حبك سجان
شكرا لجميل اهمالك
وهروبك منى جميع اوقاتك
وشرود عينيك ونظراتك
بلا عزرا او حتى استئذان
فجنانك صبحت خاوية
لم يبقى فيها قطف او ريحان
فعلام يكون السجن لكلينا
وسمعى لكلماتك اصبح ولهان
وشوقى للقاؤك قد مات
وقطار الحب قد مر وفات
ولم يبقى للقيانا لذات
اصبحنا زوبعة فى فنجان
هل انتى السجانة لقلبى
ام حبى اصبح هو السجان
فعلام سيدتى تعلقنا
هل هو خوفا من الحرمان
ام عشق فينا المسجون
غلظة قلب السجان
ابتعدى عنى بلا سبب
لا اريد لفراقك استئذان
فعلام يبقى كلانا مسجون
وقصتنا قد بدأت بالكذب
وكلانا للاخر قد خان
ابتعدى عنى سيدتى
فميعاد نهاية قصتنا قد حان
والحب بطرفينا قد هان
وابدا ما طلب الوصل استئذان
وابدا من احب بالقلب قد خان
فالاسود صار لكلينا كل الالوان
سأرحل عنك وبلا استئذان
فميعاد نهاية قصتنا
سيدتى قد حان

ايها الغازى ارحل من مدينتى
فمصر كل دنيتى ومهجتى
ارحل فالجهل لن يصلح امرى
واتقى شر شرر صمتى
انا لست بجاهل لاانسى
تاريخك المدنس بدمى وتكفيرى
فانت غراب بين شهيتنى
الامان وانمتنى باكى
فبقائك طويلا يزعجنى
لانى اخاف على وطنى
وبوجودك واهلك ستبيعونى
اومن الجوع ستموتنى
حتى الرغيف مش لاقى
فمايبقيك هل اشلائى
ام لتبيع اجزائى
وباسم الدين تحل دمائى
فمتى كان ارهابى يفتينى
او يعلمنى امور دينى
فمن بعد الله من كيدك يحمينى
 غير جيش بواسل لامنى ساهر العينى

(( رباه )) 
بريشة : 
همس حروف مضيئة 
أخذت أمعن في أيامي اﻷول .. 
و بت أوقن أن الروح تبتهل
ليس إﻻك يارباه يجلو أسى ..
وكل شيء سواك حائل  زول 
وقفت علىأعتاب جودك خافقي ..
رباه فإمﻷ يقيني طاعات تكتمل 
لست أدعو سواك يغفر زللي ..
و لست أرجو إﻻ عفوك اﻷزل 
إمنن إلهي إن النفس من روع ..
رضواك ربي يحيل الروع للأمل 
مصطفى الخاني 
 حماة / سورية


    القصة القصيرة    
   الفلاح والثعبان   
  تربى فى أسرة يتمتع كل أفرادها بالأخلاق ، وتعلم منذ الصغر بأن كل شئ فى الدنيا لا قيمه له بدون أخلاق ، لذلك كان بين زملائه شخصية محترمه تتمتع بثقة الجميع ، وفى عمله كان مثالاً لكل ما يحبه أي إنسان ، كل هذه السلوكيات إنعكست على تعامله مع الأخرين ، وأصبح محل ثقة ويأخذ رأيه دائماً زملائه حتى فى الأمور الشخصية ، كان من بين زملائه زميلة باهرة الانوثه والجمال ، ويصبح الجمال خطيراً إذا شعرت صاحبته أنها جميلة ، ويجب أن تُعامل على هذا الأساس من الأخرين ، كانت تشعر أن جمالها يميزها على جميع النساء ، لذلك تعودت من الرجال على أن تعامل معاملةً خاصة ، ويحاولوا أن يتقربوا منها دائماً ، إلا بطل قصتنا كان يعاملها كما يعامل الجميع ، مما كان يثيرها ، حاولت التقرب منه لفك ألغاز هذا الرجل ، دخلت مكتبه فى يوم من الأيام لأخذ رأيه فى موضوع خاص بها ، وطلبت منه أن يتلاقى فى أى مكان آخر ، فاعتذر لأنه لا وقت عنده وهذا صحيح فهو يجيد أن يجد ما يشغله ويستغرق وقته تماماً ، ، تعجبت من هذا الرجل وكل الرجال يتمنوا معها لقاء ، ولكنه لم يكن مثلهم فطلبت منه تليفونه الخاص ، فأفهمها أن تليفونه دائما مغلقاً ، وتستطيع التواصل معه هنا فى العمل ، كل هذا يزيدها رغبة فى التقرب منه ، حتى لعبت الصدفة لعبتها ففي مناسبة لصديق له يقترب من أنه قريب وجدها هناك ، وتعامل بالود المعتاد مع الجميع إلا أنها إقتربت منه ، وقالت له ممكن كلمه فأستذن من الجميع وخرجا معاً الى التراس (الشرفه) ، قالت له أريد أن أتحدث معك ، ولكن المكان غير مناسب ، وسوف أنتظرك غداً الجمعة فى اللوبي لفندق هيلتون القاهرة الساعة السابعة مساءً ، حاول الإعتذار ولكن بدون جدوى وحدث بينهما اللقاء ، كانت السعادة تبدو عليها ، فإنها إنتصرت بعد أن حطمت الاسوار الذي حاول أن يجعلها بينه وبينها ، وتكلما فى اشياء كثيرة شعر معها أنها إنسانه رقيقة ، وإن كان جمالها يعطيها بعض الغرور ، وأتفقا على أن هذا اللقاء لن يكون آخر لقاء بينهما ، وأنصرفا بعد أن أخذت تليفونه الخاص ، وفى الليل شعر أن خيالها يلح عليه ، وإذا تليفونه يرن كانت هي وظلا يتكلمان حتى سمعا المؤذن يقول الصلاة خبرٌ من النوم ، وتكررت اللقاءات والتليفونات ووجد منها ميول ورغبات أنثى ، فطلب منها الزواج قالت له من مدة أنتظر منك هذا الطلب ، وتم الزواج في حفل بهيج ، والكل ينظر إلية ولسان حالهم يقول ركم أنت محظوظ ، وشعر من بداية الزواج أنها تميل الى رجولته بشكل مبالغ فيه ، إلا أنه برر هذا بجمالها وفرحتها بدخولها دنيا النساء ، ورزقا بولد وبنت ، ورغم مرور سنوات على زواجهم إلا أنها لم تهدأ دائماً تريد زوجها ، وهذا لا عيب فيه أدرك هو هذا ، خضوضاً مع تقدمه في عمله فأصبح ممن يشار اليهم ، ولأن الأيام لا تبقى الأياء على حالها ، فقد الم به مرض صعب علاجة في بلاده ، مما جعل عمله نظرا لقيمته أن يرسله الي خارج البلاد للعلاج ، وطلب هو منها البقاء مع الأطفال لرعايتهم ومتابعتهم في مدارسهم ، وسافر برفقة صديق له يعمل بالطب وأستمر علاجه شهور ، وخلال متابعته لأولاده في مدارسهم أدرك أن مستواهما التعليمي يتراجع وأدرك أن زوجته تتأخر يومياً خارج البيت ، وأنها تركت مرات أولادها لبعض أقاربها ، وتركت البيت أيام ، هذه المعلومات جاءته من أهله المتابعين لها وللأولاد ، وعلم أنها على علاقة بأحد الأقارب ، الذين كان ينوي الإرتباط بها قبل أن تفضل زوجها عليه ، فأصبحت تقضي كل وقتها معه ، وقدر الله له الشفاء ، وعاد الي بيته ولم يجدها ولا أولاده ، وعرف انها تقيم عند بعض الأقارب لكِ تترك الأولاد وتغيب كما تشاء ، ولما علمت أن شفاءه بعيد فعملت على إتمام إجراءات الطلاق ، ودهشت أنه عاد معافي ، واجهها بما سمع وما حدث للأبناء فلم يقتنع مما تقول وهنا قرر أن يطلقها ، وتأخذ كل حقوقها كما شرع الله ورسوله ، وتترك له الأولاد بالتراضي ، وهنا ذهبت للعشيق وقالت له لقد تحررت الأن كما كنت أنت تريد فهيا لنتزوج ، إلا أنه قال لها زواج إيه نحن هكذا أفضل ، كل منا يجد عند الأخر حاجته ، ولا داعي للزواج ومشاكله ، هنا شعرت أنها ستتحول الي سيدة بلا كرامه ، فتراجعت وذهبت الي زوجها السابق ، فقالت له بالطريقة التي أوقعت به أول مرة ، لماذا لا نعود كما كنا ، ليتربى الأبناء بيننا ، وأنت تعلم أنك الرجل الأول في حياتي ، هنا لم ينفعل بل بهدوء قص عليها قصة الفلاح والثعبان ، حيث كان ثعباناً يعيش في جحر في أرض يزرعها فلاح ، وأتفق الفلاح مع الثعبان أن يظل لا يخرج من جحره حتى يمكنه زراعة أرضه ، علي أن يضع الفلاج للثعبان كل يوم ثلاثة بيضات على باب جحره ، وظل الحال بينهما هكذا إلي أن قال الفلاح لنفسه يوماً لماذا الصبر على هذا الثعبان ، أنتظره عندما يخرج لأخذ البيض وأضربه بالفأس فأسترح منه وأوفر البيضات الثلاثه ، وفعلا حدث بينما الثعبان يخرج لأخذ البيض إنهال الفلاح على رأسه بالفأس وبسرعة سحب الثعبان نفسه ودخل جحره بعد أن أصيب في رأسه وظل في جحره يتعافى ، ولما تعافى من الإصابه ، خرج للفلاح وظل طوال اليوم يسير في الحقل يأكل مما هو موجود ، ولا يستطيع الفلاح نزول الحقل ، إشتد الفقر بالفلاح ، فقال للثعبان نتصالح ونعود من جديد كما كنا ، ولكن الثعبان قال له كيف أُعاودكَ وهذا أثر فأسك ، هنا أدركت أنها خسرت من سعت إليه ولن يعود إليها أبداً فخرجت من عنده وقالت في نغسها هذا جزاء أنا أستحقه.
   ا.د/ محمد موسى


حَبْيبى..
آخر تحديث April 20, 2017, 2:49 am
أحوال البلاد : بقلم: احمد الغرباوى
حَبْيبى.. 
الحُبُّ ما يَجْبُ أنْ تَكْون..؟
قالت:
( لا تُحسن الظنّ بى لكىّ لا أخذلك؟
ولا تسيء الظنّ بى لكىّ لاتخذلنى؟
لكن.. إجْعَلنى بدون ظنون
كىّ أَكْون أنا كَما أكْون؟ )
،،،،
حَبْيبى..
أحْبَبْتُكَ حُسْنُ نِيّة
سُوء وحُسْن ظَنّ..
كَما أنْتَ تَكْون..!
وَلكِن..
مَنْ يُحْبُّ فِى الله
أبَدْاً..
لايَظْلّ (كَما يِكْون)..؟
الحُبُّ مَنُّ رَبٍّ عَلى قَلْب
وفى مِيزان البْشَرِ يَغدو أثْقَل
أغْلَى وأسْمَى دُرُّ كون..!
لَوْ ـ حَقّاًـ أحْبَبْتُ فِى الله
كَمْا (يَجْبُ أنْ تَكْون)
حَبْيبى..
رُبّما سَتَحْيا أكثر
أكْثرُ مِمّا يَجْبُ أنْ تَكْون..!
وَما أرْوَع
مابَعْد الحُبِّ سَتكون..!
،،،،
حَبيبى
الحُبُّ يَوْمٌ يَلْى الأمْس
وغَدُ آنٍ يَكْون..
جَرْى نَهْرِ رَبٍّ حَنْون..!
دَوْامٌ عَذْبّ..
رَحْيلُ مُرّ..
مِنْ جَنْانِ الرَّحْمَن
يَكْفى اخْتِيْارَ الرْبِّ قَلْبَكَ
مَىّ ضَفْتَىّ وِدّ وَسِكْون..!
،،،،
حَبْيبى..
فِى الحُبِّ
أبَدْاً لا أحْد
يَظْلُّ كَمْا يَكْون..؟
حَبْيبى..
مِنْ الجِنْون..
أنْ نُحْبّ
ونَظلّ كَمْا نَكْون..؟
.....
الموقع: أحوال البلاد
 الرابط:

طــيــرُ النــَوارس فــلا يــنــاغي دجــلةً
لـمــَّا تــطــاوس بــالــظــفــاف غــُرابــُهــا
يــحـكــي من الـدخــلاءِ من لــغــتــي..عــليْ
فــتــراطــنــوا..فــاتــشــاكـلــتْ أعــرابــُهــا
مـا هــُجــِّنــتْ أخـتَ الـرَّشــيــدِ صــغــارهُــا
ســنــيــَّةٌ..شــيــعــيــَّةٌ..انــســابــُهــا
بــغــدادُ لي..وانــا العــراقُ أنــا..ولــيْ
طــيــنٌ..فـمـن جـرفِ النــَّخــيــلِ تــرابـُـهــا
مــن ثــورةِ الإصــلاحِ كــان (حــُســيــِنــُنــُا )
هـزَّتْ عـروشَ الـمـُفــســديــنَ غــِضــابـُـها
مــانــامَ دمُ الحــُســيــنُ بــارضــِنــا
سـيـظـلُّ يـصـرخُ في القـبــور خــِطــابــُهــا
هــيْ نــكــبــةٌ كــُبــرى بــالِ مــُحــمــدٍ
ومــُصــيــبَ أخــرى كــربــلاءَ مــُصــابــُها
 محمد التركي..

غربة ............بقلم /رحمة حسن
يا غربة الأيام
في غياب 
تغيب عني الذكري 
وأنت في الوجدان 
 آه من بعادك 
مع غربة الأيام 
تتجدد الأشجان
وتتزاحم أهات الأوجاع 
مع ترانيم الغربة
أنامل الفراق تكتب النهاية 
بنظراتها الثاقبة 
 تصفحني على جبيني 
وتسرق من أيامي 
حتي مفترق الطرق
 بقلم /رحمة حسن
( لسة ناوي )
لسة ناوي عل فراق
هتفضل باقي ع الرفاق
هتمشي فعلا في الطلاق
لسة ناوي عل وداع
قررت تصاحب الرعاع 
عاوز تسيبني في الضياع
لسة ناوي ع الرحيل 
وياك هتاخد الدليل
نويت قلبي يعيش ذليل
معرفش ليه صدقت نفسي
كنت فاكراك ساعتها نفسي
ياريت صدقت يومها حسي
كنت حاسة إن إنت نحسي
والله بعدك مش هأموت 
طز فيك في البنكوت
هأكون أنثى العنكبوت
 مانيش ضحية للسكوت

عصام الباز
 الصداقة  و  الحب 
قَابِلَتُهَا في الطَّائِرَةُ وسألتنىِ قَالَتْ لىِ
وَيَبْدُو سَألَتْ غَيْرَي فَلَمْ تَقْتَنِعْ إِلَّا بيِ
سؤالها يبدوغريباً وللعاقل هو قريب
والنساء الأذكياء يشغلن عقل الحبيب
قَالَتْ أَيُّهُما تُفُضِّلَ الحُــــبِّ أَمْ الصَّدَاقَةِ
قُلْتُ سيدتىِ الاِثْنَانِ وَجْهَانِ لأى عَلَاقَةٌ
فَسِّــرْ لي قُلْتُ الحُـــبُّ مَكَانُه في القَلْبُ
وَالصَّدَاقَةُ بالعَقْلُ وَبَيْنَهِمَا يَكُونُ الصَّبْرُ
وَفِيهِمَا حرفي "القاف واللام"متعانقتان
فَقَطْ في "الباء وَالِعِينَ" هُمَــا يَخْتَلِفَانِ
فَالقلـ ب فيه القاف واللام يَقُودَانِ الباء
وُأَلَعـ قَلَّ العَيْنِ تقُودُ القاف واللام بِذَكَاءٍ
هنا الفَرْقُ بَيِّنٌ مَنْ يَقُودُ الأَحْرُفَ بِحَكَمَةٍ
وَبِين مَنْ يُقَادُ حروفاً مشدودةً دَائِماً بِرَغْبَةٍ
فيَحْــــدُثُ الاِخْتِلَافُ بَيْنَ العَلَاَقةِ وَالبَسْمَةِ
ويحدث الخلط بينهما ويؤدي لحدوث كارثة
فتفقد الكلمه قيمتها فلا هو حب ولا صداقة
فأبتسمت لي وقالت صدقت هذه هي الحماقه
قلت لو حدد كل منا بعقل مصطلح هذه العلاقة
 وتصرف بصدق ما حدث بينهما يوم أية حماقة

   أَ. د/ مُحَمَّدٌ مُوسَى
بوابة الجمهورية أون لاين.. رؤية: تغريد شتا
اطلالة فى تجلّيات أدبيّة:
 لمن يُغرّد الغرباوى فى إصداره الجديد (شيء ما يعنى.. ربما يكون الحُبّ!)

( تبحث عن شيء..
 والحب أكبر من ذاك الشيء.. فإذا ما تَماس ووجودنا.. هرولنا لأشياء أخرى.. أغرتنا وأسكرتنا.. فترنّحنا.. وتوهّمنا أن الحُبَ لاشيء.. أو.. قل كل شيء.. إنه شيء ما يعنى.. ربما..
 ربما يكون الحُبّ.. من يدرى..)

فى لوحة من (التجليّات الادبية).. سطر بها الكاتب أحمد الغرباوى غلاف اصداره الأدبى الجديد ( شيء ما يعنى .. ربما يكون الحب..؟) الذى تم عرضه فى معرض الكتاب الدولى هذا العام بمصر..
 فتحت عنوان (شيء مايعنى .. ربما يكون الحب..!) يصدر الإبداع الأدبى الجديد للكاتب عن دار الأمل للنشر والتوزيع فى 176 من القطع المتوسط.. والذى يشارك فيه بمعرض الكتاب هذا العام..

ويحتوى الكتاب بين دفتيه على 40 لوحة إبداعية من فن النثر الأدبى.. يتجلّى فيه الكاتب على جدار الفن الأدبى الخالص.. وهو نوع من الأدب؛ الذى برع فيه الكاتب العربى العالمى الراحل جبران خليل جبران فى إبداعاته( النبى ) و ( رمل وزبد ) و( المصطفى ) و( حدائق النبى ) .. وغيرها من الإصدارات ذات النثر الوجدانى الراقى؛ إلهامات فكريّة تمرّ وتتمسّح بجدران الصدر؛ يلتحف بها القلب؛ ويغشاها رقّ حِسّ وصوفية روح..
وهذا النوع من الإبداع الفنى؛يأخذ من الشعر جموح العاطفة والإحساس.. ويجنح بالخيال على مناطق الفكر.. ويسير فى دروب العقل بحكمة ومنطق الكاتب وحده.. وخبراته الحياتية المعاشة وعروجاته الثقافية..!
 فهو يطرق أبواب العقل من خلال لغة مكثفة.. شاعريّة وخيالية.. بصورها المتعدّدة.. التى تشهدهاالعديد من لوحات الكتاب وتتجسّد فى(براءة هوى)..(العاشقان)..(الحُبّ هبة الربّ).. (أمير الحُبّ).. (شيطان الهجر).. (لا.. ليس أنت).. و(من العشق ما عمى).. وغيرها من الحَيْواتالفنية التى تحملنا رواحها ومجيئها بلاهوادة..وتدقّ بعنف وقَسوة.. وأحيانا بخنجر؛ يتهادى خدراً فى قطعة جاتوه.. تنزف دمّا من صَبابة جَوى.. أو حاجة حٌبّ أو حرمان دفء وأمان..!
 وتراها ترمينا على ضفاف جافة بلا مَىّ نهر.. ولاحتى قوارب فى انتظار زخّات مطر فى مواسم شتاء حُبّ..!
 ويؤرجحنا الخيال.. يرفعنا بلارحمة لصراخ وتأوّهات قلب.. ولايلتفت لرعبه وتوجّسهوهويغارق وهناً فى العشق.. !
فالكاتب لايعرف المناطق الرمادية.. لا وصفاً ولاحتى لغة وتعبيراً..!
 تارة يلطم بقبلة من شدّة الحُبّ.. وتارة يدفن المحبوب فى حضنه موتاً.. خشية مجرد طرق الشعور لرغبته فى هجر..!
قمة التناهى تعبيراً من حرف الهوى.. ودقّة شدّ خصلات الكلمات.. تضفيراً للوحات عشقه..؟
 لغة مكثفة.. يحتاج القارئ يعود إليها أكثر من مرّة.. فتطرق بمعاول هدم أفكاراً وسطى.. وتنحرف بالشعور شغفاً حتى الثمالة ولوماً وعتاباً وجرحاً وألماً فى مضمار العشق والهوى.. وتخدش الجسد بمسامير حادة أرقاً..يصل لحدّ إيلام الروح يقظة.. وصحواً بعد طول نوم.. وربما حياة قبيل الموات..!
 ويظل (الغرباوى) يبحث عن الحُبّ فى كتاباته.. يعزف خارج السرب وحده.. يتجاوز ابداعه أمكنة وأزمنة الشهرة.. ويمرّ على منتديات مصالح الإبداع والأدب دون أن يدرى عنوانها.. ومن يتسامر بداخلها..!
ربما يكتب للفن.. ويحياه.. ويترك للأدب ما يترك..؟
 ربّما يحبّ لكى يكتب.. قد اعتاد الألم.. والفراق والهجر.. والنوم فى حضن (جدران غرفه المنقبضة).. وأسى غدر محبوب أحبه فى الله أبداً.. وعلى حافة الطريق ألقى قلبه.. تحت أقدام المارة؛ وجعاً دائماً أبداً..!
 وبكل وحشية يدعونا لسرادق عزاء لروحه بعدما يرحل حبيبه وحبّه.. ولايترك له إلا ترهلات جسد.. ومواساة أطلال؛ يركن على حزن جدرانها معتكفاً.. 
ربما يوماً ما.. و..
وربما يكون فيه (شئ ما يعنى).. فيخلد لأجيال تأتى فتقرأ.. لكى تستمتع وتحسّ وتشعر..! 
 ويعتبرهذا الاصدار السابع للكاتب أحمد الغربـــــاوى بعد مجموعـــاته المسرحيــــة(المتحزّمون)..التى نشرت فى الثمانينات كوميديا سوداء.. وكباريه سياسى لواقع موجوع فى فقده..!
 وتلاها بمجموعتيه المسرحية(السقوط إلى أعلى) و(سائق الموتى)، ثم يعود لدرب الراحل جبران خليل جبران.. يترنّح حرفاَ على مسك ابداعاته.. 
 ويترنم نغماً على شجن القلب اليائس وجعاً.. ويصر على الإبحار؛ رغم تجفف المىّ وقذف الريح لكراث الثلج مِلحاً مرّاً.. ويعصف بنا بنصّ تيار حاد.. فى مجموعته النثرية (وجع العشق والبعاد)..
 ويفجؤنا بلطمة أدبية جريئة.. بعيدة عن رقة قلمه.. فى صراحة غير معهودة لغموضه المتعارف عليه فى مجموعته القصصية (حب حتى أطراف الأصايع)؛ التى داسته عشقاً.. فلم ّنِدف قلبه.. ليشكّلها كلماً..
ويسوّد أسطر قصصه بأحمر دمّه.. تأوّهات ألماً على فشله وحزنه ويأسه..الخ
 وتجدر الاشارة الى أن الغرباوىفى مشواره الأدبى حصل على العديد من الجوائزالثقافية والادبية أشهرها المراكز الاولى فى المسرح و القصة القصيرة من وزارة القوى العاملة والهجرة على مستوى شركات جمهورية مصر العربيةخلال مدار سنوات إبداعه.. كما حصل علىالمركز التاسع فى المسرح من تليفزيون الشرق الاوسط بروما.. 
 وسبق ونشر أعماله فى جريدة الجزيرة والمسائية ومجلات القافلة والدعوة السعودية.. بالاضافة الى الاعلام المصرى المطبوع والإلكترونى..
 والمتتبع لأعمال الكاتب فلايزال يكتب لفئة خاصة .. يؤمن بأمل غد حضورها لخشبة مسرح إبداعه.. بعيداً عن تجارة الكلمة.. ومقاولة الفن.. وشللية مدمنى الشهرة.. وزخرفة أردية أنصاف الموهوبين.. فى دنيا عهر المداد والحبر..!
من يدرى..
ربما..؟
ربما يوما ما يحدث..؟
***
27/04/2017 14:55
اعتراف
كيف أعترف لك
أني أعشقك بجنون
ياعنوان الحب والوفاء
يامن يفيض قلبك بالعطاء
أنت نوري وشمسي والضياء
بك انسى التعب والشقاء
أحبك كحب الصحراء للماء
أحبك بعرض الأرض والسماء
حب يفوق كل الأصدقاء
لا يكفيني قول هذه الأشياء
بل سأقف بوجه كل الأعداء
سأدعو لك كل صباح ومساء
والله لن يكفيني هذا الدعاء
حبيبي ارجوك كل الرجاء
ان تنسى كلام الناس هؤلاء
لأني لا اجيد مثلهم الغناء
فأنا لا أعشق كعشق الزعماء
أو احب كحب باقي الأمراء
أنا يتخللني الخجل والحياء
أحبك كحب الشعراء القدماء

**********
 بقلمي : مديحة علي
انفاسك..... دمي...
يضخها...... قلبك
لاوصال... جسمي
فيها رسمك ورسمي
فلا نقطع شهيق مودتك
فزفيرها بغيرك لا يجدي
النهر الجاري/ جعفر الحسن
درة العاشقين ***بقلم السيد ابو طاحون 
 **************

ينادي اللحن ع الكلمه ..
يدوب الحب فى الغنوه 
ينط الموج على السكه .. 
واتارى البحر 
كان مخدوع 
وكان ممنوع 
يفوت البحر جوا الدار ..
يحس بنفحة النعمه
وبالنغمه بتتناغم 
 ضفايرها مع الأشجار 
نقوم نتوضي 
ونصلي صلاة الشكر 
تموت الريبة والخيبة ..
ونقسم قسمة الحلوين 
***************
عمري وانا بجري
من قبلى من بحرى
طاير مع القمرى
والحلوه دى قمرى
وسكتى وقدرى 
نامى على صدرى
واتغطى برموشى
وريحى رموشك
يادرة العاشقين
***************
دلوقت جا دورك
تنزلى سورك
وتفتحى قصورك
وتفردى مطرك
وتكتبي سطرك
اروينى من نورك
وجهزى جيشك
وكلنا جيشك
يا حلوة الحلوين
****************
قصيدة بعنوان.. شرنقة
لساك بتحلم باللقا
وتقضي عمرك بين دروب متشتتة
ماتفوق بقي
دي قصايدك المتزوقة
بترانيم وجع
زهقت وسافرت من خيالك للسكات
ولا كانش يخطرلك ف بالك
إن حلمك إللي يا ما حاربت علشان تملكه
مش باقي منو غير شوية ذكريات
ولاباقي من كل الملامح غير صور
ودموع بتنضح مر من تحت الخدود
مع ضحكة وقفت جوه حلقك
لا اتنست
ولامرة قدرت تاني ترجع تملي وشك
وانت ليه
لساك بتروي الحلم بدموع الوجع
وبتحضن اليتم اللي متداري ف عروقك 
واللي فاضل جوه روحك 
روح تخونك
مش بتغزل جوه عمرك غير شقا
ورجعت تنده تاني ع العمر الجميل
اللي اتسرق منك ف حضن الشرنقه
ويفيد بإيه الصبر من غير اللقا ؟!!
ماتفوق بقي !!!!
مع تحياتي
محمد محمد الطنطاوي
 28/4/2016
فوانيس بحرية ....
قصيدة شعرية ...
 آوي إليّ هذا المساء

-1-
همست إليه : 
تعال 
آو إليّ هذا المساء
سأكحل الجفن
أرتدي البنفسج
أعطر لك الجيد
أعدّ لك متكأً
....قهوتنا الحلوة 
وأشوي لك حبّات الكستناء
تعال إليّ هذا المساء
-2-
آو....
سأشدو لك أغنية الملاك
تعال إليّ 
لا تخف
ارتد المعطف
كم بارد هذا الشتاء
وقارس بدونك هذا المساء
تعال إليّ
وارم معطف دفئك عليّ
تعال لنكتب قصيدة الشغف سوياً
تعال هذا المساء إليّ
تعال إليّ...
سأكون لديك كلّ النساء...
بقلمي: خالد عارف حاج عثمان-سورية. جب

أعدّ لك متكأً
....قهوتنا الحلوة 
وأشوي لك حبّات الكستناء
تعال إليّ هذا المساء
-2-
آو....
سأشدو لك أغنية الملاك
تعال إليّ 
لا تخف
ارتد المعطف
كم بارد هذا الشتاء
وقارس بدونك هذا المساء
تعال إليّ
وارم معطف دفئك عليّ
تعال لنكتب قصيدة الشغف سوياً
تعال هذا المساء إليّ
تعال إليّ...
سأكون لديك كلّ النساء...
بقلمي: خالد عارف حاج عثمان-28/4/2016

فوانيس بحرية ....
قصيدة شعرية ...
 آوي إليّ هذا المساء

-1-
همست إليه : 
تعال 
آو إليّ هذا المساء
سأكحل الجفن
أرتدي البنفسج
أعطر لك الجيد
أعدّ لك متكأً
....قهوتنا الحلوة 
وأشوي لك حبّات الكستناء
تعال إليّ هذا المساء
-2-
آو....
سأشدو لك أغنية الملاك
تعال إليّ 
لا تخف
ارتد المعطف
كم بارد هذا الشتاء
وقارس بدونك هذا المساء
تعال إليّ
وارم معطف دفئك عليّ
تعال لنكتب قصيدة الشغف سوياً
تعال هذا المساء إليّ
تعال إليّ...
سأكون لديك كلّ النساء...
بقلمي: خالد عارف حاج عثمان. سورية. جبلة.
(( أنت نغمي ))
بريشة :
همس حروف مضيئة 
يحدث أنك روح الحياة ...
ونيض القلب دفق وريد 
يحدث أنك شهب الضياء ...
وبسمة ثغرك أجمل عيد 
يحدث أنك بوح حروفي ...
ونغم لهفي إليك قصيد 
يحدث أنك كل زماني ...
وقصة عمري وله شديد 
يحدث أنك رواية عشقي ...
وأحلى كﻻمي سطر جديد 
يحدث أنك مرساة قلب ...
لعينيك أبحر دهرا مديد 
يحدث أنك أبجدية وجدي ...
 وليس يحوز سواك قصيد 
يحدث إن غاب طيفك عني ...
سال حنيني توقا لجيد 
يحدث أنك أغلى اﻷماني ...
وسحرك يصلني رقيقا رغيد 
يحدث ماعدت أدري حديثا ...
وتؤام القمر بواد ... بعيد 
يحدث أن يحضنك فؤادي ...
ليغمد شوقا يفت الوريد 
يحدث أن أخفيك برمشي...
ﻷني أرومك لعيني ..وحيد 
يحدث أنك مرامي سطوري...
وأنك نغمي ...ولحن فريد

مصطفى الخاني 
 حماة - سورية

الخميس، 27 أبريل 2017


فك قيود يدي 
لقد ضاق صدري 
وتحجرت كلماتي 
لماذا تقيد روحي 
هل هان عليك حبي 
ام تعشق تعذيب قلبي
الحزن بات يرفقني 
لقد غابت البسمه من ملامحي 
ارهقتني قيودي وحبست دمعتي 
ارحل وفك قيود عمري 
حتي تنير ايامي 
ويرحل السواد من سمائي
حتي اشعر اني علي قيد الحياه ارحل
حتي تعود لي ابتسامه الشفاه
فانا لك لن اخدع ولغير الخالق لن اركع ..
 بقلم بسمه أحمد
 ممنوع على المخابرات العامة والحربية وأمن الدولة !
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
 * لنفرج عن ملخص لبعض الصفحات من الكتاب المجهول ، لتخرج الى النور لأول مرة ، ومن المروءة أن أقربأنى مدين بالشكر لبلادى .. التى اعطتنى الفرصة لأعمل مستقلا منذ عام 1972 م وحتى اليوم ، دون أدنى تدخل أو اتصال ، حصلت خلالها على الكثير من المعلومات ، التى لم يتوقف نهمى بها لحظة ، وأنا أتخيل أنها مادة الحياة التى سأهديها يوما لهذا الشعب الفريد ، كنت أسرب بعض المعلومات بطريقة تبدو أنها عفوية ، وحقيقة الأمر كانت على غير ما يبدو الظاهر .
__________________
 * لنعد قليلا الى أوائل السبعينات ، ونحن نجهز لعبور ما كنا لا نتخيل امكان حدوثه ، وأيضا سنوات ما بعد العبور . 
 لم أخرج عن القاعدة العامة التى تؤكد أن أى عنصر نشط عادة ما يبدأ بالدين ، حين قررت تأسيس الجماعة الدينية بكلية الصيدلة ، وأعلنت عنها بمسجد كلية الطب ، حيث لم يكن لدينا مسجد بكلية الصيدلة ، وحضر الاجتماع د / ابراهيم الزعفران القيادى المعروف الآن ، والذى كان أميرا لجماعة كلية الطب أيامها وكانت الوحيدة بجامعة الإسكندرية .
__________________
 * دعوت الشيخ / عيد إمام جامع السلام ، ليلقى محاضرة جمعت لها عددا كبيرا من طلاب الكلية ، وحين حاول الطالب / ماهر الدمياطى مقاطعته ، حدثت المشاجرة التى اوحت بعدم قدرة الشيخ / عيد على التعاطى مع الطلاب . ماهر الدمياطى هذا الذى عُين معيدا بالكلية ، تم إلحاقة بجامعة الزقازيق ، وصار عميدا للكلية ، فمديرا للجامعة فيما تلى من سنوات .
 مما حدا بى للاتصال بالشيخ / أحمد المحلاوى الزائع الصيت أيامها وإمام مسجد سيدى جابر ، والذى حضر لالقاء محاضرة خلبت قلوب الطلاب ، وارتبطوا بمسجده الذى جهزه بمعامل لطلاب الطب والصيدلة والهندسة ومعيدين متطوعين لمساعدة الطلاب ، فى منافسة محمودة لبعض الكنائس ، التى أحالها القائمون عليها لمؤسسات علمية لطلاب الجامعات . 
 لم يكن صعبا بعد هذا أن اجمع بعض التبرعات لبناء مسجد صغير بمدخل الكلية ووقفت أؤذن لصلاة الظهر يوم اكتماله ، ثم اتت اجازة الصيف وانتقلت للسنة الدراسية الثالثة بالكلية ، وعند بدء العام الجديد تركت الجماعة الإسلامية لأحد الزملاء ، كان اسمه أمير ، وصار اسما على مسمى وهو يصبح أميرا للجماعة بكلية الصيدلة . 
_________________
 * اتجهت للعمل السياسى وكان الأجواء ملتهبة ، ومظاهرات اليسار المصرى لا تنقطع مطالبة السادات بالحرب .. لاستعادة سيناء المحتلة من براثن الصهاينة ، فى تلك الأيام زار السادات جامعة الإسكندرية ، بعدها تم تخصيص مبلغ 500 جنيها كل اسبوعين لإصدار صحيفة نصف شهرية للجامعة ، أجريت خلالها تحقيقات صحفية ، منها ( الموت فى مطاعم الجامعة ) و ( الصيدلة تختنق ) وحتى تناولنا السادات بالنقد اللاذغ فتوقف الدعم وتوقفت الجريدة .
 فى تلك الأيام كان الموساد نشطا للغاية داخل البلاد وخارجها ، وفى كل الأوساط ليستشف نوايا الجيش المصرى ، وإمكانية أن يخوض حربا لاسترداد الأرض ، وفى المقابل كانت الأجهزة المصرية لا تنام والكل يشارك فى عملية الخداع الإستراتيجى ، الذى انتهى بالعبور .
________________
 * لم أكن منضما لأى من التنظيمات اليسارية ، رغم أننى كنت أتحرك من خلال اليسار المصرى ، فلم يكن هناك غيره على الساحة .. الإخوان كانوا حديثى عهد بالعمل فى الجامعة . واشتهر من بين الجميع طلاب كلية الهندسة .. عصام البرعى ، وحسن عزيز ، وعزيز تعلب – سليل الباشوات – وتيمور الملوانى . 
وكان بكلية الصيدلة جمال عبد الفتاح ومديحة الملوانى شقيقة تيمور واللذين تزوجا فيما بعد . 
 وكان مراد منير طالب كلية الآداب الذى صار مخرجا مسرحيا فى مستقبل الأيام وخطيبته سلفيا طالبة الحقوق المميزة بالبنطلون الأسود والكاب .
كل هذا الزخم الثورى والموساد يحصى على قلب مصر النابض دقاته  ومراكز تشتعل بالنشاط ، كان من من أهمها 
 # ( كنيسة الجيزويت ) .. هذا المبنى الهادئ مظهرا والمشتعل من الداخل ، يقع خلف جامع سيدى جابر بشارع بور سعيد ، على مساحة كبيره من الأرض ، بمجرد أن تدخل من الباب تجد مكتبة عامة على يمينك يرتادها الكثيرين من المسلمين ، وبالمواجهه الكنيسة الفرنسية الطراز ، يلتصق بها مركزا ثقافيا به مكتبة كبيرة للخاصة ودار سينما ، ثم منشآت أخرى تخص الطلاب الذين اعتادوا على استذكار موادهم العلمية بالعديد من القاعات .. 
 فتلك قاعة تأخذ شكل قاعدة عربى ، بطرحات على الأرض ومساند ، والأجواء يتردد فى صداها موسيقى خافتة ، وبالأعلى غرف عديدة على جانبى رواق تجتمع بكل منها من تربطهم صداقات ويرغبون فى الخصوصية ، الى جوارها قاعة أخرى تتسع لعدد كبير تضيئها لبمبات النيون بشكل غير مباشر ، مثبته على فواصل من زجاج مخرفش للمتقابلين على الطاولات الممتدة .. وكانت أعداد غير قليلة تفضل الحديقة الرائعة فيسحبون طاولة وكراسى ليجلسوا بالحديقة التى يكفى ضوءها للمطالعة .
___________________
 * كان اثنين من الآباء الجيزويت يشرفان على الكنيسة والمركز ، كان أهمهما وأخطرهما الأب / ماسون .. الذى يرتدى زيا مدنيا عاديا كحال البروتستانت ويربى سكسوكه خفيفة على ذقنه ، والأب / جيديه .. الذى يرتدى زيا كهنوتيا هادئا فاتح اللون ، وبلا غطاء رأس وكان حليق الذقن والشارب ، هذا الذى مات فيما بعد وساورتنى شكوك فى أنه مات مقتولا .. ولست أعرف لماذا شككت أن الكنيسة هى الفاعل لأسباب أمنية تخصها ، إلا إن كان موته اشاعة وتم سحبه للعمل فى بلد آخر . 
كانت الكنيسة تعج بالحسناوات من طالبات الجامعات . 
 كن قصيرى الجيبات ، منتشرات بكل القاعات ، وكانت الأجواء فى مجملها شبه اسطورية ، بينما البلد تشتعل بالخارج وجيش إسرائيل ينشب أظافره بسيناء الحزينة .
 وكان عم / محمد الجناينى وجها آخر مميزا ، يؤدى عملا آخر فى تقديم المشروبات بحسب الطلب بأسعار رمزية ، له عينان لامعتان تشعان ذكاء ودهاء لا يتناسبان مع كونه فهوجى وجناينى .
___________________
 * كانت الحلقات تتكامل على كامل مساحة المدينة التى عشقها الإسكندر ، ليحيلها من قرية راكوتيس المصرية ، الى أجمل وأشهر مدن البحر المتوسط لتنافس روما وبيزنطة فيما بعد . وعلى مسافة قصيرة بمنطقة كليوباترا كان ( ملاك ) عميل الموساد ، الذى تعود أصوله الى مدينة بور سعيد عميلا نشطا للموساد ، يعمل نهارا بميناء الإسكندرية ، ويأخذ ما يسربه له صديقه ( رودولفو ) البحار اليونانى .. من خراطيش السجائر المستورده والمعلبات وخلافه ، يخفيها على ساقه أسفل البنطلون الشرلستون الشائع فى تلك الأيام ، ويغطى بهذا النشاط غير المشروع على نشاط أكثر خطورة . كان رودولفو جاهزا لمعاونة كل الراغبين فى الهروب خارج البلاد ، من خلال الملاك الخائن وأحد العناصر المكملة للخونة الكبار بأرض رائعة مصر .. الإسكندرية المستلقية فى أحضان بحرها الدافئ الهادر بالجواسيس .
_____________________
 * كثيرا ما كانت تأخذنى الشفقة فى تلك الأيام العصيبة ، بأجهزتنا الأمنية ، كيف سيتعاملون مع الوباء الذى استشرى ، كنت أرجح أن الاختراق والتغلغل هو الوسيلة المثلى ، لحل الألغاز ومحاصرة النيران التى تشتعل بقلب مصر ، الصابرة على النائبات من الخارج والداخل ، وكثيرا ما تساءلت وجلا .. هل الاختراق متبادل ، أيكون لهم عيون بين رجالنا . انتابتنى تلك الهواجس فى الليلة التى رأيت فيها المشرف على قاعة الاستماع للموسيقى الكلاسيك ، بقاعة الموسيقى بالمركز الثقافى السوفيتى ، خارجا من قاعة السينما بمركز الجيزويت ، والذى يشبه كثيرا الإعلامى " ابراهيم عيسى " ، ولا يحضرنى اسمه ولكننا كثيرا ما كنا نلتقى بالقاعة . رآنى كما رأيته فاضطرب ولفت وجهه لجهة اليسار ، على أمل ألا أكون قد تحققت منه ، على ضوء الإنارة المحدودة .. كنت أفترض أن هنا يوجد الموساد ، وهناك استخبارات روسيا ، فمن الذى لم الشامى على المغربى ، ومن الذى اخترق الآخر . كما كانت تفاصيل دقيقة ببيت الشباب العالمى بالشاطبى ، وكنت دائم التردد عليه وأعرف القائمين على أمره ، والمفترض أنه يخضع بطريقة أو أخرى للأمن المصرى ، كانت تلك التفاصيل تتردد عند الجيزويت ، وكان الإسرائيليون هم أكثر الجنسيات المترددة على هذا البيت ، وضعه وضع بيت الشباب العالمى بالزمالك بالقاهرة . 
 كان بيت الشباب بالإسكندرية مقابلا لكلية سان مارك العريقة ذات المساحة المهولة التى تمتد بين الشارعين الرئيسين بالإسكندرية ، والتى بها جناح كبير للقسم الداخلى يسكن به طلاب الجامعة الأثرياء ، وبعض طلاب المدرسة العملاقة التى تضم كل مراحل التعليم باللغات الأجنية والذين لا تجد أسرهم وقتا لرعايتهم . وكان هذا المكان ايضا يشتعل بالنشاطات المختلفة ووكرا لأجهزة استخبارات تمرح على أرض بلادنا ، وتتخذ شكلا دينيا لممارسة نشاطها المحموم . 
______________________
 يكفينا هذا القدر المختصر من هذا الفصل الذى كشف تضاريس الأرض التى تنمو فوقها الخيانة لننتقل الى عاصمة الجواسيس .. لندن .
___________
 * كانت علاقتى قد توثقت بالدكتور ( ع . ز ) والدكتور ( و . ص ) من أساتذة الجامعة بالإسكندرية ، وكان واضحا أن كلاهما تربطه علاقة ما بأجهزتنا المصرية ، وأيضا تلاشت المسافات بينى وبين العميد ( م . ك . س ) بالقوات المسلحة وكان زوجا لقريبة لى ، وصديقه الحميم اللواء ( م . ك ) بالمعاش وكان رئيسا لجمعية الصداقة المصرية السوفيتية .
 والحقيقة أن الدكتور ( ع . ز ) كان موسوعة فى أعمال المخابرات ومفكرا اشتراكيا من الطراز الأول ، وكنت شديد التأثر بفكره حتى وجدت نفسى مع الوقت صورة مصغرة منه .
______________________
 * سافرت الى مدينة الضباب لندن وأنا ملم بأشياء كثيرة ، وكان هذا ضروريا فهناك كان منتظرا ، أن أقع فى فخاخ الجواسيس ، وكان أملى وأنا شاب يافع أن أعثر على الكثير من الأسماك السوداء لأضعها على مائدة النور فى بلادى ، لتشريحها كما نفعل مع فئران التجارب بالكلية ، وهناك بدون أى فعل منى عملت بأهم المواقع التى يسيطر عليها الموساد .
 كانت كل شبكة للموساد أمامها شبكة مضادة من المخابرات المصرية ، وكان هزيمة الموساد فى حرب العبور ، تؤلمه حتى النخاع ، وتعطيه الحافز ليعمل ليل نهار حتى لا يقع فى حفرة النيران مرة أخرى . كانت منطقة ( بادنج تون ) ، و( إيرلسكورت ) وشارع (كوينز واى ) هى المناطق التى تعج بالمصريين ، والى جوارهم تجمعات اليهود ، والإيطاليين ، وبعض الأتراك . 
وعملت فى أماكن عديدة سأذكر أهمها لدلالتها الواضحة .. 
________________________
( 1 ) 
 * مصنع للحلى والإكسسوارات بمنطقة ( شارنج كروس ) ، والتى بها المستشفى التى كانت تعالج بعضا من جرحى حرب اكتوبر ، وأذكر ذات يوم حين شعرت بألم فى صدرى أن ذهبت الى هناك ، وهالنى ما رأيت من النظافة والرقى ، حتى أن بلاط المستشفى اللامع كان يعكس شكل سيقان الممرضات الحسناوات ، وعلى الفور وضعونى على كرسى متحرك ، وصعدوا بى الى الدور الثانى ، أجريت الأشعة ، ونزلت بى الممرضة الى استقبال المستشفى ، وهناك كان نحو خمسة أطباء تناقلوا صورة الأشعة فيما بينهم . استمع أحدهم الى دقات قلبى من خلال السماعة ، ولكن كان هناك من لفت نظرى .. شاب صغير بينهم ، طويل القامة ، قمحاوى اللون ، له عينان كبيرتان ، أحسست أنه مصرى رغم أنه لم ينطق كلمة بلغتناالعربية ، التقطت له صورة ذهنية لم تفارق مخيلتى أبدا حتى بعد مضى أربعين سنة عليها ، وبعد سنوات من تلك الواقعة رأيته على شاشة التلفاز فى مصر .. وعرفت أنه الدكتور ( مجدى يعقوب ) جراح القلب الشهير . 
................................. 
 كان مصنع الإسسوارات والحلى ملكا لمليونير يهودي .. يتحرك داخل لندن بسيارة رولزرويس ، فإن غادر العاصمة فبطائرته الهيلوكابتر ، وإن غادر انجلترا فطائرته النفاثة قابعة فى المطار فى انتظاره دوما . عملت بضعة أيام بالورشة الكبرى بالدور الأرضى ، على ماكينة لحام أجمع أجزاء الحلقان والغوايش والخواتم ، كنت أنتج نحو ثلاثة أضعاف العامل العادى ومن اليوم الأول ، بضعة أيام وصدرت تعليمات بنقلى الى الدور الثالث وهو مكان عرفت أنه محرم على المصريين ، حيث الحلى فى صورتها النهائية داخل الصناديق ، ويخافون أن يسرقها العمال ، كنت أغلق الصناديق بأحزمة بلاستيكية ، من خلال آله بسيطة ، وأكتب العنوان الذى سيسافر اليه الطرد ، وأضعها على الرف لينقلها آخرون لتشحن بالطائرات الى الخارج . 
 بالدور الثانى كانت الفتيات بصاله كبيرة يقمن بتلوين المشغولات ، من بينهن كانت فتاة مصرية أقامت معى بغرفتى بالفندق الذى أقيم فيه ، خلال الأسبوع الأول من وصولها لندن ، كانت من شبرا . 
وكان هذا المصنع أحد المحطات التى يمر عليها المستهدفين بالتجنيد لتقييمهم .
________________________
( 2 ) 
 * عملت بأحد فروع الومبى بإيرلسكورت ، كانت مديرة الفرع فتاة يهودية فى كل ملمح من ملامح وجهها ، ولا زلت أذكر نوع السجائر التى كانت تشربها " كادت " ، وغالبا ما كنت استقبل الراقصات المصريات بكباريهات سوهو ذات الطراز الشرقى لتناول وجبة الإفطار الإفطار، إن كانت وردية عملى من منتصف الليل وحتى الثامنة صباحا ، .
_________________________
( 3 )
 * عملت بمطعم للأسماك حيث يبدأ العمل من الرابعة مساء وحتى منتصف الليل .. وايضا كان صاحبه يهوديا ، كان متزوجا حديثا تأتى زوجته لتزور المحل أحيانا ، تضع طفلها الصغير فى عربة تدفعها أمامها ، كان الرجل شديد الحب لطفله الصغير ، وكان جاد ومجتهدا فى عمله ، تحس فيه طيبة القلب على غير المعهود ممن عملنا معهم من اليهود ، والطريف أننى حين سافرت الى لندن بعد خمسة وعشرين عاما ، وبعد انهيار برجى التجارة فى أمريكا بخمسين يوما تقريبا حيث سافرت يوم 30 ديسمبر وعدت يوم 10 يناير . كنت أتجول بنفس الأماكن التى تجولت فيها شابا صغيرا ، وصدفة دخلت مطعما للأسماك ، ورأيت رجلا تجاوز الخمسين من عمره كما بدا عليه ، بينما شاب فى نحو الخامسة والعشرين من عمره يعمل على مقربة منه ، وفى ثوان معدودة ، تذكرت ، هذا هو المطعم الذى عملت فيه من قبل ، فقط تغير وضع جهاز القلى .. كان الى جوار الحائط ويفصلنا علن الزبائن فاترينة عليها ماكينة الكاشير ، أصبحت القلايه نفسها هى التى تفصل الزبائن عن منطقة العمل ، وهذا الرجل هو نفس الشاب الذى عملت لديه ، ومؤكد هذا الشاب الذى يشبهه ، هو نفس الطفل الذى كانت تأتى به أمه تدفعه أمامها وهو نائم فى عربة الأطفال .
 بهرنى الموقف فصحت أقول أننى عملت فى هذا المكان منذ ربع قرن وأنهم فقط غيروا وضع الأشياء ، نظر الى الرجل ، سبحان الله العينان لا تتغيران أبدا . لم ينطق الرجل ببنت شفه وكأن الطير فوق رأسه . كأنه يخشى من الحديث ولست أدرى لماذا !
__________________________
( 4 ) 
 * والآن جاء دور أخطر الأماكن .. انه مطعم " الهيليبى " اليهودى الذى سمعت أنه سكندرى الأصل كان لديه ولدين .. " بوستاجى " و " استاورو "
 وكان مطعمه هو الأشهر فى لندن بين العرب وبشكل عام بين السائحين لما يقدمه من أكلات شرقية محببه الى الجميع من المشويات الضانى ، ولحم الغزلان ، والشاورما الشهيرة العملاقة التى جعلها فى مدخل المطعم ، وكانت هى العمل الذى أوكله إلى ، وفى داخل الكابينة الزجاجية كنت أقف يوميا أمام قمع الشاورما الضخم الذي لا يكف عن الدوران امام النار ، ممسكا سيفا بيدى أسلخ به الشرائح السطحية الناضجة وأضعها بالخبز مع نوع السلطه الذى يفضله الزبون ، كان الكثيرون يأتون لتناول الشاورما فى الغداء والعشاء وهم مبهورون بذلك الفرعون الصغير الذى يقف يسن السكاكين بعضها ببعض ويداعبهم طوال الوقت ، وبداخل المطعم كانت تعمل فتاتين رائعتا الجمال قدمت احداهما اعلانا تليفزيونيا عن المطعم وكانتا بالطبع يهوديتين .
 كان المطعم أكبر مركز يلتقى من خلاله الجواسيس العاملين وايضا الخاضعين لمحاولات التجنيد وكان " البار " يحذب العديد من غير الراغبين فى تناول الطعام ، وغالبا ما كنت ترى رقصات تقوم بها بعض الفتيات المنتشيات المصاحبات للأشقاء العرب ، تحت الأضواء الخافته والملونة .
 كانت خيوط الشبكة المهولة فى لندن تتجمع خيوطها المتناثرة تنسج ثوبا كبيرا من الخيانة يلقى سدوله على كامل عاصمة الضباب 
_______________________ 
 * حتى الصيادلة اليهود لم يتأخروا لحظة فى تقديم الخدمات دون طلب من الدولة الأم- إسرائيل – وهم يشعرون بالشفقة على بلادهم بعد انتكاستها أمام أول تخطيط عربى محترم فى حرب العبور.
 فذات يوم دخلت صيدلية بشارع متفرع من " أكسفورد ستريت "، فلفت الصيدلانية ذلك الشاب الضحوك والذى يبدو عليه الميل الى مشاكسة الحسناوات وهو يغازل البائعة ، فقامت مبتسمة وهى تلتقط طرف الحديث ، وتطرقنا الى مهنة الصيدلة فى مصر ، وبهرتنى تلك الماكينة التى لا يتجاوز حجمها الآلة الكاتبة القديمة التى كانت شائعة بتلك الأيام ، وضعت أمامى فى تجويف على سطحها بودرة " اسيتيل ساليسلك أسد " وهى المادة الخام للأسبرين ، وضغطت ذرا صغيرا فأخرجت الماكينة كبسولات من الجهة الأخرى بالجرعة والعدد الذى حددته .
...................................
 وقبل أن أنصرف أبدت رغبتها فى تعريفى على صديقتها المصرية ، وأعطتنى تليفونها ، وفى اليوم الثانى وبعد مكالمة تليفونية كنت أشق طريقى وسط منطقة هادئة وراقية للغاية ، وبضغطة صغيرة على جرس الباب الخارجى للمبنى فتحت محدثتى الباب وصعدت الى الدور الثالث ، لأجد سيدة فى العقد الخامس رقيقة الملامح تتحث اللهجة المصرية ، وعرفت أنها من سلالة باشوات مصر ، وانها تقيم فى لندن بعد عمليات التأميم التى قام عبد الناصر بها بعد ثورة يوليو ، وأن اسمها برنسس " فيوزى " .. وبعد قليل دخلت فتاة ذات ملامح وقوام عربى يعلنه الجينز الضيق الذى ترتديه ، لتقدم لنا عصير التفاح ، وبادرت هى تعرفنى بها قائلة : 
: صديقتى الأردنية علياء 
 وكان واضحا للأعمى أن الشقة وربما كامل البيت ، أحد مقرات الموساد .. الذى لا يهدأ وهو يجند كل من يقع تحت يديه وبأى وسيلة .
 • الخيوط تتجمع والشبكة تتسع ، وقلب مصر يئن من الخيانة ، وأحسست أن الوقت قد حان لأتصل بالمخابرات المصرية ، لأقدم شمعة قد تضئ أروقة مظلمة يعتم عليها ضباب لندن .
________________________
 • ولكن كيف سأفلت من المراقبة ، يجب أن يكون الوقت قصيرا للغاية ، وبدون استعمال للأحبال الصوتية التى أنعم بها الله على البشر ، يجب أن يكون تقريرا مكتوبا ، اسلمه دون أن يدرك أحد ولو كان واقفا الى جوارى ، ودون اعطاء الفرصة للكاميرات وأجهزة التنصت . وأضحك الآن من ذالك الفرعون الصغير ، والذى أقحم نفسه فى عش الدبابير ، يريد أن يلتهمها دون أن تطاله لسعاتها السامة 
 • كان على أن استغل صفة عرفها عنى كل المحيطين بى ، فكثيرا ما كنت أصطحب كتابا بيدى لأقرأه ، حتى أننى كنت قد اصطحبت معى من مصر كتاب رائع عن الاشتراكية للكاتب المبدع الذى تأثرت به كثيرا فى مطلع شبابى " بول م- سويزى " وما يزال هذا الكتاب حتى اليوم بمكتبتى ، وعادة ما كنت اصطحب اوراقا بيدى واجلس فى أحد الزوايا بمقاهى كبار السن الهادئة ، ومن خلف الزجاج كنت أجلس أنظر الى المارة بالشارع ، واكتب قصة قصيرة .. 
قلت لنفسى رائع ما أفكر فيه ، فلتكن تلك هى خطتى للهروب من المراقبة والوصول الى رجلنا هناك .
________________________
 • وكما كنت أغير عملى كثيرا سواء بإرادتى أو بأسليب يتبعها أصحاب العمل حين يكون القرار أن أعمل فى مكان آخر ، غيرت سكنى مرات عديدة ، ومن المنطقى أن يكمل السكن الحلقة التى ستضيق عليك إن كنت هدفا لجهاز ما .
________________________
• أذكر أننى أقمت يوما فى " اسبرنج ستريت " والتى تعنى -  شارع الربيع - بمنطقة بادنج تون ، وعلى ناصية الشارع كان " البب " والكلمة تعنى المقهى الذى يقدم قرعة البيرة الزجاجية .. يسمون الكوب الكبير منها " لاجر " والصغير " هاف لاجر " وكان المصريون والطلاينة والإسرائيليون المتنكرين دوما يمضون سهراتهم فى هذا المقهى الذى يحوى دورا تانيا يطل على دائرة الرقص حيث تتراص الطاولات وحولها المقاعد لراغبى الخصوصية ، كان المقهى يكمل حلقات الموساد ، وكنت معتادا السهر فيه بعد العمل ، وكان الأيطاليين يخشون المصريين بسبب الحماية التى يوفرها اثنين من المصريين .. فتوة " كوينز واى " – سمير الإسكندرانى – الشاب المصرى المتزوج من إيرلندية والتى كانت تجيد عمل فتة الكوارع بالتوم والخل وتعزم أصدقاء زوجها من المصريين ، كان عملاقا مفتول العضلات طيب التعامل يصطحب كلبه الضخم عادة الى مقهى أم كلثوم الذى تديره فتاة يهودية فى الأربعينات نحيفة زرقاء العينين تقدم شيش المعسل للمصريين ، وتهوى ممارسة الجنس مع كل الرواد . 
________________________
 • أما الشخص الثانى فكان " على اللال " وكلاهما يعمل لحساب الموساد ، ولكن "على " ابن العطارين بالإسكندرية كان همجيا جاهز للقتل دائما ، مشهور بصياعته ، وتمت تصفيته بالإسكندرية فى إحدى زياراته لمصر ، والأرجح أنه آذى أو قتل أحد عيوننا هناك فقتلته المخابرات المصرية على الأرجح وكان يستحق عن جدارة هذا المصير الأسود . وعلمت هذا بعد مضى سنوات طويله على الواقعة بالصدفة .
_________________________
 • تأثرت بجو الصياعة والفتوات ، حتى أن " ميلاد " الشاب المسيحى الطيب صغير السن ، كان يقيم بأحد غرف الفندق ،وكان ايضا " محمد " ابن المنتج السينمائى " ابراهيم عسقلانى " الذى كان قد انتج ايامها فيلم " وجها لوجه " وكان محمد قد أتى الى لندن بغية دراسة الإخراج السينمائى ، اتى الينا ميلاد مكفهر الوجه يخبرنا أن شابا من دولة بترولية بالدور الرابع حاول الاعتداء عليه وراوده عن نفسه . غلى الدم فى عروقى فطلبت منه أن يخبرنى حين يكون موجودا بغرفته . مضت ساعات قليلة واتى ليخبرنى أن الشاب العربى قد وصل ، فتركت المقهى وأصر شاب مصرى على اصطحابى وميلاد ، وصعدت الى المتحرش ، ودخلنا غرفته وببساطه فتحت مطواة قرن غزال كانت مع ميلاد وضعتها ملاصقة لعنقه وأنا أطلب منه بحدة أن يركع على الأرض ليقبل قدم المصرى الذى تحرش به ، وفى لحظة كان ينفذ الأمر وقد أُسقط فى يده ، وفى اليوم التالى غادر الفندق هربا الى مكان آخر .
_______________________
 • واقعة أخيرة قبل دخول المخابرات المصرية على الخط ، ففى الهايد بارك كورنر .. الحديقة الشهيرة التى تجتمع فيها كل السائحين فى لندن ليستمعوا الى اصحاب الأفكار الذين يعتلى كل منهم كرسى مرتفع يقف عليه خطيبا يدافع عن أفكاره ويدخل فى نقاش مع الجمهور ، كنت معتادا أن أرتادها فى أيام الآحاد ، أمشى فى مظاهرة أو اشتبك مع أحد المتحدثين ، واحمل بعض منتجات خان الخليلى لأبيعها للسواح أفرشها على السور فوق قماشة وأقف مناديا باللغة الإنجليزية ( come here before the police man come )
 والتى تعنى بالعربية .. " قرب قرب قرب .. قبل ما البوليس ييجى " فقد كان ممنوعا البيع بدون ترخيص ، وفى هذا الأحد التقيته وجها وجها .. صديقى بكلية الصيدلة جامعة الإسكندرية والمتعثر دراسيا .. وكنت اعرف انه يخطط للسفر الى لندن بلا عودة ، لم يكن من السهل التعرف عليه وهو يرتدى بدلة كاملة بدون كرافت ويعتمر قبعة كبيرة إيطالية الطراز ، وبالفعل كان صموئيل يشبه الى حد كبير الطلاينة . 
 مشينا نتناول سندوشات " الهوت دوجز " أخبرته انى اعمل لدى مطعم " الهيليبى " بكوينز واى ، وأقيم بفندق بمنطقة بادنج تون ، وأخبرنى أنه تزوج مدنيا من فتاه مصرية بكلية التجارة لم ترغب فى استكمال دراستها وأتت معه الى لندن ، وأنهما يقيمان معا بغرفة فى بيت هادئ ايجار الغرفة 6 جنيهات اسبوعيا وهو ما يساوى عمل 3 ساعات فقط بالمطعم ، وأنه قريب من محطة " نتنج هيل جيت " وهى التالية لمحطة بادنج تون ،والقرببة ايضا من كوينز واى ، ومحل الهيليبى - وبالفعل فيما تلى كنت أقطع تلك المسافات سيرا على الأقدام من شوارع جانبية - . أخبرنى أن البيت تمتلكه سيدة انجليزية ، وان البيت ليس به غيره وزوجته وتلك السيدة المسنة التى تقيم بالدور الأرضى ويزورها فى أيام الآحاد حفيداتها الحسناوات .
_______________________
* أدركت على الفور أن " البيت الآمن " يلوح فى الأفق .
أيام قليله تلت وانتقلت الى الدور الرابع فوق الدور الذى يقيم فيه صموئيل .
 كانت مدام جليز طيبة القلب ، لم تقل أبدا أنها يهودية ، ولكن السلالة كانت واضحة فى ملامحها واسلوبها وملامح حفيداتها الحسناوات . كثيرا ما كانت تدعونى لتناول الحلوى معها فى المساء ، وعرفت أنها كانت تعمل بالسفارة الإنجليزية بجنوب أفريقيا . وببيتها أمضيت أهدأ الأيام التى عشتها بلندن ، أحيانا كنت وصموئيل نذهب الى مطعم البيتزا الذى تعمل فيه " ليزا " زوجته لتناول العشاء . وكان هو يأتى لمطعم الهيليبى ليتناول الشاورما الرائعة التى نقدمها لعملائنا .
.........................................
 * واقعة لها دلالتها العميقة حدثت فى هذا البيت ، فقد أهدانى صموئيل تليفزيون لم يكن بحاجة اليه بعد أن اشترى آخر جديد أ وأخبرنى أن به عيبا بسيطا سيبحث عمن يصلحة ، فشكرته ووضعت التليفزيون على طاولة بجوار المدفأة ، ولأن الشك هو سيد الأخلاق فى تلك الأجواء فقد افترضت أنه ليس أكثر من شاشة للمراقبة أعدها بيده وهذا لا يحتاج الى تدريب شاق ، وكان على اختبار الموقف .. فعدت ذات مساء الى غرفتى أحمل مجموعة أوراق كنت أكتب عليها إحدى قصصى القصيرة ، أظهرت قليلا من الارتباك وأنا أضع الأوراق داخل الدولاب وليس على الطاولة كما اعتدت ، وضعت منشفة على كتفى وقصدت الحوض لأغسل وجهى ، وبتصرف عفوى جففت وجهى ونشرت الفوطة على التليفزيون . 
مضت دقائق قليلة ليطرق صموئيل الباب فتحت له ليدخل متباطئا يدور فى الغرفة بعينين متفحصتين ، 
 وأول ما نظر اليه كانت الفوطة التى تغطى شاشة التلفاز ، وبالطبع لم أكن بحاجة الى أكثر من هذا لأتيقن مما كنت أشك فيه ، كانت شاشة التلفاز للمراقبة ، وكنت متيقنا أن هناك غيرها ، ولكن تخص آخرين غير صموئيل بنفس المبنى وربما ببيت ملاصق . 
 فى هذا السكن كان قرارى أن الوقت قد صار مناسبا لإيصال المعلومات ، لرجلنا فى لندن بعد أن تكاملت الصورة .
______________________
 وكان يوم الأحد وخرجت أرتدى الجاكت الشمواه الطويل ذا الجيوب الأربعة الجلدية ، وأوراقى ، وقلمى ، وقلم آخر من باب الاحتياط فالتقرير يجب أن ينتهى فى جلسة واحدة ، وألا احتفظ به أكثر من سواد الليل ، وإلا فسوف أكون فى مأذق يعلم الله الى أين سينتهى ، وغالبا تكون حياتك ثمنا لفعل كهذا 
 • أخذت مترو الأنفاق من محطة " نوتنج هيل جيت " الى الهيد بارك كورنر وهناك التقيت بالكثيرين من الأصدقاء ، استأذنتهم لأن الوحى هبط من السماء وسأكتب قصة جديدة ، كانت المقاعد الرخامية تنتشر فى كل مكان لمن يرغب فى الاستراحة ، وجلست أكتب قصتى ، وعلى ورقة أخرى أكتب تقريرا يخترق الهدف بكلمات مختصرة ، أتجول بعينى لأرى من حولى ، وحين يقترب أحد المعارف يطمئن على حالة الوحى أبدل وضع الأوراق وأظهر ما كتبت من القصة ، وأصر أن يجلس ليستمع الى مقطع أبين عدم رضائى عنه ، فكان يطمئن ويمضى ليطمئن آخرين شغوفين بمعرفة ما أكتب .
_______________________
 • شمل التقرير كل أعضاء الشبكة بالإسكندرية ولندن والعناوين المطلوبة بل وأرقام تليفونات بعض الأشخاص .. أين أنا من تلك الذكرة التليفزيونية التى كنت أستمتع بها ، حتى أننى كنت أمشى بالشارع أحفظ أرقام السيارات ، ومن المضحك أن زملائي بالجامعة النشطين سياسيا ، كانوا يعتمدون على فى كشف كل أفراد أمن الدولة من حولنا ، فكنت أضحك وأتجول بنظرى يمنة ويسره وأشير الى بعض الأفراد ،فيرد أحد الزملاء قائلا : على الطلاق همه .. البكرى مخاوى الجن يا رجالة . وطبعا لاجن ولا غيره كانت حاسة تنمو تلقائيا مع الوقت 
 • وضعت التقرير بجيب الجاكت الداخلى ، وأتى أصدقائى يلعنون الوحى الذى يحرمنى من الاستمتاع بيوم العطلة فقمت معهم ، وبعد قليل تفرقنا والكل يبحث فتاه من القادمات الى لندن للسياحة ليصطحبها فى نزهة ويوفر عليها أجرة الأوتيل وهو يدعوها لغرفته ، كما يفعلون أحيانا وهم ينتظرون بمحطة فيكتوريا للقطار ، والتى تحمل السياح القادمين ،وكانت تلك المحطة بالفعل تكتظ بالسمكات القابلات للصيد ولم تكن السنارة تخطئ إلا نادرا . 
________________________
 • تصرفت بشكل طبيعى ومعتاد وأنا التقى بفتاه تمشى تحدث الناس عن المسيح ، حدثتها وتعارفنا وأخبرتنى أنها من إحدى دول أمريكا اللاتينية ، كانت لغتها الإنجليزية جيدة ، ولست أدرى لماذا شككت أنها مصرية ، لم يكن يعنينى كثيرا من تكون ، المهم الآن أن تمشى الأمور بشكل لا يثير تساؤلات ، اتت معى الى غرفتى ، وهناك اعتذرت وهى تؤكد أنها فتاة مؤمنة ، ولا ترتكب الفواحش فحمدت الله ، تناولنا عصير البرتقال ، وأمضينا وقتا للاسترخاء ، خرجنا بعدها وتركتنى لتمضى لحالها ، وذهبت لألتقى بأصدقائى وأسأل كل من أراه : كيف أسجل اسمى بالسفارة المصرية لأن فترة السماح للتسجيل المجانى وهى ستة أشهر شارفت على الانتهاء ، وستوقع على الغرامة خلال أيام إن لم أبادر بالذهاب غدا خصوصا وأن عملى يبدأ بعد الظهر مما يعطينى فرصة للذهاب والعودة الى العمل . 
 • قاومت رغبة تحسس التقرير بجيبى عدة مرات حتى لا تلحظ العيون المدربة والعقول الذكية من حولى ما أنا بصدده ، وعدت الى غرفتى ونمت والتقرير الى جوار قلبى ، وكنت حريصا ألا اتناول أى طعام أو عصير مما كان بغرفتى ،حتى أننى حين أحسست بالعطش الى الماء ، قمت أغسل وجهى بماء الصنبور ، وأسرب بعضا من الماء الى جوفى .
__________________________
 • نمت شبه متيقظ وقبل أن أغادر سريرى فى الصباح ومن تحت الغطاء ، نقلت التقرير الى جيب الترننج ، وقمت متعجلا غسلت وجهى وعدت لأرتدى القميص ، ثم تظاهرت كأنى تذكرت فجأة أنى أرغب فى دخول الحمام مرة أخرى وهناك نقلت التقرير الى جيب القميص ، وخرجت أكمل ملابسى .
تركت غرفتى قاصدا السفارة المصرية ،  وبمجرد أن اجتزت باب السفارة حيث المصطبة الصغيرة عن يمينك تلى الباب ، ولست أدرى لماذا كانت تلك المصطبة المبنية بالطوب والأسمنت وعليها مفرش يدوى من صنع المصريين .. 
أقول بمجرد دخولى أُسقط فى يدى وهالنى ما رأيت ولم أتوقعه !
• كان كل الجواسيس ومنهم من ورد اسمه بالتقرير ، يملؤون صالة السفارة .. " سمير الاسكندرانى"  و" على اللال " ووجوه كثيره لم أشك فيها من قبل ولكنى فى تلك اللحظة فقط وضعتهم فى دائرة الشك ما لم تكن الصدفة هى التى أتت بهم ، عموما كانت هناك ظلالا من الريبة والشك تحوم فى سماء قلبى وعقلى ، وقد أصبح كل من بالسفارة من الوجوه الجديدة التى عرفتها من قبل ولم يتطرق اليهم الشك متهمين حتى تثبت براءتهم .
• __________________________
 • ألقيت التحية على المنتظرين بالقاعة وسلمت باليد على من أعرفهم وجلست بينهم أتندر على طابور الجمعية الذى انتقل من مصر الى سفارتها وعلى المصطبة الغريبة التى بنوها بجوار الباب ، نظرت الى يسار القاعة فرأيت بابا بأربعة ضلف ، مفتوح منهم ضلفة واحدة كان مدهونا بالزيت بلون أبيض ، وعليه زجاج مخرفش لا يظهر من وراءه ، وإن كان الضلفة المفتوحة تظهر موظفا ينكب بوجهه يراجع بعض الأوراق . 
كان التقرير بجيب القميص أسفل الجاكت  . قمت من مكانى غاضبا حانقا على السفارة وموظفيها المتلكعين ، ودخلت الفرفة التى لا أعرف كنه الموظف الذى بها لأساله بصوت مسموع .. متى ستنتهى الإجراءات لأنى مرتبط بميعاد عملى ، كان أمامه مجموعة من الكتب ، وفى لحظة أخرجت التقرير ودسسته أسفل الكتاب الأول وهو ينظر الى مندهشا ، فنظرت اليه بحدة حتى لا ينهطل ويسألنى عما فعلت ، ولم أزد عن عبارة واحدة بصوت خفيض ..( دا للملحق العسكرى ) واستدرت مسرعا لأخرج . 
 دقيقة من عمر الزمان أنهت معاناتى ، وكانت كافية ليتخذ أحد الجواسيس قرارا بالدخول للسؤال بدوره ، عن الاجراءات .. كشف نفسة حيلة ماما ، ولو كان بالسفارة كاميرا مراقبة لأكملت هى ما نقص التقرير .. 
 • وبعد يومين أتى الى مطعم الهلبى رجلا له عيون متفحصة سألنى عن أنواع الطعام ، ولكنى تأكدت من عيون من حولى وسؤالهم عما كان يريد .. أن التقرير قد وصل وأن السفارة قد بدأت تحرياتها الخاصة .. 
• وللحديث بقية !
 ملحوظة : تم رفع جميع الأسماء التى قد تسبب حرجا فى ظل الظروف الحاليل للبلاد ، ويجب الاستئذان من أى جهة قبل الإعلان عنها !
____________________________________________
* ( منظمة قبول الآخر لحقوق الإنسان 
 .... المركز القومى للدراسات الإستراتيجية والأمنية والسياسية د / محمد البكرى )