السبت، 13 يوليو 2019

ثياب القيامة بقلم وليد.ع.العايش

( ثيابُ القيامة )
  .............
كم تمنيتُ في تلكَ الأُمسيةِ
والشمسُ تُقاتِلُ على الجبهةِ الأخرى
عرائسُ منْ زمنِ القدماء
سكينٌ يغرزها الزيرُ
في صدرِ الأزمان
الغيمةُ تزورُ شقيقتها
وأنا على ثغرِ مساءْ
أوراقي مازالتْ بيضاء
اللونُ الأحمرُ يُناجيني
والثغرُ الإغريقي يُعانِدُ إعصاري
كمْ تمنيتُ لو كُنتِ هُناكَ
فلدينا ما يكفي منْ زَادٍ منْ كلمات
همساتٌ حَرَّى ... وأُغنيةٌ ثكلى
تُداعِبُ شوقَ النسمات
ناديتُ بصوتٍ
جابَ أرجاء الكونِ في لحظات
آنَ للصمتِ أنْ يلفظَ أنفاسه
ولليلي الطويلِ أنْ يُهاجر أجراسه
وللسكونِ أنْ يرتعش ... ربما رُعباً
فإنَّ المياهَ الراكدة
لا تبقى أبداً بِلا جُنحان
والشجرُ العاري ... والمُتَعرَّى
لا بدَّ أنْ يرتدي ثيابَ القيامة
القيامةُ الكُبرى ...
وذاكَ الطيرُ المُهاجرُ إلى ضفافِ الله
يدوِّنُ آخِرَ تغريداته على صفحةِ ثلجٍ بلهاء
ها هو الوداعُ يَدِقُّ أبواقَ الرحيل
والشمسُ تجري مُسرعةً
لتُعلِنَ بزوغَ أسطورةَ الخريف
ونشوة الحياة ...
أيَّا بُنيَّ لا تستكن
فإنَّ رصاصتُك تكفي
لتعديلِ كفّةَ ميزان الخوف
رفاق الدرب مازالوا ينتظرون
قرارَ اِنبجاس المطر
منْ ثغورِ الغيمِ الغائبِ
منذُ سنوات العُمر الأول
وضفيرةُ تلكَ الأُنثى
ذات الشعر العربيّ المُتراخي
فوقَ جدائلِ موتٍ
تترنحُ شوقاً في ظلّ سرير
فكيفَ للصمتِ ألاَّ يموت
وكيفَ للسكونِ ألا يكون
أيَّا بُنيَّ لا تستكن
فنشيدُ الموت تقهرَهُ
صرخاتُ خلجان
و أمْوَاج شطآني ...
............
وليد.ع.العايش
5/10/2016م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق