الجمعة، 12 يوليو 2019

خيانة تحتاج الى وقفة مقال للدكتور محمد البكري

الجاسوس " على العطيفى " عميل الموساد الذى اخترق قصر الرئاسة فى عهد ناصر والسادات .. خيانة تحتاج الى وقفة ومراجعة ( توقفوا عند هذا الجاسوس قليلا )
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
# أنا لا أحدثكم عن هذا الجاسوس الذى - آلمنى للغاية وجوده على أرضنا - أقول لا أحدثكم للتسلية .. ومن يرغب فى التسالى فليذهب الى مقالى اللب .. وما أكثرها فى مصر . أنا أرغب فى تعليمكم ورفع الوعى الأمنى لديكم ..فكلكم مكلفين بحفظ أمن مصر .. كل فى موقعة حتى لو كان " زبال " .
وخذوها عنى ( من لا يفهم فى عمل أجهزة التخابر حول العالم .. لا يفهم السياسة وأفضل له أن يعمل فى زراعة الطماطم .. وأكيد ربنا هيكرمه وهياكل عيش بردو )
_____________
# قال الزعيم الصيني " شواين لاي " لأول وفد مصري زار الصين بعد وفاة عبدالناصر وكان الوفد برئاسة حسين الشافعي نائب رئيس الجمهورية في ذاك الحين .. " لقد كان عندكم رجل ثروة لكنكم فرطتم فيه"
* فهم أعضاء الوفد المصري أنه كان يقصد ترك أمر علاج عبدالناصر للسوفيات، بمصحة
 " تسخالطوبو "  ليتلقى العلاج الطبيعى اللازم له ، وأنه من الممكن أن يكون السوفيات دسوا له نوعا من السموم في المراهم التي كانوا يدلكونه بها .
___________
* وفى أوائل الثمانينات ظهر كتاب يحمل اسم  ( على العطيفى ) .. يقول فيه انه هو من سمم ناصر من خلال كريمات تسلمها من الموساد لقتله .. وكان الموساد قد قام بزراعة العطيفى ليكون طبيب ناصر ومن بعده السادات ..
# وكان الشاعر أحمد فؤاد نجم قد ظهر الخميس 10-9-2009، في برنامج  .. " لماذا " الذي تبثه قناة "القاهرة والناس"، اتهم عميد معهد العلاج الطبيعي والمدلك الخاص بالرئيس عبد الناصر الدكتور علي العطيفي بأنه قتل عبد الناصر بالسم وان العطيفي اعترف له بذلك بعد أن تم سجنه في قضية تجسس والتقاه في السجن.
وأردف نجم أن " العطيفي " بنفسه هو من اعترف له بذلك وأنه قال له وقتها لقد دفعوا لي ولن يتركوني أعدم وهو ما حدث بالفعل، حيث خرج قاتل عبد الناصر والمتهم بالتجسس لصالح إسرائيل رغم صدور حكم بالاعدام ضده".
____________
# جاسوس فى قصور الرئاسة .. يدخل المطار من باب كبار الزوار .. صديق شخصى لأسرة السادات ويدخل بيته فى أى وقت هو وأسرته ، صديق ل " كمال حسن على " مدير المخابرات العامة ثم وزير الدفاع ، وصديق " عثمان أحمد عثمان " صهر السادات وصاحب الشركة الهندسية العملاقة ، وصديق " عبده صالح الوحش " المدير الفنى للفريق القومى ، ورئيس النادى الأهلى .
جاسوس لم يكن يجلس في المقاهي والنوادي وينصت للأخبار ويرسلها لمن يعمل لحسابهم ، ولا يتلصص على المنشآت العسكرية والاقتصادية ليرسل عنها تقارير، لكنه اخترق اعلى مؤسسة سيادية القصر الجمهوري ، وكان مصدره رئيس الجمهورية شخصيا ، وظل على مدى 7 سنوات داخل القصر الجمهوري يعمل لحساب " الموساد " الإسرائيلي من دون أن يكتشفه أحد
********************
ترى ما هى حكاية هذا الجاسوس الذى لقبته مخابراتنا بالجاسوس المجهول حتى قبضت عليه :
# اسمه علي خليل العطيفي، من مواليد حي السيدة زينب في القاهرة عام 1922، لم يحصل سوى على الشهادة الإعدادية ، وبعدها عمل كصبي بقال ، ثم عامل في أحد الأفران ، ثم عامل في إحدى الصيدليات، ثم انتهى به المطاف للعمل في مهنة مدلّك ، وكانت مهنة غير منتشرة في ذلك الوقت، ولا يهتم بها سوى الطبقة الأرستقراطية.
# وكان العطيفي قد عمل كمساعد لأحد المدلكين الأجانب، وبعد قيام الثورة رحلت غالبية الأجانب من مصر، وخلت الساحة له، كون ممارسي مهنة التدليك من الأجانب فكثر الطلب عليه وازدحمت أجندة مواعيده وراح يتنقل من قصر فلان إلى فيلا فلان، وكثر اختلاطه بعلية القوم، وأعطى لنفسه لقب “خبير” علاج طبيعي
 ___________
# عام 1963 وجد العطيفي اسمه في كشوف من تمت الموافقة على سفرهم الى الولايات المتحدة الأميركية، فوجد أن أمامه فرصة ذهبية للوصول الى أعلى المناصب لو حصل على الدكتوراه، لكن كيف وهو ليس معه سوى الشهادة الإعدادية .
وبحسب اعترافاته في ما بعد، أنه استطاع الحصول عليها من رجال الموساد في سفارة إسرائيل في أمستردام ، حيث كان قد سبق له أن عاش فترة في هولندا وتزوج منها وحصل على الجنسية الهولندية وأصبح هناك مبرر لسفرياته الكثيرة والتي كانت تتم كغطاء لنشاطه التجسسي، وبعد ذلك وبموجب شهادة الدكتوراه المزوّرة عمل أستاذا في معاهد التربية الرياضية، وانتُخب رئيسا للاتحاد المصري للعلاج الطبيعي، وكان أول عميد للمعهد العالي للعلاج الطبيعى في مصر منذ إنشائه عام 1972 حتى قُبض عليه في 18 مارس (آذار) 1979
__________
# هو الذي سعى الى المخابرات الإسرائيلية بنفسه عن طريق سفارتهم في هولندا، وتبين لرجال الموساد أنه شخص ليس له عزيز، وصديقه الوحيد في الدنيا هو المال، وليس له أي انتماء لوطنه ولا يتقيد بأي مبدأ.
# بعد الموافقة على تجنيده تم الاتصال به من القاهرة عن طريق أحد عملاء الموساد وطلب منه سرعة السفر إلى أمستردام ، وبعد أربعة أيام كان هناك من دون أن يعرف لماذا طلبوه هناك، وما هي المهمة المكلّف بها، ومن سوف يلتقي به، وظل يتجول في شوارعها وبين حدائقها، حتى وجد فتاة تصدم به وهو يسير في إحدى الحدائق، وكادت تقع على الأرض، ولما حاول مساعدتها وجدها تناديه باسمه وتطلب منه قراءة الورقة التي وضعتها في جيب معطفه من دون أن يشعر ثم اختفت الفتاة خلال ثوان بالكيفية نفسها التي ظهرت بها.
___________
# وقرأ الورقة التي دستها الفتاة المجهولة، وكان فيها عنوان مطلوب منه أن يذهب إليه في اليوم نفسه بعد ساعات عدة، وعندما وصل الى بداية الشارع الذي فيه العنوان المذكور وجد سيارة سوداء تقف بجواره ويطلب منه سائقها أن يركب بسرعة، وبمجرد أن دلف داخل السيارة وانطلقت به فوجىء بالفتاة المجهولة التي أعطته الورقة بجواره.
# توقفت السيارة بالعطيفي وبصحبته الفتاة المجهولة، أمام إحدى البنايات
سار خلف الفتاة بين ردهات عدة حتى وصل الى حجرة ذات تجهيزات خاصة، كان فيها شخص ذو ملامح مصرية، وقف يستقبله قائلا
:أنا إيلي برغمان ضابط "الموساد" المكلف بك ، ولدت وعشت حتى بدايات شبابي في القاهرة ، ثم هاجرت مع أسرتي الى إسرائيل. ثم بدأ الاتفاق على تفاصيل العمل، فأخبره برغمان بأنه سيخضع لدورات تدريبية مكثفة، واتفق معه أيضا على المقابل الذي سيأخذه نظير خدماته لـ"الموساد" .
__________
# كان برنامج التدريب الذي خضع له العطيفي يركز على تأهيله ليكون نواة لشبكة جاسوسية تخترق الوسط الطبي والأكاديمي في مصر، فدُرّب على استخدام أجهزة الإرسال والاستقبال بالشفرة، وتصوير المستندات بكاميرات دقيقة، واستخدام الحبر السري، كذلك تضمن التدريب تأهيله نفسيا ومعنويا للتعامل مع المجتمع بوضعه الجديد، حتى أصبح العطفي مؤهلا تماما للقيام بالعمليات التجسسية لصالح الموساد الإسرائيلي داخل مصر.
# كان ضابط الموساد " برغمان " ينظر للعطيفي نظرة طموحة، ويرى فيه فرصة ذهبية تستحق أن تُقتنص، فقرر أن يطرح ما يفكر فيه على رئيس الموساد، وفي اجتماع موسع ضم رؤساء أفرع الموساد وكبار قادتها، فتح برغمان حقيبته وأخرج منها ملفات عدة سلم لكل شخص نسخة منها، وبدأ يطرح فكرته فقال: الدكتور العطفي متخصص في العلاج الطبيعي، وهو أحدث التخصصات الطبية في مصر، وقلة عدد الأطباء والأساتذة في هذا التخصص سوف تعطي له فرصة كبيرة للتميز في مجاله بقليل من المساعدات العلمية التي نقدمها له، حيث نستطيع أن نمده بأحدث الأدوية والكريمات، وندعوه لمؤتمرات علمية دولية في هذا التخصص، ونمول حملة دعائية عنه في مصر وخارجها، لتتردد عليه الشخصيات المهمة ذات المراكز العالية في الدولة، ليصبح قريبا من معاقل صنع القرار، ثم نصل لتنفيذ الفكرة التي تدور في خاطري، وهي أن الرئيس السادات يحرص على أن يكون بين أفراد طاقمه الطبي مدلّك خاص، فلماذا لا نحاول لأن يكون العطيفي هو المدلّك الخاص للرئيس السادات؟ سيحتاج الأمر وقتا ليس بقصير ولمجهود كبير، لكننا سنخترق مؤسسة الرئاسة، وتكون حياة الرئيس المصري بين أيدينا!
تقرر سفر العطيفى إلى هولندا لبدء تجهيزه للمهمة الجديدة والتي أطلق عليها ..
" المهمة المستحيلة ".
___________
الجاسوس المجهول
+++++++++++
# عاد العطيفي إلى مصر وتسلّم من مندوب "الموساد" أدوات عمله كجاسوس، من حبر سري وشفرة، وجهاز إرسال واستقبال، وكاميرا دقيقة، ولم يكن يعرف شيئا عما خطّطه برغمان له ، وخلال المرات التي سافر فيها إلى هولندا كان يُدرّب في أرقى المستشفيات التي تقوم بالعلاج الطبيعي، حتى أصبح بالفعل خبير تدليك ، وتوالت عليه الدعوات من جامعات عدة ليحاضر فيها في تخصّصه، وطاردته الصحف المصرية والأجنبية لإجراء حوارات معه ، وكان ذلك كله جزءاً من السيناريو الذي أعده برغمان له ليكون مدلّك السادات .
____________
# في تلك الأثناء افتُتح في مصر أول معهد للعلاج الطبيعي، واختير العطيفي ليكون أول عميد له، وذات يوم بينما هو في مكتبه بالمعهد فوجئ بمكتب رئيس ديوان رئيس الجمهورية يطلبه. خرج العطفي من المقابلة وهو لا يصدق أنه أصبح أحد أطباء رئيس الجمهورية، وخُصِّصت سيارة من رئاسة الجمهورية تأخذه كل يوم من بيته بحي الزمالك إلى حيث يوجد السادات في أي من قصور الرئاسة المتعددة. امتد عمله أيضا الى جميع أفراد أسرة الرئيس، وأصبح مقربا جدا من السادات، فهو الرجل الذي يدخل عليه وهو شبه عار ويسلم نفسه له، وتدريجيا اتسع نفوذه وزادت صلاحياته، ووصل الأمر إلى أن قاعة كبار الزوار في مطار القاهرة كانت تفتح له، وبالتالي كان من المستحيل أن تفتَّش حقائبه !
____________
# خلال تلك الفترة لم يدخر العطيفي وسعا في إمداد الموساد بكل ما يتاح أمامه من معلومات، وشمل ذلك كل ما يدور في القصر الجمهوري، من مقابلات وحوارات. اطمأن العطفي تماما إلى أنه من المستحيل كشف أمره، وبدأ يتخلى عن حرصه، وبعدما كان يطوف جميع أحياء القاهرة، بل وغالبية مدن مصر بسيارته، ليلقي بخطاباته إلى "الموساد"، وبعدما كان في كل مرة يلقي برسالته في صندوق مختلف عن سابقه، أصبح يلقي بخطاباته تلك في أقرب صندوق بريد يقابله بجوار المعهد أو النادي. كثرت سفرياته الى خارج مصر بحجج مختلفة، وبعدما كان يعمد لختم جوازه بتأشيرات مزورة لبلاد لم يزرها أصبح لا يهتم بذلك، بل يخرج من البلاد ويدخل وفي حقيبة يده ما يدينه بالتجسس .. منتهى الثقة والغرور !!!
__________
# في آخر زيارة له إلى أمستردام، قبل القبض عليه، وصلت به الجرأة أن يتوجه إلى مقر السفارة الإسرائيلية على قدميه أكثر من مرة، وهو الشخص الذي أصبح من الشخصيات العامة المعروفة، وفي إحدى تلك الزيارات التقطته عيون المخابرات المصرية, وصور بصحبة عدد من رجال الموساد المعروفين لضباط المخابرات المصرية, وأرسلت الصور إلى القاهرة, وكانت أجهزة المخابرات المصرية على مدى أشهر عدة سابقة لتلك الواقعة, في حيرة شديدة بسبب يقينها من وجود جاسوس مجهول في مكان حساس لا تعرف من هو, وكان لدى المخابرات المصرية معلومات، مؤكدة أن هذا الجاسوس المجهول ينقل لإسرائيل أسرارًا دقيقة عن شؤون رئاسة الجمهورية, وعن حياة الرئيس الخاصة, فخصص ملف في المخابرات المصرية باسم (الجاسوس المجهول), تشير بياناته إلى أنه قريب جدًا من دائرة صنع القرار السياسي, فهو يبلغ إسرائيل أولًا بأول كل تحركات الرئيس السادات.
___________
# تسلم الملف العميد محمد نسيم الشهير بـ" نسيم قلب الأسد "، احد أكفأ ضباط جهاز المخابرات المصرية على مدى تاريخه, وبداْ نسيم بتحرياته المكثفة للكشف عن سر "الجاسوس المجهول".
____________________________________________
* ( منظمة قبول الآخر لحقوق الإنسان
.المركز القومى للدراسات الإستراتيجية والأمنية والسياسية د / محمد البكرى )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق