الجمعة، 12 يوليو 2019

اغتيال مقال للدكتور محمد البكري

* ثلاث محاولات للاغتيال .. ( ثلاث مقالات )
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
# ( المحاولة الأولى )
"""""""""""""""""""
*** بداية أود التأكيد على أن الفاعل لم يكن الأجهزة الأمنية الرسمية للدولة بحال من الأحوال .. إنها أجهزة غير رسمية ، أعرفها .. وأعرف الذى أصدر الأمر والسبب !
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
* عادت بى الذاكرة الى المحاولة التى حققتها (النيابة العامة )، وناقشها معى جهاز (مباحث أمن الدولة) السابق . والتى وقعت بتاريخ 15 / 11 / 1997 م ، الساعة السادسة مساء ، من واقع سجلات المستشفى العام ببنها تحت رقم __ 1840 __ وحتى لا أفتى فى حادثة قديمة ، فلنعد الى مقتطفات من كتابى ( الله .. كم هو قريب !!! ) - الجزء التانى - بدءا من صفحة 319 وحتى 335 ، فى فصل بعنوان - اغتيال -
________________
** ((((( خرجت بسيارتى وهى من طراز (مازذا اسبور) ، الى الطريق الزراعى من مدينة طوخ قليوبية فى اتجاة الاسكندرية قاصدا مدينة بنها ، للاتفاق على طبع رواية " جسر الموت الكئيب " .
وعند قرية (ميت عاصم ) قبيل بنها ، لاحظت سيارة ( فيات 132 بيضاء ) تلازمنى من مسافة قريبة ، وعند مدخل بنها الشمالى قمت ب u- return - ( الالتفاق للاتجاه المعاكس ) فى النقطة المحددة على الطريق الزراعى ، والتزمت أقصى يمين الطريق فى الاتجاه القادم من الإسكندرية ، وقبل المدخل الذى يبدأ بنقطة المرور الثابتة بنحو 50 مترا ، لاحظت سيارة أخرى ( فيات 132 بنية اللون ) تقف بطريقة صحيحة على التراب الملاصق للطريق ، وإن ضايقنى أنها كانت مطفأة الأنوار ، وكان الليل قد أرخى سدوله - بين المغرب والعشاء -
*****************************
** وفى سابقة لم تحدث من قبل ، كانت نقطة المرور المتمركزة فى نقطة الإتصال بين الطريق الزراعى ومدخل بنها ، خالية وبلاقوتها المعتادة ، وكانت كل عمدان الطريق المزدوج الداخل الى بنها مطفأة . كانت سرعتى نحو 80 كيلو متر حين فقدت التحكم فى سيارتى تماما ، وأدركت أننى وقعت فى بركة زيت ، تشبثت بالطارة ، وصرخت بكلمة واحدة ( يارب ) كانت هى كل ما تذكرت ، وعرفت فيما بعد أنها كانت قد وصلت الى السماء !! ، وانحرفت السيارة لأقصى اليمين ، وانقلبت على جانبها الأيسر ، واندفعت الى أقصى اليسار واصطدمت بالرصيف لتنقلب مرة أخرى وتقف على عجلاتها ، تم هذا فى بضع ثوان ، التقطت نفسا عميقا واستجمعت أشلاء نفسى وفتحت باب السيارة وخرجت ، ثم مددت يدى أتحسس مسدسى - وهو من طراز أسترا اسبانى الصنع - لأطمئن على أنه لم يقع .. ففى هذا موقف كهذا ربما كان يساوى الكثير .
*******************************
** شعرت بضيق فى صدرى وأنا أجلس على الرصيف وأشعر بكسر فى عظمة الترقوة اليسرى . لحظات قليلة وكانت السيارتين (الفيات 132 البيضاء والبنية )، تركنان أقصى يمين الطريق على مقربة منى ، واكتشفت أن الطريق مغطى بالزيت بانتظام مسافة 20 متر تقريبا عدا مترين أقصى يمين الطريق ، وبطول حقل الزيت .
* تقدم منى السائقين وسألنى أحدهما إن كنت أريد شيئا بينما إلتزم الآخر الصمت ، وعرض أن يعود بى الى مدينة طوخ ، حين أخبرته أننى منها ، ورددت بأننى مكسور وأحتاج الذهاب الى المستشفى ، فطلب منى أن نذهب أولا الى نقطة النجدة - التى تبعد نحو 400 متر - أسفل الكوبرى لتلقى العون .. فقد كان الحادث أمام المصنع الحربى .
* أثناء الحوار مرت سيارة أجرة تويوتا - 11 راكب -تمشى ببطأ فوق الزيت وليس بها سوى السائق ، وامرأة على ما يبدو تلبس السواد ، ولا يظهر من وجهها شئ – ربما كانت سيدة منتقبة ، وربما كان رجلا يتنكر -
* تلاها سيارة (فيات 132 أيضا ، فضية اللون) توقف صاحبها أمامى وفتح زجاج سيارته ، وسألنى _ إنت أخو المحامى بتاع طوخ _ فقلت له تقصد / المستشار عبد الله البكرى .. فقد كان أخى رئيسا للمحكمة العسكرية العليا ثم مستشارا برياسة الجمهورية قبل طلوعه على المعاش ليفتح مكتبا للمحاماه بمدينتنا – طوخ - كان أمامى أحتمالين تجاه محدثى هذا .. فإما أنه عرفنى من الشبه الشديد بينى وبين أخى _ والذى كان سببا فى أحيان كثيرة للخلط لدى الكثيرين ممن لا يعرفانا بشكل وثيق فيتعاملون مع كل منا على أنه الآخر - أو أنه كان يكمل ثلاثية السيارات " الفيات 132 " ، المكلفة بالمأمورية .
عرض الرجل المساعدة وانصرف ببطء ، أحسست أننى رأيته من قبل ، كانت له نظرة عميقة وتعبيرات وجه يستحيل أن ينساها من يلقاه ، ولكنه فى تلك اللحظة كان غاضبا وحزينا وكأنه رسب فى امتحان ؟!
* وأخيرا قدمت سيارة نقل - ثلاجة ضخمة - غلفت ثلاجتها بشرائح الالمنيوم . تفادت بصعوبة أن تصطدم بسيارتى المعطوبة على الطريق !!!!!!!)))))
* ركبت سيارة محدثى صاحب الفيات اليبضاء لنتجه الى نقطة النجدة كما نصحنى ، وعند منزل الكوبرى مباشرة طلبت منه التوقف عند صيدلية سليمان بمدخل مدينة " أتريب " لشراء شئ ، وهناك استقبلنى صاحب الصيدلية وهو صديقى ودفعتى ، فطلبت منه صرف صاحب السيارة الذى عرض إيصالى الى نقطة النجدة ، وأن يتصل بأخى !!!
********************************
** فى تلك الأيام كان العميد / نزيه هو رئيس مباحث أمن الدولة بالقليوبية ، ودار بيننا حوار طويل وأنا على سريرى بالبيت فى اليوم التالى ، طلب منى على إثرة الذهاب لملاقاة العقيد محمود رئيس مباحث أمن الدولة بطوخ ،حين تتحسن حالتى ، وأهدأ نفسيا . والحقيقة أننى لم أكن أدرى أن هناك وحدة أمن دولة بطوخ ، فقد كانت حديثة الانشاء، والحقت بالمبنى الجديد لقسم الشرطة .
_______________________________
** كثيرا ما أتساءل بينى وبين نفسى :
* من يمتلك القدرة على سحب قوة الكمين على الطريق الزراعى والتى تسبق موقع الحادث بنحو مائة متر ؟
* من أطفأ انوار العمدان التى عاد اليها الضوء وأنا أعود من نفس الطريق مع أخى بعد نحو ساعة ؟
* ومن سارع بنقل سيارتى التى لم تكن موجودة ايضا ونحن بطريق عودتنا ؟
* ومن كلف عمال مجلس المدينة الذين رأيتهم يفرشون الطريق بالرمل فوق الزيت بتلك السرعة ونحن عائدين ؟
* وما حكاية السيارات الفيات الثلاث ؟
* والتيوتا الأجرة ذات الزبون الواحد المنتتقب ؟
* والثلاجه النقل الضخمة .. هل جاءت تكمل الحادث وتوفر التغطية المناسبة للوفاة ؟
* ما تفسير ما أخبرنى به صديقى الحميم العقيد / صلاح شعبان نائب مأمور قسم طوخ صباح اليوم التالى ، من أنه كان سيتعرض لنفس الحادث قبل ميعادى بنحو 5 دقائق ، لولا وجود أحد العساكر وكان يقف لتحذير الناس ، واختفى قبل وصولى ، ثم أنكر العقيد /صلاح شعبان ما قاله لى فيما بعد تماما وبشكل قطعى أثار ذهولى ؟
__________________________________
** عشرات الأسئلة لم تكن لتُسأل لولا خروجى حى من الحادث ، ولو ظلت السيارة مقلوبة واحتجت سائق الفيات ليخرجنى ، فهل بحقنه صغيرة فى يده كان سيتوقف القلب ، والشكل طبيعى مائه فى المائة ، ومن سيجرؤ على الشك حينها ، ولدى كسر بالترقوة وكدمات تفسر توقف القلب نتيجة الاصطدام بطارة السيارة ؟
_____________________________________________
* ( منظمة قبول الآخر لحقوق الإنسان
.... المركز القومى للدراسات الإستراتيجية والأمنية والسياسية د / محمد البكرى )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق