الخميس، 11 يوليو 2019

خاشقجى .. وتسارع الأحداث نحو نهاية المملكة مقال للدكتور / محمد البكرى

خاشقجى .. وتسارع الأحداث نحو نهاية المملكة
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
مقال للدكتور / محمد البكرى
لا أجد تفسيرا متكاملا لعزوفى عن كتابة المقال منذ أكثر من عام .. هذا النمط الأدبى الذى واظبت عليه بصورة شبه يومية منذ اندلاع نيران الربيع العربى
وها أنا أعود وكأن دماء خاشقجى صارت مدادا لقلمى من جديد !
____________
* ما يدور بأرض جزيرة العرب ومحيطنا الشرق أوسطى .. بشكل عام يشبه اعصار فيه نار يأبى أن يهدأ أو يتوقف .. الأحداث تتلاحق والفواجع تتواصل وكأنها تسير الى قدر محتوم حيث لا فكاك من شرور الهاوية التى تنتظر متلهفة بنهاية طريق الدماء والدموع .
* تعالوا نلقى نظرة بانورامية على محيطنا من مسافة بعيدة لعلنا نتلمس ما لا نراه ونحن تحت تشويش التواجد الدائم فى قلب الأحداث .. حيث لا يعطينا القرب الشديد رؤية أوضح وأشمل وأعم لنهاية تغيب حتما عن افراد السرب التائه .. ولا تنفك طلاسمها إلا لمن يتأخر عن الكتلة الصماء المتحركة الى المجهول دون أن تدرى
* وليكن البدأ من الشرق حيث شبه الجزيرة العربية ودويلات الخليج . وفيها لا يجد المستبصرون عنتا فى إدراك ما وصلت اليه مملكة سعود من افتقاد للرشد والنضج والرؤية الصائبة فى ظل ملك حديث السن مشوش الفكر تغيب عنه شمولية الرؤية وعواقب الأمور فى محيطه الداخلى ودائرته الإقليمية .. فحين تستعر بنفوس القادة الصغار رغبة مريضة وشائهة فى الجلوس على العروش بأى ثمن تغيب عنهم كل الحقائق ويتحولون الى عربة طائشة بلا كوابح خصوصا فى مجتمعات يسودها النفاق وتعلو فى سمائها أصوات الطبول والصاجات والشخاليل بالقدر الأكثر من الكافى لحجب لحجب الرؤية عن عقولهم القاصرة أصلا ، وقلوبهم العمياء بشهوة الحكم والسيطرة بهدف المتعة والتلذذ بالسلطة فقط .
*  لا أحد منا يستطيع أن ينكر أن الفساد جزء أصيل فى منظومة الحكم الملكى بجزيرة العرب ولكنه مع ابن سلمان - الملك الفعلى للبلاد -  تجاوز كل الحدود ووصل الى مشارف الخطر الذى يهدد وجود تلك المساحة الشاسعة ذات الثروة الهائلة التى تم الإعداد لها بتعاون أمراء الداخل والمرتزقة من حولهم للوقوع تحت الهيمنة الكاملة للغرب والإمبراطورية الأمريكية .. من خلال السيطرة غير المنقوصة على الدويلات التى ستنشأ عن تقسيم هذا الجسد المريض بمن يحكموه ، لتصبح تلك الدويلات ولايات تحت الاستنزاف وقبائل تحت الاستعباد تخضع للعلم الأمريكى فى وضع أشبه ما يكون بحال الهنود الحمر بالقارة الأمريكية عند بدأ النزوح الأوروبى اليها .
* والمملكة كغيرها من دول المشرق العربى لا تفهم معنى الدولة الديمقراطية ولا الحريات وحقوق الشعوب فى امتلاك مصائرها ومقدراتها وحقها فى الحياة كبشر حقيقيين لا أنصاف عبيد وأشباه آدميين ، فى ظل الحاكم نصف الإله والذى تربى على المفاهيم الخالصة للديكتاتورية فى أحط أشكالها وأسوء معانيها . وقد تعامى الجميع حكاما - بإرادتهم - ومحكومين - بقهرهم - عن ما تعارف عليه البشر فيما بعد عصور الظلام فى أوروبا وغيرها من بقاع الأرض ، أو حتى فى دولة صغيرة حديثة العهد ملاصقة لهم وأقصد بها إسرائيل .. التى تحاكم وزراءها ورؤساء وزاراتها  وقادة مؤسساتها علنا وعلى أبسط الأخطاء .
* ومن المؤسف أن الحال فى المملكة يجد له نظيرا وإن اختلفت المسميات فى سوريا الآن ، وكان له شبيه فى العراق بعهد صدام ، وقد سقطت الدولتان كما رأينا .. وحتى فى اليمن رأينا نفس التركيبة المريضة العرجاء فى عهد الأمام وظل الحال كما هو فى عهد الرئيس على عبد الله صالح وانتهى الى مانراه اليوم ونستشعر الأسف على بلاد اليمن السعيد ، والذى صار أتعس بقعة فى كوكب الأرض .
_____________
* تلك صورة المقتضبه لها تفصيلات لا يتسع لها الهدف من المقال ، وإن كانت تستدعى سؤالا بديهيا ومنطقيا سيخطر ببال القارئ ..   ( الى أين المصير ؟ )
 وهنا سأسوق اليكم باختصار شديد النتائج الحتمية لما نحن فيه فى ظل تلك العاهات الحاكمة والشعوب المغيبة
* وأستطيع أن أجزم أن المملكة سيتم تقسيمها الى خمسة دويلات ( شمال وجنوب وشرق وغرب ووسط ) باستثناء خليج العقبة الذى ستضمة إسرائيل ليصبح ضمن حدودها فضلا عن أرض المملكة الأردنية التى سيجبر أهلها الى النزوح الى منطقة الحجاز .. حيث كان مقدمهم الى الشمال أمام اكتساح التشكيل العصابى القديم لآل سعود
* وسيتم تقسيم العراق بين السنة والشيعة والأكراد وكذلك سوريا بين العلويين والسنة والأكراد واليمن الى شمال وجنوب وستتم تحالفات بين الكيانات المستحدثة ودولة إسرائيل بشكل أو آخر .
أما ما يخطط للدول العربية بشمال أفريقيا فلندعه لمقال آخر
__________________________
( منظمة قبول الآخر لحقوق الإنسان
..المركز القومى للدراسات الإستراتيجية والأمنية والسياسية د/ محمد البكرى )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق