الجمعة، 12 يوليو 2019

رؤية موضوعية وتحقيق على البعد فى جريمة اغتيال الأنبا أبيفانيوس رئيس دير أبو مقار مقال للدكتور محمد البكري

رؤية موضوعية وتحقيق على البعد فى جريمة اغتيال الأنبا أبيفانيوس رئيس دير أبو مقار
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
* أهدى مقالى هذا للمجمع المقدس .. والمخابرات العامة ، وجهاز الأمن الوطنى والأمن العام .. ولرجال القضاء الذين سيتولون مهمة التحقيقات ، ولعموم شعب مصر مسلميه ومسيحييه !
_____________________
# نحن أمام جريمة لها خصوصيتها من حيث المكان والزمان وشخص المستهدف
* فالمكان معروف جيدا ليس فقط للمسيحيين والسياح الأجانب ورجال الدين من كافة البلدان والأديان ، ولكن ايضا للمسلمين وخاصة النشطاء السياسيين ومنظمات حقوق الإنسان .
ومن نافلة القول أن الكنيسة المصرية ترأس كنيسة الحبشة ، وتمضى القيادات الروحية الحبشية  فترة تدريب كافية بالأديرة المصرية ، وعلى رأسها دير أبو مقار وايضا ترأس كنيستنا الكنيسة اليونانية ، وشمال أفريقيا ، وكانت الكنيسة الروسية فى حقبة زمنية قريبة تتبع كنيستنا المصرية .
______________________
# وأهمية كنيستنا بالطبع تنسرد على قيادتها .. ومعظمهم إن لم يكن جميعهم سافروا الى الخارج ، وأمضوا سنوات من الخدمة فى دول المهجر بأمريكا الشمالية والجنوبية وأستراليا ودول أوروبا ، والعديد من دول القارة الأسيوية والأفريقية  ، وبالطبع ربطتهم علاقات جيدة بقادة الكنائس الأخرى من كل المذاهب المسيحية  وفى كل القارات.
*** فإن كنا بصدد الحديث عن راهب عالم ..  قام بالعديد من الدراسات والترجمات فنحن أمام شخصية دولية ، لا تقل أهمية إن لم تزد عن أهمية البابا الحالى نفسة .
___________________
# نحن أمام جريمة قتل ليس لها سابقة فى تاريخ الكنيسة القبطية وتوصيف الجريمة مليئ بالقسوة والغل ، وقد يكون هذا هو المطلوب تحديدا لاظهاره للمصريين وللمجتمع الدولى ، خصوصا أننا لا نملك تصورا حتى الآن عما ستسفر عنه نتائج التحقيقات ، وهل ستكون هناك رغبة مسبقة لاتهام أفراد أو جهات أو هيئات أو توجهات من داخل الكنيسة  أو من خارجها .
____________________
# وكما تعرفون حضراتكم أن كل جريمة وراءها فاعل ، وجريمة كتلك لن يكون الفاعل شخص واحد .. حتى وإن كان المنفذ فردا واحدا .. فمثل تلك الجرائم يلعب أدوار البطولة فيها كثيرون ، لا يظهرون بالطبع للعيان .. وأن كنت بشكل شخصى أستبعد أن يكون المنذ شخصا واحدا مهما كانت كفاءته ، فالذين خططوا كانوا راغبين فى اكتمال الجريمة ونجاحها ..  والخوف كل الخوف أن ينجو الضحية .. لأنه حين ينجو ، يحول الكثيرين الى متهمين ، ينال منهم القصاص العادل ، ويجهض أهدافهم .. والهدف فى تلك الجريمة أكبر من طموح شخص ، إنه  يخص دولة بقضها وقضيضها بمسلميها ومسيحييها وبقائها ذاته .
______________________
* ومن البديهى أن كل الأديرة وهذا الدير خصيصا الذى يمتلك المليارات فى حساباته بالداخل والخارج كما حدثنى أحد آباء اعتصامات ماسبيرو ..
لديه شبكة من الكاميرات المتميزة التى تصل مدى الواحدة كيلومتر .. تغطى كل شبر من الدير ومن الأراضى المحيطة به .. وأماكن اقامة العماله الخارجية ، وبيوت الضيافة للراغبين فى الإقامة من أهالى الرهبان أو من عامة الشعب ،
بل وأكثر من هذا .. وأقصد قلايات الرهبان أنفسهم ناهيك عن الكنائس .
وبالطبع ليست كل الكاميرات مكشوفة للعيان .. فهناك من هى بداخل أجهزة التليفزيون .. ولمبات الاضاءة ، والمرايا ، بل والأيقونات المقدسة وجدران المبانى وأفرع الشجر .
________________________
# فالجانى يعلم أنه سيتم تصويره .. وهو يريد أن يخرج من الدير بعد تنفيذ المهمة .. ولن يكون هذا ميسورا بدون تقديم العون من آخرين بمسرح الجريمة داخل الدير ، ثم خارج أسوار الدير بعد نجاحه فى تنفيذ مهمته !
ومن  يدرى لعل الجانى الآن فى إحدى الطائرات المتجهة الى خارج البلاد . ولكن حتى لو كان هذا التصور الخيالى صحيحا بالنسبة للمنفذ  ، إلا انه مازال بأيدينا من تعاون معه .. وإن كانت قيمتهم ستقل وسيكونون بحاجة الى وقت ومجهود أكبر ، ونحن غير قادرين على اتباع وسائل أجهزة المخابرات مع الجواسيس والمشتبه بهم ، لانتزاع اعترافات تتكامل فيما بينها لنمسك طرف الخيط الذى ينتهى بنا الى الايقاع بالفاعل .
_____________________
# نحن إذن أمام جانى يعرف تماما ما هو مقدم عليه ، ويملك دعما لوجستيا على الأرض .. ولكن ما هو الهدف الكامن وراء الجريمة ..
* قد يقول قائل انها منافسة على منصب رئيس الدير .. وهذا ببساطة مستبعد تماما ، فليس هذا السلوك وارد بالنسبة للرهبان .. إلا فى حالة واحدة .. أن يكون الجانى من خارج الدير ويرغب فى اختفاء رئيسه الحالى ، وهو يعلم أنه قادر على توجيه الأحداث على الأرض ، ليتولى راهب آخر دون علم هذا الراهب ، ويكون المُخَطِط متيقنا من أن القائد الجديد سيمرر أوامره دون اعتراض ، وتلك الأوامر لم تكن مقبولة لدى رئيس الدير السابق وما كان له أن يمررها .
* وحين نضيف أن دير أبو مقار مقدرا له أن يلعب دورا مهما فى أحداث ستكون مصر مقبلة عليها هذا العام ، والعام القادم فيما يتعلق بعلاقة المسيحيين والمسلمين فسيكون علينا أن نتوقع أحداثا مؤسفة قادمة يراد للكنيسة أن تنزلق اليها .
________________________
# ربما يكون من الواجب  أن نشير الى القاعدة  الأصيلة فى علم الجريمة والتى تقول ببساطة .. ( ابحث عن المستفيد )
وهنا وبمجرد طرح هذا السؤال سنجد أنفسنا أمام مصالح لدول خارجية ، يقوم على تنفيذها عملاء كبار بالداخل .. ورجال اعمال لهم ثقل سياسى واقتصادى وطموح على الأرض ، قد يصل الى حد إقامة دولة مستقلة  .. وقد يكون هذا الهدف مذيجا من الشخصى والعام .. الدينى والسياسى .. ورغبات أخرة دفينة فى إطار الذات أو مجموعة ذوات قادرة على توجيه تيارات الجماهير على أرض الواقع .
__________________________
# ولأن طموح أو رغبات الأفراد من ذوى الجاه والنفوذ يجب أن يتم مباركتها من دول أخرى .. فما حدث بالدير لن تكون خيوطه بعيدة عن إسرائيل وأمريكا .. وأستطيع وأنا بغرفتى هنا .. أن اشتم رائحة الموساد والمخابرات الأمريكية فى هذا العمل الجبان ..
* فإسرائيل كدولة لن يقدر لها البقاء بدون عمق استراتيجى فى دولة مسيحية تمتد بطول مصر شرق النيل من رأس البر على شاطئ المتوسط ، وحتى محافظة أسوان جنوبا ، لتلتقى بدولة للنوبة بجنوب مصر تبدأ من كوم أمبو وتشمل شمال شرق السودان ، وستعمل إسرائيل على عمل اتحاد كونفدرالى بينها وبين تلك الدولة المسيحية الوليدة والدولة النوبية ، فضلا عن دويلات فى شرقها للأكراد والدروز والأرمن ، وما يعن لها من عرقيات قد تخايلها أحلام فى دول مستقلة وتجد المناخ الكونى مناسب للتنفيذ الآن .
___________________________________________
( منظمة قبول الآخر لحقوق الإنسان
.. المركز القومى للدراسات الإستراتيجيية والأمنية والسياسية د / محمد البكرى )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق