الجمعة، 12 يوليو 2019

الحرب القادمة .. وأهمية سلاح المخابرات مقال للدكتور محمد البكري

• الحرب القادمة .. وأهمية سلاح المخابرات !
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
• التاريخ يعيد نفسه دوما ، وهو يروى لنا ما حكاه هتلر حول طاولته مع قادته يوم 17 مايو آيار سنة 1942م ، وهو يبدى إعجابه بالجاسوسية السوفياتية .. التى اعتبرها متفوقة تماما بسبب مساعدة التنظيمات الشيوعية حول العالم لها ، واعتبارها " الفكر الماركسى " انجيلا مقدسا ،وروسيا كعبة لها .
وعليه تحرك هتلر ليزلزل روسيا من الداخل حين قام باحتلال أوكرانيا ، ثم بلدان البلطيق ، وبهما مئات الآلاف ممن خدموا فى صفوف الجيش الأحمر ، وأحدث بهم فوالق وتشققات فى صورة العدو ، مما جعلهم ينظرون الى الألمان كمحررين ، يجب الترحيب بهم لا كمحتلين تجب مقاومتهم .
--------------------
* وعملت قوات هتلر بصمت وذكاء حتى أنهم .. أدمجوا الأسرى الروس الذين أبدوا رغبة فى التطوع ضمن القوات الالمانية ، وشكلوا منهم وحدات تابعة خاصة بكل منطقة محتلة ، حتى أن هتلر نفسه أمر بترك أسرى الحرب الأوكرانيين سنة 1942م ،  ليعودوا الى بلادهم ليعملوا فى الزراعة . ويذكر المؤرخون أن الأسرى الروس بتلك الأماكن وصل تعدادهم الى 3,6 مليون فرد ، شكل مليون منها 176 فوجا و 30 كتيبة .
------------------------
• وهذا تحديدا ما تقوم به إسرائيل لخلخلة الجبهة الداخلية فى مصر ، وإلا فما معنى أن تستقبل شباب مصرى تم تجنيسة هناك تزوج وانجب من إسرائيليات ، وما معنى التغلغل بين أهل النوبة حتى قاموا يطالبون بدولة مستقلة فى الجنوب ، وما هدف محاولاتهم التى لا تنقطع لاختراق بدو سيناء ، وما معنى اللعب بورقة الفتنة الطائفية ومحاولات إيقاع لا تنتهى بين المسلمين والمسيحيين ، هذا غير قبائل الأمازيغ بالصحراء الغربية التى تحظى بوضع مماثل ، فضلا عن سياسيين يقودون فقراء مصر المتزمرين ، وأهالى الشهداء والمصابين والمعتقلين الغاضبين ، والفئات المهمشة ذات المطالب الفئوية ، فى نفس الوقت الذى تسعى لإسقاط مصر اقتصاديا تمهيدا للفوضة العارمة لترمى شباكها وخيوطها لتصطاد ما شاءت فى المياه العكرة .
--------------------------
• وعلى ما يبدو أن إسرائيل بعد هزيمة 1973 جنحت الى سياسة النفس الطويل ، حين أفاقت على حقيقة غيبها عن عقلها انتصارها فى حرب 1967 .. وهى أنها غير قادرة على الاستيلاء على بلاد العرب رسميا .. أى إبقائها محتلة ، إلا من خلال خلق ظروف تضعفها ، أو عبر المؤثرات الناجمة عن انقسامات التناحر الداخلية . وهذا ماتم تحديدا فى الشرق العربى بأرض العراق وسوريا ، ولم يتبق إلا الدولة المحورية وحبة الكرز فوق كيكة بلدان العرب - مصر - وبها يمكن لإسرائيل أن تضرب عصفورين بحجر واحد .. الخلاص نهائيا من الاسلام كعقيدة تعتبرها خطرا عليها ، وأيضا إنهاء وجود دول عربية أخرى مثل المملكة العربية السعودية .. إن لم تعتبرها عدو .. فهى غير صديقة ، ولديها الكثير مما تحتاجه إسرائيل لبناء نهضة حقيقية ووضعا مميزا ونفوذا دوليا حقيقيا وثابتا .
-------------
• ترى .. هل بيننا عقلاء للتصدى لما أوضحته الآن .. أم ترانى أؤذن فى مالطة ؟!
مقال كتبته سنة ( 2013 م )
__________________________________________________
* ( منظمة قبول الآخر لحقوق الإنسان د / محمد البكرى )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق