الأربعاء، 24 يوليو 2019

من وحي الهجرة بقلم. د. حسام عبدالفتاح

بفضل الله وتوفيقه ...
فقد أتم الله فضله علينا باكتمال الهجرة النبوية الشريفة ...
وأقدمها إليكم كعمل متواضع عن سيرة الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم  ...

مِنْ وَحْي الهِجرَة  ...
...
سُبحَانَ مَنْ بِالكَافِ يَقضِي أَمـرَهُ
بِالنـُـونِ كُــلُ قَضَـــاءُهُ قَــد كَــانَ

وَقَضاءُ رَبُ الكَونِ يَسْري بِحِكمَةٍ
بَلْ جَلَّ مَنْ يَقْضِي القَضَا إِتقَـــانَا

مَا شَـاءَ رَبي فِي الخَــلائِقِ نَافِــذٌ
قَاضِـي الغُيـُــوبِ يُدبِرُ الأكـــوَانَا
..........
قَامَتْ رُمُــوزُ الكُفــرِ تَدعُـو بِمَكةَ
تَأبَّـى ظُهُــورَ النـُــورِ فِـي دُنْيَــانَا

وَتجمعَت للشِـــــركِ كُـلُ جَحَافِلٍ
وَتحَـالفَت مَــعَ كُفــــرِهَا شَيطَانَا

وَأرَادُوا كَيـــدَاً لِلحَبيــبِ بِقَتـــلِه
شُلـَّـت يَدَاكُـــم عَابـِـدي أَوْثَــــانَا

وَتَجمَعـُوا عَلىَ بَابِ أَحمَدَ يَرقبُوا
حَتَّـى إِذَا يَأتِي يُرِيقُــوا دِمَـــــانَا

وَرَأَى قَضـــاءُ اللــهِ نَصـرَ حَبيبـَهُ
وَالوَحــيُ جَـــاءَ بِهجْــرَةٍ إِيــذَانَا
..........
نَامَ عَـليُّ بِفَـــرشِ أَحمَـــــدَ آمِنَــا
مَا خَـاَفَ بَطشَـاً أَو سُيُـوفَ عَنَانَا

خَرجَ الحَبيبُ مَابينَ جَمـعٍ وَاقِفٍ
يَتْـلوُ يَاسينَ فَصَــارُوا كَالعُميَــانَا

وَحثَي التُرَابَ رُؤوسَ جَمعٍ خَاسِرٍ
ليكُـــونَ ذُلَ لِعِــــزهِم طَغْيَـــــانَا

لـَولَا يَا مَكـــةَ أَخرَجُــونِي أَهلُـكِ
مَـا كُنـتُ دُونَكِ مُتَخِـــذْ أَوطَــانَا

ضَاقَـت شِعَـابُك رَغمَ كُلِ رِحَـابِهَا
وَلَندخُلـَـــنَكِ آمِنيــنَ خُطَــــــــانَا
..........
صِّــدِيقُ أَومَى للحَبيبِ بِصُحبَــةٍ
أَكـرِم وَأَنْعِـــم أَكـــرَمَ الصَّحْبَـــانَا

فَأَعَــدَ عُـــدَّةَ للِرَّحِيــلِ مُهَاجِـــرَا
هَجــرَ الحَيَـــاةَ لِجَنَّــــةٍ هِجــرَانَا

وَبِغَـــــارِ ثَــــورٍ للإلـــهِ بصُنعِــــهِ
آيَــاتُ قُـــــدرَةَ للإِلـــهِ بَيَــــــــانَا

رَقَــــدَ الحَمَـــامُ وَعَنكبُوتُ بِبابـِه
مَا خَافَ مِـنْ زَحـفٍ أَتَى غَضبَـانَا

سُبحَانَ مَنْ جَعلَ الخُيوطَ بِوهَنِهَا
حِصــنَاً مَنيِــعَاً صَــامِدَاً جُـــدرَانَا

قَـالَ الصَدِّيقُ بِخشيـةِ وَمُخَاطِـبَا
لَـو طَــرفَ يَنْظُــــرُ تَحتَــهُ لَرَآنـَـا

قَالَ الحَبيـبُ للحَبيـبِ مُطَــــمئِنَا
مَــاذَا تَظُــــنُ بِثَالِــــثٍ مَــــولَانَـا

..........
يَا عُصبَـةَ الشَــرِ فَعـُـودي بِخَيـبةٍ
غَشَّــاكُم الخِــزيُ الذَليــلُ وَهَــانَا

طَمَست ظُنُـونُ الجَاهِليَـةِ عَقْلَكُم
لَمْ تَهتَــدُوا أَوْ تُيقِنـُـوا الرَّحمَــانَ

فَدَعَـائِمٌ للدِّيِــنِ تَرسُّــوْ بِحِكمَــةٍ
حَتَــى يَكُـــونَ رَاسِـــخِاً عَليَـــانَا

وَتفَرقُـــوا بَينَ الشِعَــابِ يُنقِبـُـوا
فَلعَـــــلَهُم يَلقُـــــوْنَهُ غَفْــــــــلَانَا

كَانَ الضيَاعُ مَصيـرَ كُلِ ضَلالَهُــم
مَا نَالـوُا غَيرَ الخِـزِّي وَالخُســرَانَا

وَتحَــركَ الرَكــبُ يَخُــطُ مَسِـيرَةً
بُشْـرَاكِ يَثـرِبَ فَاحضُنِي الإِيمَـانَ
..........
يَا رَاحِـلاً بَيَـن الشِّعَـــابِ ظَمْـــآنَا
لاَ تَبتَـغِي جَاهَــــاً وَلا سُلطَـــــانَا

أَنتَ الـذِي شَـــاءَ الإِلـَـهُ مَجِيــئَكَ
تَجلُـوْ بَهَـــاء النــورِ فِي ظَلمَـــانَا

نُورَاً أَتيتَ إِلى الحَيـَــاةِ لِهَـــديِهَا
بُشْــرَانَا بَعْثَ مُحمَـــــدٍ بُشْــــرَانَا
..........
قَـد ضَّـلَ عَنـهُ المُشـرِكُونَ بِمَكــةَ
وَترَاجَعُــوا يَأسَـــاً وَهُـم نُكسَــانَا

وَتَعاليَتْ صَيحَــاتُ غِــلٍ حَاقِـــدٍ
قَـد كَــانَ فِيـنَا وَضيعَتـــهُ يَدَانـَـا

رَصـدُوا النيَـاقَ لمِقتفيـنَ للأثَـــرِ
حَتىَ يَجُوبُوا يُفَتِشــوُا الأَركَـــانَ

هَامَ سُرَاقَـــةَ فِي تَحسُّــسِ دَربِهِ
مُتَتبِعَـــــاً أَثـرَ الرَحِيــلِ وَعَـــانَى

حَتىَ هَـداهُ البَحـثُ دَربَ مَطيتِهْ
وَأَتـَـاهُ حَتــَى رَأينَـــهُ الإِثنَــــــانَا

حَزِنَ الصَّدِيقُ (أُوتِينَا) قَالَ بِالهَمِ
وَفِدَاكَ نَفْسِّي وَرُوحِي وَالأَبَــوَانَا

مَاذَا دَهَــاكَ أَتَخشَّـى مِنَّـا تَتَبُـــعَا
قَـــالَ الحَبيبُ مُطَمئِـناً وَإيمَـــانَا

لاَ تَبتَــئِس مِمَــن أَتَانَــا جَهَــــالةً
فَــاللهُ ثَالثُ الِإثنيــنِ رَعَـــــــــانَا

وَأشَــارَ أَحمَـــدَ لِلجَــــوَادِ بِكفِـــهِ
طَاحَتْ يَداهُ وَسَاخَـتِ الكُثبَــــانَا

نَادى سُراقَـــةَ لِلحَبيــبِ تَوسُـــلا
يَرجُــوهُ عَفْــــوَاً يَبتغِيــهِ أَمَــــانَا

وَعَليــهِ عَهْــــدُ بِأَنْ يَـرُدَ مَنْ وَرَدَ
بِالصَفـحِ عَنهُ مَع الكِتَـابِ ضَمَــانَا

فَعطَـــاهُ أَحمَـــدَ بِالكِتَابِ بِشَـارَةً
سِوَارَيَّ كِسـْرَى وَتَاجـُهُ المُـــزدَانَا

سُبحَــانَ مَنْ أَوحَى إِليـهِ وَأَنبَــأَه
بِزوَالِ كِسْــرَي مُصَـــدعَ الإِيـوَانَا
..........
أَ كِبَـارَ مَكَّةَ كَيفَ يَقْسُـــو قَلبُـكُم
أَنْ تُخرِجُــوا الصدِّيـقَ وَالوَسْنَانَ

هَانَ عَليـكُم أَنْ تُعَـــادُوا رَبِيبَـكُم
وَهُـو الذِي مـِنْ صُلبـِكُم نَسْـــلَانَا

جَـاءَ وَليِــداً قَـد تَهَــادَى بَينـَــكُم
مِثـلُ النَّسِيـمِ مُعَطَّــــراً رَيحَـــانَا

هُـو زَهــرَةُ الدُنيَــا وَكُـلُ سَنَامـِهَا
هُو خَيــرُ مَبعُــــوثٍ لَنَــا إِنسَـــانَا

هُـوَّ سِـرُ رَبُ الكَـــونِ فِي أَكـوَانِهِ
هُـوَّ نُـورُ كَـانَ بِالكِتَـــابِ مُصَـــانَا

قَـد كَــانَ فِيـكُم صَادِقَــاً وَأَمينَــا
كَــذَبتمُــوهُ بِقَـــــولِكُم بُهتَـــــــانَا

لَم يَلقَّ مِنـكُم ذَاتَ يَـومِ حِمَـــايَةً
وَحَمـاهُ خَيطُ العَنكَبـوتِ وَصَــانَ

بِئسَ الصَنيعُ بِأن تُعَادُوا أَحمَـــدَا
نُلتُــمْ بِـهِ عَــــارَاً مَـعَ خُـــــــذْلَانَا
……….
وَتَحـرَكَ الرَّكــبُ المُبَــارَكُ وَاثِقَــا
يَنشُــــر ضِيَــاءَ الدِّيــنِ وَالقُــرآن

بَيـنَ الجِـبَالِ وَبِالشِّعَــابِ طَريقُـهُ
لَا يَستَكِيـــــنُ وَلَا يَلِيـــنُ هَــوَانَا

حَتىَ أَصَــابَ الوَهْـنُ مِنـهُ رَمِيتَه
قَـد صَـارَ يَمشِي بِالخُطَىَ هَيمَـانَا

وَهَداهُ سَيرُ الخَطْـوِ نَحْـوَ عُتَيكَةَ
فَتبَـادَرُوا كَي يَسْألُــوا الرُّعيَـــانَا
..........
بُشـرَاكِ ضَيـفَكِ أُمُ مَعبَـدَ أَبشِـرِي
فَالخَيـــرُ جَاءَ مُبَــارَكاً فَيضَــــانَا

وَالَّلــهُ زَادَكِ بِالحَيَـــــاةِ مَكَـــــانَةً
مَـا خَصَّـهَا إِنسَــاً أَتَــى أَوْ جَـــانَ

نَزَل الحَبيِبُ وَصَحْبُــهُ بِرحَــابِكِ
يَرجُــونَ زَادَاً يُطعِــمُ الجَوعَـــانَا

وَأَرَادَ رَبُ الكَــونِ نَصْـــرَ حَبِيبَــهُ
لِلشَّــاةِ مُعجِـــزَةً هَــدَى بُرهَــــانَا

وَبِكَفـهِ مَسَــحَ الحَبِيبُ بِضَــرعِهَا
سَمـــىَ الإِلَــهَ فَأَنـــزَل الألبـَـــــانَا

شَرِبَ الجَمِيعُ تَزودُوا .ثُم ارتَوَى
تَــرَكَ الإِنَـــاءَ خَلفَــــــهُ مَـلآنَـــــا
..........
عَـــادَ إِليهَا مِنَ الفَيَــافِي زَوجـُـهَا
وَجَـــدَ الحَـليبَ بِدَهشَـةٍ حَيـرَانَا

لَا شَــاةَ عِنــدَكِ أَو حَلـوْبَ بِبَيتِكِ
مِـن أَينَ جَــاءَ فَقُوْلِي يَا عَتــكَانَا
...........
قَالَـتْ أتَى رَجُــلٌ مُبَــارَكُ عِنْــدَنَا
قَد كَانَ جَـلُّ مِنْ صِفَـاتِ حِسَــانَا

كَثُّ اللِحَى . وَسَـوادُ لَيلِ بِشَعـرِهِ
مُتَبلِـجُ الوَجْــهِ النَّــدِي . وَضْـــآنَا

دَعجُ العُيُونِ . وَأَكْحَـلٌ مَعَ أَحْـوَرُ
وَطفُ الرمُوشِ . أَزجُ بِالحُجْبَــانَا

فَصلٌ.رَخِيمُ.وَحُلوْ صَحْلِ.بِصَوتِه
خَــرَزَاتُ نَظْــمٍ . قَوْلـُــهُ رَسْــلاَنَ

وَعليــهِ يَبـدُو بَهَــاءَ عِنْــدَ تَكلُــم
وَوقَـــارُ يَبـدُو بِصَمْتِـهِ . قَـد زَانَ

صَعلٌ. دَقِيقُ. نَحُوْلُ جِسْمِ بِخِفَةٍ
لاَ ثَجْــلَه بِالبَطـــنِ . وَلاَ عَظْمـَـانَ

سَطعٌ. ضِيَاءُ وَطُولُ. يَبدُو بِعُنقـِهِ
غُصـنٌ . وَليسَ يَفُوقُـهُ الغُصـنَانَ

أَنضَّــر . بَدىَ مَا بَيـنَ جَمعِ ثَلاثَـةٍ
بِالحُسْـنِ فَــاقَ قَـــدرُهُ إِحسَـــانَا

وَتَراهُ أَجهَــرَ . مِـنْ بَعيـــدِ بِطَــلَةٍ
وَإذَا دَنَـا هُــوَ أَحسَـــنُ الخِــــلاَنَا

إِن قَـالَ قَــوْلاً . يُنصِتُـونَ لِقَـوْلِـهِ
أَوْ أَمـــرَ أَمْـــراً . بَادَرُوا إِذعَــًــانَا

مَحفُـودُ مَحشُـودُ. الكَمَـالُ بِخُلْقِهِ
لا عَــابِثٌ. ولا مُنفِـــذٌ . قَـــد بَـانَ

لاَ نَـزْرُ . أَوْ هَــزْرٌ . بَـدىَ بِكَلاَمِــهِ
فَــلاَ بِالقَليـــلِ أَوْ الكَثِيــرِ مُهَـــانَا

وَهُوَ القَسِيمُ . وَسِيمُ فِي أَخلاَقِهِ
سُبحَــانَ مَــنْ عَافَـــاهُ النُّقصَــانَ
...........
فَأجَـابَهَا وَالشَّــوْقُ يَبْـدُو بِقَـــولِهِ
هَـذَا الـَّذِي ذَكَرَتْ قُــرَيشُ . أَتَانَـا

وَاللَّــهِ إِنْ وَافَـقْـتُـــهُ لـَتَبـِعْـتُـــــهُ
وَلَأفْعَــلَنَّ إِذَا وَجَــــدُتُ هُـــــدَانَا
..........
وَقَضىَ الإِلـهُ يَكـونُ ذِكـرُكِ بِالدُنَا
يَأتِـي إِذَا وُصِــفَ النَبِـي إِقــــرَانَا

رَسَمَ الحَبِيبَ كَمَالُ دِقَةُ وَصْفِـكِ
سُبحَانَ مَنْ وَهبَ الحَـديثَ بَيَانَا
..........
يَا سَيدِي فَــاقَ الجَمَــالَ جَمَـالُكَ
وَجَــــلالُ فَــوْقَ وَقَـارِكَ وَرَزَانـَـه

إِن كَــانَ يُوسُــفُ للجَمَـــالِ آيَــةً
أنـتَ المُفَــــرَّدُ بِالجَـــلَال مُـــزَانَا

فِيكَ الجَمَـالُ مَـعَ الجَـلَالِ بِذَاتِكَ
فَــوْقَ الكَمَــالِ مُحَمـــــدٌ عُنْــوَانَا

يَا لَيـتَ عَينِّـيَ قَـد تَـرَاكَ بِغَفْــوَةٍ
كُنْـتُ أَبُـثُ مَحَـــبَّـتِـي أَشْجَــــانَا
..........
وَتوَاتَــرَت أَخْبـَـــارُ أَنَ مُحمـَـــدَا
سَلكَ الطَّرِيــقَ لِيَثــرِبَ قَصْــدَانَا

فِـي عَشْــــرِ أَيَّــامٍ تَزِيـــدُ بِأَربَــعٍ
عَانَى الحَبِيبُ وَصَحْبُـــهُ أَلـــوَانَا

وَالنَّاسُ كَانُـوْا يَخْرُجُــونَ لِحَــرَةٍ
فِـي كُــلِ يَـوْمٍ نَاظِـــرِي رُكْبَــــانَا

عِنـْدَ المَشَــارِفِ بُكـــرَةً لَا يَنْثَنُـوْا
إِلَا لِشَمْـــسٍ تُلهِــــبُ الوُدْيَـــــانَـا

فَـوْقَ المَنَازِلِ وَالنَّخِيــلِ لِيَرقُبُـوْا
مَوكِــب حَبِيـبَ اللَّــهِ إِنْ مَــا بَانَ

وَرآهُ مِـنْ حِصـــنٍ لَــهُ اليَهُـــودِّيُ
فَتـزَلـزَلـَتْ أَرجَـــاهُ كَالصِّبيَـــــانَا

نَادَي يَا مَعْشـَرَ عُرْبِ هَيَا أَبشِـرُوْا
هَــذَا النَّبِــيُ وَصَحبُــــهُ وَافَــــانَا
..........
وَأَتَى بَنِي عَمْـرُ بِن عَـوْفِ مَنَـازِلَا
حَتَّــى مَجِـــئَ عَلِيُّـــنَا رَحــــلَانَـا

وَتسَابَقَتْ كُـلُ الجُمُــوْعِ لِتَلتَـقِي
بِنبيِّـــهَا شَوْقَــــاً مَـــعَ نُصْـــــرَانَا

أَنصَــارُ يَثْرِبَ قَــدْ أَتـوُهُ يُسَلِمُـوْا
أَكــــرِم نَبــيَّ النُّـــورِ مَـا نَبَــــــانَا

حَملُوا السِّلَاحَ التَفُوُا حَوْلَ نَبِيهِم
يَحمُـــونَهُ مِمَّــنْ بَغَــى عُــــدوَانَا

أَمضَّى لَدَيِهِم بِضعَ عَشـرَةَ أَسَّسَ
بِقِبـــاءِ مَسْـــجِدَ بِالتُقَــى بُنيَــانَا

حَتــىَ تَجهَّــزَ لِلدِخُــوْلِ لِطَيِبَـــةٍ
جَلبَ الزُّبَيـــرُ مَلابِسَـــاَ بَيضَـــانَا

قَصَـدَ المَدِيِنَه بِخَيرِ يَومِ وَجُمعَةٍ
صَلـَّـىَ فَكَــانَتْ أَوْلُ الجُمْعَـــــانَ

دَخَــلَ إِليــهَا عَليــهِ نُــوْرُ وَهَــالَةٌ
تَمْحُـوْ السَّــرَابَ تُزَلزِلُ الخَفْقَـانَ
..........
اَلعِيــدُ عِيــدُكِ يَثْــرِبَاً يَا سَعْــدُكِ
فَلتَفـْرَحِــي وَتُزَينـِـي الغِـلْمَـــــانَ

يَومَاً أَهَــلَ بِكِ الحَبِيـبُ وَدِينُـــهُ
خَلــــقَ الِإلَـــهُ لِأَجلـِـــهِ أَزْمَـــــانَا

خَـرجَ الصِّغَارُ يُهْلِلُوْنَ وَيُنشِـــدُوْا
فِـي يَــوْمِ عِيـــدٍ للــدُّنَـا بَهْجَــانَـا

لَاقَـاهُ فَــوقَ الخَمسُمَائَةِ يَحفُـلُوا
بِقـدُومِ أَحمَــدَ جَمعُهُـم فَرحَـــانَ

وَبِكُــلِ بَيتِ يَمْــرُ كَانُـوا يُرَحِبُـوْا
العُـــدَّه وَالعَــدَدُ المَنِيـــعُ حِــدَانَا

وَهْلُـمَ عِنْــدَنَا نَسْتَــزِيدُ بِفَضْــلِكَ
مُتمَسِكُـــوْنَ بِلُجْمِـــــهَا رُجْفَـــانَا

فَيقُولُ خَلُّـوْا دَعَوْهَا تَمْشِي فَإِنَهَا
مَأمُـــوْرَةٌ حَتـَّـى تُنِيــخُ مَكَـــــانَا

وَبقُربِ مِـنْ أَبِي الأَيـوْبَ أَنصَارِي
بَركَــت فَثَنـَّـى عِنــدَهُ الحَــرَمَـانَ
..........
يَا أَرضَ يَثْــرِبَ لِلحَبِيــبِ تَزيَنِي
هَــا ذِي رُبَـاكِ تَألَقَـــتْ تَحنَــــانَـا

مِن بَعــدِ مَا كَــانَ الوَبَــاءُ بِتُـربِكِ
أَمسَّـىَ ثَـرَاكِ بِفَضْــــلِـهِ بُسْـــتَانَا

شَرُفَت رُبَاكِ بِخَطْـوِ أَحمَدَ فَوْقِهَا
وَتعَطْــرَتْ مِـن عِطْـــرهِ أَكنَـــــانَا

هُو مَنْ دَعَى لَكِ مِثْلُ مَكَةَ حُرمَةً
صِـرتِ مَا بَيـنَ اللَّابَتَيـنِ حُرمَــانَا

فَضــلاً حَبَاكِ عَلَى المَـدائِنِ كُلِــهَا
صِــرتِ أَحـبَّ الأَرضِ وَالبُلْــــدَانَا

أَرسَـى دَعَـائِمَ للإِيمَــــانِ بِمَكَــــةَ
وَأَقَـــامَ فِيــكِ يَختِــمُ الأَديَــــانَا

وَالنـُّورُ فِيـكِ مِنَ الحَبِيبِ بَهَــاؤُهُ
صِـــرتِ مُنــــوَّرَةً بِـهِ العَــــدنَـانَـا

هُــو هَالَةً مِـنْ نُـورِ فِيـكِ تَلَألَأَت
مِــنْ نـُـورِ فَيـــضِ إِلهِـــنَا نَــوْرَانَا

لَـولَا حَبَــــاهُ اللهُ مِـــن أَنْـــــوَارِهِ
مَا كَــانَ يَدنُـو لِنُـــورِهِ وَهْجَــــانَا

نـُــوْرٌ عَلـَى نُــوْرٍ نَــرَاهُ بِقَــــدرِنَـا
لَيسَــتْ تَــرَى أَنْـــوَارَهُ عَينَـــــانَـا

لَكِـنْ تَـرَاهُ مِـنَ القُلـوبِ عُيُـــونُهَا
هِــيَّ تَرتَـأِي مَــالَا نَـــرَاهُ عَيَـــانَا

مَحرُومُ مِن نُورِ الحَيَاةِ وَسَعـدِهَا
مَنْ ذَاقَ فِيــكَ مُحمَـــداً حِرمَــانَا

يَارَبِ أَتمِــم بِالحَبِيــبِ ضِيَـــاءَنَا
وَامنَــح لِأَجــلِ حَبِيــبِنَا رِضــوَانَا

وَاجعَــل صَلَاتِي لِلحَبِيـبِ تَقــرُبَا
وَارفَــع لِأَجـــلِ حَبِيــبِنَا بَلـــوَانَـا

 (بقلمي. د. حسام عبدالفتاح الدجدج 1/12/2018 )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق