الجمعة، 12 يوليو 2019

خطأ قاتل لمدير الاستخبارات السويسرية ( ماسون ) الجاسوسية مقال ( للدكتور محمد البكرى )

خطأ قاتل لمدير الاستخبارات السويسرية ( ماسون )
الجاسوسية .. مقالات حديثة ( للدكتور محمد البكرى )
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
# فى سلسلة مقالاتى الحديثة عن أعمال المخابرات .. سيكون كل حرف له معنى ، وكل عبارة تملك هدفها الخاص .. فتأنى وافهم واستخلص العِبر #
• الرؤيويين وأجهزة الاستخبارات !
• ****************************
• هؤلاء هم أخطر العاملين بأجهزة الاستخبارات كافة .. فمن الضرورة بمكان أن تمتلك كل الأجهزة خططا استباقية تجعلها بحاجة ملحة الى ما يسمى " عملاء رؤيويين " .. يفكرون في كل ما يمكن أن يقع مستقبلا للإعداد لكيفية التعامل مع القادم المحتمل ..
______________
• وبالطبع لم يكن على سبيل الصدفة أن ترسل سويسرا مثلا ، ضابطا برتبة مقدم سنة 1936 م ، قبل اندلاع الحرب العالمية الثانية ، الى المانيا ليدرس فى أكاديمية الحرب ببرلين .. فلم يكن دوره محصورا فى التدريب على العمل فى هيئة الأركان ، بل كان يراقب كل ما حوله لصالح المخابرات العسكرية ببلاده ..
إنه المقدم ( ماكس فايبل ) الرجل الذكى الطريف صاحب الحضور والقبول لدى الآخرين ، والذى استثمر وجوده بألمانيا لاكتساب أرضية معرفية شرعية - بحكم الهدف من تواجده كدارس – حول القوات المسلحة الألمانية وكان لهذا فائدة عظمى لبلاده .. حيث تمكن من كسب اصدقاء من خلال التضامن بين الضباط الأوروبيين الموفدين للدراسة ، وتمكن من بناء ما سمى ( خط الفايكنج ) الذى أشير اليه كثيرا فى الأدبيات المتعلقة بالاستخبارات السويسرية .
_______________
• هذا الخط الاستخبارى الذى بناه المقدم ( ماكس فايبل )  شخصيا ، كانت به محطات أخرى وصلت الى مقر الفوهرر الرئيس فى ألمانيا . ورغم أن " فايبل " كان قد عين رئيسا لخط تجميع المعلومات الأول ، الذى كانت  لوزان المقر الرئيس له .. إلا أن خط الفايكنج لم يكن معروفا لأحد ، باستثناء المعنيين به مباشرة ، وظل سر الجهة التى بدأ منها فى ألمانيا وكيفية عمله سرا حتى اليوم .
________________
• فى الحقيقة كثرت التكهنات لدى الكتاب المعنيين بأمر المخابرات كما جاء فى مذكرات " راينهارد جيهلن " .. وقد دارت شكوكه حول مدير ديوان هتلر – مارتين بورمان – ورأى أنه كان الحصان الأسود فى هذا الخط ، وإن كان الكاتب المختص والأقوى فى عالم المخابرات – كورتس – قد أنكر هذا !
• والثابت أن هذا الخط لم يكن يتيح معلومات مستمرة ومتدفقة .. بل كان محطة انذار مهمتها تحذير سويسرا حال وجود أى خطر يتهددها ، يؤكد ذلك هذا التحذير الذى يقول – كورتس أنه وصل يوم 18 مارس سنة 1943م الى سويسرا ونصه
" ( 1 – صارت سويسرا مادة للحديث ودخلت بذلك دائرة الخطر . 2 – سنخبركم خلال أسبوع أو أسبوعين حول ما إذا كانت قد وضعت مخططات عملية . 3 – أظهروا من خلال لفته مناسبة أن سويسرا لا يمكن أن تؤخذ على حين غرة )
_________________
• وهنا يجدر بى الإشارة الى الخطأ القاتل الذى وقع فيه مدير الاستخبارات السويسرية ( ماسون ) فى لقاء له مع الألمانى شيلنبرج – قائد الفوج SS – والذى كان يزور سويسرا بشكل متكرر ، وكانت تربطه صلة شخصية بماسون .. حين سأله هذا الأخير بسذاجة لا تغتفر فى عالم المخابرات عن حقيقة هذا التحذير الذى وصل لبلاده !
• وبالطبع لفت هذا الكلام نظر خبير الاستخبارات الألمانية الى حقيقة أن سويسرا تلقت معلومات تحذيرية ، واقتنع تماما بوجود خط استخبارى غير معروف يمتد من المانيا الى سويسرا ، وبدأ من فوره عملية بحث دقيقة عن مصادر الخيانة فى المانيا ، وأدى هذا الى توقيف متهم يحتل موقعا مفتاحيا ، وبقى خمسة أسابيع رهن الاعتقال دون اثبات شئ ضده .. وكادت سويسرا بسبب رعونة رئيس استخباراتها أن تفقد أن تفقد مصدر معلومات شديد الأهمية ، فضلا عن تسليم مساعديها المحبين لها الى الشرطة السرية فى ألمانيا
___________________
• وحدث بعد ذلك بالفعل أن بدأت تحقيقات أخرى مع شعبة المكافحة الثانية فى برلين ، وقادها بنفسه رئيس رئيس محكمة الحرب العليا ( رودر ) وتم القاء القبض على القائد " دونانى " وكانت فضيحة تم المداراه عليها ، باعطائه أجازة إجبارة ، تم نقله الى احتياطى الفوهرر قبل تسريحه بعدها مباشرة  من الخدمة الفعلية ، وتم وضعه تحت رقابة صارمة .
___________________________________________
• منظمة قبول الآخر لحقوق الإنسان ..
المركز القومى للدراسات الإستراتيجية والأمنية والسياسية د / محمد البكرى )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق