الجمعة، 12 يوليو 2019

إبحث عن الموساد كلما سالت دماء بريئة مقال للدكتور محمد البكري

* * كيف تُحكم الكنيسة من الداخل
( المقال الثانى ) .. " إبحث عن الموساد كلما سالت دماء بريئة "
 من القاتل ؟! ( هل سيرضى مسلمو ومسيحيو مصر أن يفلت قاتل الأنبا أبيفانيوس رئيس دير ابو مقار بفعلته )
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

# كان شكل العالم مختلفا حين رحل عنا قداسة البابا الانبا كيرلس السادس ( البابا 116 فى تاريخ ىالكنيسة ) منذ نحو 50 سنة ، والذى جلس مكانه على الكرسى البابوى قداسة الأنبا شنودة الثالث ، بموجب الانتخابات التى دارت يوم الجمعة الموافق 29 اكتوبرسنة 1971 م ، والتى أسفرت عن اختيار ( 3 ) من ال ( 5 ) وكانوا حسب عدد الأصوات ( * الأنبا صموئيل 440 صوت * الأنبا شنودة 434 صوتا * القمص تيموثاوس المكارى 312 صوتا ) . وأجريت القرعة الهيكلية فيما بينهم لأختيار البابا ال 117 فى تاريخ الكنيسة فكانت من نصيب الأنبا شنودة الثالث
__________________
*  جد على الساحة فى الحقبة الأخيرة ، عناصر كثيرة ومؤثرة ، لا محالة سيكون لها دورا فاعلا فيما نحن قادمون عليه ، من أحوال كنيستنا القبطية .
# أولا : ظاهرة رجال الأعمال من أصحاب المليارات ، وتأثيرهم فى سياسة الدولة ، وركائز المؤسسات الدينية المسيحية.
# ثانيا : عصر الاتصالات السريعة الذى نحياة ، جعلت المجتمع الحديث كتلة واحدة بجهاز عصبى واحد ، تمتد أطرافه حتى خارج الحدود .
# ثالثا : تنامى قوة التيارات الدينية بكل أطيافها ودرجاتها .
# رابعا : تعاظم دور دول الخارج فى مجريات الأمور بالداخل ، من أمريكا فى أقصى الغرب وحتى روسيا شرقا ومن نافلة القول أن نذكر  إسرائيل .
# خامسا : هذا غير انحراف إعلامى _ مسموعا ومرئيا ومكتوبا _ يعمق للشرخ الوطنى ، مواكبا لتهافت دور الفن والأدب ، وحضراتكم تذكرون مثلا فيلم الناصر صلاح الدين وشخصية عيسى العوام فية ، بالطبع كانت أفضل كثيرا للم الشمل من موائد الوحدة الوطنية ، وقبلات النفاق بين المشايخ والقسس .
# وحتى روياتى الأخيرة – بأجزائها الثلاث - والتى أدهشت المحايدين ( يوميات كاهن فى الأرياف ) و ( المتاهة ) و ( شعاع الضوء الأخير ) لاقت عنتا وحجبا متعمدا من قطاع الثقافة ومؤسسات الدولة الأخرى ، ومن بعض الأوساط الدينية على الجانبين ، لرغبة دفينة فى استمرار حالة الانغلاق والعزلة ورفض الآخر ونفيه بعيدا .
_________________________
# بموجب القانون الصادر سنة 1957 م بعد وفاة (البابا يوساب ) بعام تم انتخاب البابا كيرلس السادس سنة 1959 م . وايضا البابا شنودة الثالث سنة 1971 م . وفيه تحدد من هم الناخبون .. وهم
* أعضاء المجمع المقدس المكون من الاساقفة على مستوى الجمهورية وخارج مصر ايضا ( سواء أسقف عام ، او أسقف لأبروشية ، أو مطران أو رئيس دير ) يضاف اليهم عدد من الأراخنة _ وجهاء الأقباط فى مدنهم _ ممثلين لمختلف الابروشيات ، وهم من يختارون المطران فى أبروشياتهم ايضا .
# وحدد القانون من له حق الترشح للبابوية .. فأوقفه على الرهبان فوق عمر 40 عاما ، على ألا تقل مدة رهبنته على 15 سنة . وتقوم لجنة الانتخابات البابوية بترشيح من تراه صالحا للمسؤلية .
# والبعض يعترض على القانون السابق ويطالب بمشاركة الشعب كله فى الانتخابات ، كما تقر الدسقولية ( قوانين الرسل ) ، والقانون رقم 5 من قوانين (مجمع نيقية ) _ 84 قانونا - .. والتى تؤكد على حق الشعب فى اختيار راعيه . ولكن هل يمكن هذا فى ظل تعداد المسيحيين الآن ، وصعوبة التنفيذ عمليا ، والدخول فى أشكال لا تليق بالروحانيات المتعلقة بالمسألة .
_______________________________________________

* كثيرا ما تدخلت السياسة والحكومة أو العائلات الكبيرة والشخصيات ذات النفوذ فى اختيار البابا ، مثلما حدث مع البابا يؤنس ، والبابا يوساب مطران جرجا الذى فاز بنفوذ عائلة فخرى عبد النور بك .
# يقول الدكتور ميلاد حنا ( عقب رحيل البابا مكاريوس ظهر الخلاف وظهر نفوذ عائلة عبد النور بك ، ليكون الأنبا يوساب مطران جرجا حيث نفوذهم وأملاكهم ، فصار بالفعل - بطريركا -
# وتقول المؤرخة - إيريس حبيب المصرى - فى كتابها " تاريخ الكنيسة القبطية " عن قصة تنصيب البابا يوأنس البطريرك رقم ( 113 ) وتدخل الحكومة لصالحة .. ( تقدم تيار المخلصين للكنيسة بترشيح الراهب - حنانيا الأنطونى- ..... والأرشيذياكون حبيب جرجس .أما التياران السياسيان .. فقد تقدم التيار الوطنى بترشيح الأنبا يؤانس , بينما التيار المعارض رشح القمص يوحنا سلامة المحرقى ، رغم أن الإثنين لا يحق لهما الترشيح .. فالأول مطران ، والثانى كان قد تزوج فى شبابه وماتت عنه زوجته قصد على إثر ذلك دير المحرق ، والشروط الأصلية فيمن يختار للبابوية أن يكون متبتلا لم يسبق له الزواج ) .
_____________________
# وتضيف ايريس .. أن الملك فؤاد استدعى توفيق دوس باشا وزير المواصلات ، واستوضحة حقيقة الخلافات وقال له " نحن الآن فى موقف شديد التوتر مع الانجليز ، فلا داعى للانتخابات فقد تأتى بشخص يقال عنه أنه مشايع للانجليز ، وأنا أعرف الأنبا يؤانس شخصيا وأقدره ، ويهمنى أن يكون على رأس الكنيسة ، فى الوقت الحاضر ، واعترض دوس بأن القانون الكنسى لا يجيز للمطران أن يعتلى الكرسى البابوى ، ولكن الملك خطط مع الوزير للتحايل على القانون ، وذلك بأن حصر الناخبين فى 3 فئات .. الوزراء السابقون والحاليون -- وأعضاء مجلس النواب والشيوخ السابقون والحاليون -- واعضاء المجلس المللى -- والمجمع المقدس -- وبعض العلمانيين اختارهم الملك بنفسة ، وبلغ عدد هؤلاء 96 شخصا وأمر الملك وزير المواصلات أن يبلغهم رغبته فى فوز الأنبا يؤانس .
_____________________
* وكانت النتيجة : # الأنبا يؤانس 70 صوت
........................ # القمص يوحنا 9 أصوات
........................ # القمص حنانيا الأنطونى 2 صوت
........................ # حبيب جرجس - رئيس شمامسة - 2 صوت
______________________
# بعد وفاة البابا يؤانس رشح 3 مطارنه أنفسهم ( الانبا يوساب -- الانبا مكاريوس مطران اسيوط -- الانبا تيتوفيلس مطران القدس ) ................. وفاز الأنبا مكاريوس __ البابا 114 __ ومن بعده فاز الانبا يوساب الثانى مطران جرجا ___ البابا 115 ___ ليكون المطران الثالث على التوالى ---- رغم الاعتراضات الكثيرة والمعارك على صفحات الجرائد .
* وظل الكرسى شاغرا منذ وفاته سنة 1956 م وحتى سنة 1959 م ، كما ذكرت فى الجزء الأول من المقال،  حيث انتخب راهبا من دير مارى مينا العجايبى __ الأنبا كيرلس السادس __ البابا 116 __ والذى استمر حتى خلفة الأنبا شنودة الثالث على السدة المرقسية .
____________________
# اتضحت الآن صورة الكنيسة من الداخل .. وشكل النزاعات والمنافسات التى تتواجد فى كل المجتمعات البشرية .. ولكن فى محنة كتلك التى تتعرض لها الكنيسة وتعصف بمشاعر أخوة الوطن والمصير والعرق والمنشأ من المسيحيين ، يجب أن نرى ايجابية من الجميع ، وقد يرى من هو خارج الصورة الأمور بشكل أوضح وأكثر عقلانية ربما أكثر من صاحب الشأن ذاته .
******************************
# وعند هذا الحد من المقالين المطولين وبالأصالة عن نفسى وبصفتى أكثر كتاب مصر فى تلك الحقبة من تاريخ البلاد ، قدرة على لم شمل عنصرى الأمة مسلمين ومسيحيين .. أعلن بإيجاز شديد أن الأنبا أبيفانيوس رئيس  دير أبو مقار فارق الحياة مقتولا بشكل بشع ودم بارد  .. ودمه فى رقاب كل المصريين ..
والقاتل ليس فردا وانما مجموعة .. فنحن اذن أمام تشكيل عصابى بداخل الكنيسة يرتكب جريمة بشعة ويجب أن يقع تحت طائلة القانون ، حتى لا نكون نحن أيضا مجرمون كالقتلة تماما ، ونحن نسمح للسفاحين  أن يتحركوا طلاقاء ينعمون بنتيجة ما تصوروه غباء منا ، ونحن أعرق شعب وأول دولة أسسها الإنسان فوق الأرض
# لن نسكت حتى تلتف أصابعنا حول رقاب الجناة . عاشت مصر .. وعاش شعبها .. وعاشت وحدتها الوطنية !
______________________________________________
* ( منظمة قبول الآخر لحقوق الإنسان
.. المركز القومى للدراسات الإستراتيجية والأمنية والسياسية د / محمد البكرى )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق