حرٌّ وَسَفَر بقلم زكيَّة أبو شاويش
____________________البحر : البسيط
مع المراوحِ حولي أكتسي عرَقاً___والنومُ بينَ جفوني خلتُهُ أرقا
في ليلةٍ حرُّها ما زارنا أبداً___ والكهرباءُ كعبدٍ عندنا انعتقا
والنَّومُ يغلبُ من عانت بما افتقدت___من صحَّةٍ في نهار كان مُحترقا
ذاكَ انتظارٌ على جمرٍ لهُ أثرٌ___ هل للمسافِرِ إذنٌ باتَ مُتَّسِقا
في كُلِّ مسألةٍ من حصرنا احتشدت ___بنتُ الجوابِ لإذنٍ رامَ مُرتفقا
تأخيرُ مُنطلقٍ قد كانَ يُزعجنا ___ والخيرُ في خللٍ قد كانَ مُعتنقا
ذاكَ الوداعُ من الأصحابِ يُشغِلُهُ___حتَّى إذا غابَ عن أهلٍ لقوا قلقا
................
من كُلِّ من تركوا داراً لنا أملٌ ___ في عودةٍ ولكُلِّ الخرقِ من رتقا
لكنَّ عمراً لأجدادٍ على سفرٍ ___ إنَّ اللِّقاءَ نصيبٌ للَّذي استبقا
للعلمِ لا بُدَّ من أسفار من عرفوا___ أنَّ المعالي لا تُجبى كمن رشقا
إنَّ السِّنينَ لتمضي قلَّما حصلت ___ منها المنافعَُ في صبرٍ كمن لَحِقا
تلكَ العلومُِ لها من ساهر عملٌ ___ لا للتَّوقف أو رجعٍ لمن حزقا
حرُّالقلوب تساوى مع حرارتها ___ والصَّيفُ كانَ بلا وصفٍ وقد برقا
ذاكَ السَّحابُ بلا غيثٍ يُظلِّلُنا ___ وما بحولٍ جرى منِّا وقد سرقا
.................
حرارةَ البُعدِ من نأيٍ تُقرِّبنا ___ هذا الوداعُ لأحبابٍ بدا مَلِقا
يا ربِّ سَهِّل طريقاً كانَ مُنعرجاً ___ واجعل لهم سنداً مِن كُلِّ مَن رَمَقا
أولادنا كبدٌ يمشي على قدمٍ ___ في كُلِّ نبضٍ لنا نجلو لهم عبَقا
من رحمةٍ طُبعت في قلبِ والدةٍ ___ تهمي الدُّموعُ بلا إذنٍ وقد طفقا
ما كانَ مُستتراً بعدَ الرحيلِ بدا ___ في كُلِّ جُرحٍ بآلامٍ رقت ورقا
صلَّى الإلهُ على من علَّمَا ودنا ___ كالنورِ في عِلمِهِ قد عانقَ الألقا
صلُّوا عليه وذا أمرٌ لخالقنا ___ إنَّّ الإجابةَ جنَّاتٌ لمن نطقا
................
الثلاثاء 27 ذو القعدة 1440 ه
30 يوليو 2019 م
زكيَّة أبو شاويش _ أُم إسلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق