الأربعاء، 28 مارس 2018


( لاحت من بعيد )
قصة قصيرة بقلم/
(شرين سعد أحمد)
شاعرة جنوب الوادي
**************
كان يجلس هادئا كعادته أمام منزله،كلما أنهى أعماله اليومية،وقد أطرق بعقله مفكراً يسبح بعيدا جدا مبحرا في عباب سنوات مضت عاشها ولا يقوى على نسيانها.
كانت هى التي تقبع في تلك السنوات الجميلة التي أشبعت روحه بعبقها الساحر ولم يكن يمر يوم إلا وقد اطلت عليه بنظراتها المفعمة بحب جارف ولم يكن يسمع سوى همساتها الحانية تداعب شغاف قلبه في رقة الندى الصبوح
وفجأة شق سمعه صوت سيارة تقترب من بعيد وأفاق على صوت بوقها الصاخب ثم نظر بداخلها و..... 
توقف الزمن وقفز قلبه من بين ضلوعه وتلاحقت أنفاسه وأحس بقشعريرة تكبل أطرافه وشعر بالأرض تهتز تحت قدميه ولا يستطيع الحراك وجمد كتمثال من حجر فلقد كانت هى تجلس في المقعد الخلفي للسيارة التي تحركت ببطء أمامه وقد ألقت عليه نظرة حار فيها وفي معناها 
فراح يتساءل أهى نظرة وداع أم هى لوعة وعتاب أم أنها نظرة المشتاق الذي لايبوح بما يعتريه.
وابتعدت السيارة في لحظات وواصلت طريقها تاركة خلفها قلبه ينزف وناره تتلظى وروحه تئن معترضة على رحيلها ولسانه يتمتم في خفوت : - (رحماك ربي ساعدني تعبت )
أما هى فقد اعتصر الألم قلبها وهى تبتعد داخل السيارة 
قائلة في صمت ملتاع:- ( يا ريت .....)

( تمت بحمد الله )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق