الثلاثاء، 15 مايو 2018


*** نكب سلاحك ***
بقلم : نادر روابح / القلم المكسور

نكب سلاحك 
نكس احزانك
أوقف نضالك
أكبت صراخك
انت لست مني
فالأن فقد دنس كتابك
و حرف مسارك
دعك مني
أصرخ و ناهض جراحك
كما تشاء 
أكتب و فكر و افعل
ما تشاء
فلن يخلد لك التاريخ ما تشاء
نكب سلاحك
دمر احلامك
هدم جدار الصمت
لم يعد لك جسد فيه رجاء
لم يعد هناك ما يستحق العناء
عانق عدوك و اعتذر له
كن معه كما الشرفاء 
قاتل ضميرك 
كي يحبك الجبناء
نكب سلاحك
و ترجل عن جوادك
انزع سرج حصانك
كي يبصرونا جراجك
عشرون سنة 
لن تكفي للإعتذار
كنت فيها بشر 
في ثوب حمار
يلهث ليلا 
و يزداد نهيقا في النهار
كنت لا اشتكي
إلا للخالق القهار
فما فائدة الشكوى 
للبشر بعد الجبار
عشرون سنة
لم اتدوق فيها طعم الاستقرار
كنت دائما في استعداد و انتظار
في صمت بعيدا عن الانظار
عشرون سنة 
لن تكفي للاعتذار
عذرا أماه فأنا حمار
لم اكن ذلك الابن البار
عذرا ابتاه
لانني تجهلت رضاك
حين قررت مغادرة الدار
عذرا نفسي
فقد قدتك إلى الانهيار
اتوسل العفو و الإعتذار
عذرا أخاه
لإفتقدك أخاك
حين أصابك مكروه 
و لم تجد أخاك
حين إحتاج مساعدة
و أخبروك انني 
لن أتي هذا المساء 
عذرا أختاه
ضايقك الزمان 
و لم تجد لي مكان
عذرا أهلي
لأنني أهملت أخبارهم 
و كنت معكم 
كما يكون الغرباء 
عذرا يا كل النساء 
أنا الذي كنت نذلا و جبان
حملتك مسؤولية الرجال
عذرا لأبناء يعانون اليتم 
و أباهم على قيد الحياة
عذرا لكل الشرفاء 
الذين يعانون كيد الجبناء
عذرا من كل الأنبياء
فقد هزني قرار الأغبياء 
فنكبت سلاحي
و أعلنت إعتزالي
و هزيمتي على يد الأشقياء 
فسحقا من كل الأيام
و تبا لكل سلالة الكلاب
فعجبا لجسد في وطنه
و قلبه بلا وطن
مسلوب الهوية عن جرم
لم أكن فيه السبب
عجبا نسامح العاصي 
و نعاقب من انتسب
امر محزن جدا 
ان يقترن ألمك 
بكثير من الغضب
فمن تكونون أنتم 
يا من تنكرون ولائي 
من أجل النسب
فنكب سلاحك 
و استرح قليلا 
فأنت الأن معزول 
و لا نعلم ما هو السبب
ربي أنت مسبب الأسباب
لكل أمر لك فيه سبب
فسبحانك انت الواحد الأحد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق