الأحد، 1 ديسمبر 2019

آدم والخطيئة بقلم حسن السلوم

آدم والخطيئة
علمني ربي في قرآنه أشياء يصعب علي أن أقراها على أحد
لقد سمعت مايقال في خطئية آدم ربما تودين أن تعرفي كيف أمس الأنسان خاطئا إذا كان الإنسان خاطئا وهو صورة الله ومثاله إذا يقول تعالى أني جاعل في الأرض خليفة ويقول تعالي فأذا نفخت فيه من روحي فمن أين بعد تأتي الخطئية أذا كان الإنسان خاطئا فالله لاشك مصدر الخطئية هنا فخ السائرين على غير هدى لاخطئية في الله أبدا آلا أذا كان نور الشمس خطئية حين تعطي الشمعة من نورها لكن الخطئية في شمعة تضن بنورها وتنكر عود الثقاب الذي أشعلها وتلعن اليد التي أضائتها أن الأنسان لم يعص الناموس فأخطأ لكنه جهل الناموس فستر جهله وتمادى في ستر جهله فكانت الخطئية وهذا معنى أبليس ربما قرأت حكاية
سقوط الأنسان تكلم الحكاية الإنسانية الأولى التي مامثلها سذاجة في المبنى وسمو في المعنى قرأت كيف الإنسان حال أنبثاقه من الله كان ألها طفلا وكيف لا والله نفخ فيه من روحه لكنه كان قاصرا وأن كانت له صفات الألوهة قاصرا على معرفة القوى الكامنة فيه كان في جنة عدن أشبه بالبذرة في قارورة فالبذرة تبقى بذرة والعجائب التي في قلبها لاتبرز إلى الحياة والنور مالم تدفن في تربة هوائية لطبيعتها أما الأنسان في عدن فما كانت له تربة من جنس تربته ليزرع ذاته فيه ويبصر نفسه ويعرفها كان الأنسان وحيدا فريدا كانت شجرة معرفة الخير والشر وشجرة الحياة في متناول يده لكنه ما مد يوما يده ليقطف من ثمارها ويتذوق طعمها ذلك لأن أرادته وذوقه هاجعة في أكفانها تنتظر الصوت الذي سيهيب بها من غفلتها فكان لابد له من عون ومن أين العون أن يأتي ألا من صميم كيانه فكانت حواء ليست طينة جديدة ونسمة جديدة لقد كانت طينة آدم ونسمة بالذات كانت لحما من لحمه وعظما من عظمته أن هي ألا شطرمن الأنسان الذي أنشطر شطرين أحدهم ذكر(أدم)والثاني أنثى(حواء)وهكذا أصبح لآدم وجها هو حواء رفيقا ومرآة فأصبح الصوت يسمع والقلب الذي وحده في صدره يحس بنضاته ويسمع تراجيعها وهكذا لقي الزند زنده فتطاير فيه شرارة وأشتعلت الشمعة من طرفيها واحدة هي الشمعة وواحدة هي فتيلها أنها طبيعة الآحدية غير الواعية أن تنشطر فتصبح ثنائية لتعود بما تولده ثنائية من أحتكاك فتدرك أحديتها ومن هنا كان الأنسان صوره صادقة ومثالا ناطقا لآله فالله هو الضمير الأول أزدوج أذا نطق بذاته في الكلمة ثم توحد الأثنان في الفهم المقدس ليست الثنائية قصاصا أن هي إلا طبيعة ملازمة للأحدية وضرورية لكشف آلوهيتها
فما أجهل الذين يرون غير ذلك بل ما أجهل الذين يعتقدون أن الأنتقال من الأحدية يمكن أن يتم في سبعة عقود من الزمن هل الله والأبدية في قبضته بخيل وقاس إلى حد أن لايفسح للأنسان أكثر من سبعين سنة يوحد فيها ذاته ليعود إلى جنة عدن عارفا ألوهيته ووحدته مع الله طويل هو طريق الثنائية وأغبياء هم الذين يقيسونه بالروزنامة أو بدوران الكواكب لقد كان من أزدواج آدم أنه تحول في الحال من كائن هادئ لاقدرة له على خلق شي إلى كائن مليئ بالحركة والهمة له القدرة على تجديد ذاته وخلق عالم مزدوج مثله لقد مد يده إلى شجرة الخير والشر فآكل منها وبذلك جعل عالمه مزدوجا قال تعالى ألم أنهكما عن تلك الشجرة إي أنهكما عن رؤية الثنائية والأبتعاد عن الآحدية أما جواب أدم وحواء ربنا ظلمنا أنفسنا فهو جواب سيردده الأنسان على مر الدهور حين يعتقد أن الثنائية هي كل شئ مبتعدا عن المعنى الأساسي الأحدية وهكذا تبدلت الأشياء في نظر أدم فعدت أما خيرا أو شرا نافعة أو ضارة فأقام الأزدواجية وأثبتها ووقع في الخطئية أما صوت الحية التي أغوت حواء على تذوق الخير والشر إلا صوت الثنائية التي لاتعرف السكون فحواء لم تكن سوى المشحذ لرفيقها والآلة المعدة لإظهار القوى الكامنة فيه هل حاول أحد أن يمثل نفسه في الحكاية البشرية العجيبة هل تصورت لكم حواء وهي تسترق خطاها بين أشجار الجنة عدن وتمد يدها لقطف ثمرة الشهوة التي لعابا وتعمل أسنانها فيها في لبها الطري حبستم أنفاسكم وهي تتذوق حلاوة لم تدم سوى لحظات حتى أنقلبت ألى أبداية في العذاب لها ولكل ذريتها من بعدها أم تمنيتم من كل قلوبكم لو أن الله أدركهاقبل
أن تغلبها الشهوة أوبعد فحال بذلك دون هفوتها أم تمنيتم أن يكون أدم أوفر حكمة منها وأصلب عودا فما أنقاد لشهوتها ولاساهمها في جنونها أن الله لم يحل دون شهوة حواء ولا أدم وهو روح الله وكلمته عف عن مشاركة فيها لأن الله ما أراد أن يكون لمثاله أن يكون غير مثاله أراد أن يكون له أرادة في الحياة أرادة حرة كأرادة الله كيف لا وهو الخليفة الأوحد لأرضه التي هي سماء وجنة لو أبصرنها هلا تصورتم أن أدم كان في مقدوره لو شاء أن يحجم عن أكل جزء من الثمرة التي قدمها لرفيقه وهل هو وزوجه غير لحم واحد وعظم واحد وكل مافعلله الأخر فعلله الواحد نفسه أحقا أن الله غضب على أدم لأنه أكل من شجرة معرفة الخير والشر وهل خالف الله قوله وهديناه النجدين أي الخير والشر وبمعنى آخر الأرادة معاذا الله فالله أمر الأنسان
أمرا وأنذره أنذارا وهو يعلم أن الأنسان آكل من الشجرة وهو يريده أن يأكل لكنه عاقبه ليعرف أيضا عاقبة الأكل ويتحملها بصبر وبسالة أما تسألت كيف أحل الله الزواج وهو نكاح وقد عاقبه بفعله بجنة عدن هل يعاقب من تزوج حلالا حاشا لله فهو يعاقب من زنا أو فحش لأنه أنفلاش في الأحدية و تفرقة قبيحة في الثنائية وخروج عن العقل وسعى في خراب ماخلق الله هكذا علمني ربي وهكذا أعلمكم أما عاقبة الأكل فهي موتا فالأنسان بأنتقاله إلى الثنائية العاملة الواعية مات للأحدية الساكنة الغافلة أذن ليس الموت قصاصا أن هو ألا مرحلة ملازمة لحياة الثنائية فمن طبيعة الثنائية أن تخلق لكل شئ زوجا أو ظلا أو توأما وهكذا كان لأدم توأما في الموت ولكن أدم وحواء وأن خلقا توأما لحياتهما هو ظل الموت مابرحا حين في حياة الله التي لاظل لها الثنائية أحتكاك دائم بين أمرين يصورهما الوهم كما لو كانا نقضين يعمل كل منهما للقضاء على الأخر أما في الواقع فما هما غير شطرين يكمل أحدهما الأخر لغاية واحدة إلى السلام الكامل والوحدة الكاملة والتوازن الكامل في الفهم المقدس لكن وهم التناقض ينبت في الحواس الخارجية وينمو فيها فهو باق ببقائها أن حواء التي لم يحدثنا عن خلقها ولا من أي شي خلقت فأحلتها بعض المذاهب ألى الشيطان وبعضها ألى المتعة الجنسية والبعض حجبها بحجب سبعة سوداء ثم شكر عمر بن الخطاب لأنه حجبها وذهب أخرون ألى أتهام الرسول (ص)بأنه كالديك لايمل من مضاجعة النساء بل ذهبوا أبعد من هذا فقالوا أن الوحي كان ينزل عليه وهو يضاجع عائشة ولكنهم لم يبرزوا هل كان جبريل(ع) ينتظر الرسول حتى يفرغ من عائشة أم لا والمؤلم حقا أن عائشة زنت في عصر الرسول ولكن الله تركها تزني وأخبر الرسول ببرأتها ولكني لست معكم ولامؤيدا لغير قوله تعالى وهاكم الحقيقة كاملة (أن المرأة هي وهم صورة الرجل لعينين وهي ماولدت لأدم ألا ليعرف ذاته الحقة بموتها التي هي ذات الله من روحنا فأرسلنا أليها روحنا أن مثل عيسى بن مريم كمثل أدم وهي ستتلاشى حين تظلم العين الخارجية وتنفتح العين الباطنية وراح أدم يتعشقها بوهمه بفكره وخياله وخجل من نفسه وهو عريان وحواء عريانة في جنة عدن فخاط لها مئزرا من ورق التين وراح يسيج حواء بقلبه ويناضل عنها (وطفقا يخصفان عليهما من ورق الجنة ناسيا أن عين الله تخترقان الحجب وهكذا أقام آدم بينه وبين الشجرة الحياة سيفا من النار خرج أدم من باب الجنة المزدوج الخير والشر وشرط عودته للباب الموحد والفهم المقدس خرج وظهره نحو شجرة الحياة لكنه سيعود ووجهه أليها ثم أنطلق في سبيل الثنائية الطويل وبه خجل من عريه لكنه سيبلغ نهاية السبيل ولامئزر على طهارته وقلبه فخور بعريه ألا أن ذلك لن يتم له حتى يتغلب على الخطئية حيث لاخطئية ألا في المئزر من ورق التين أجل لاخطئية ألا في الحاضر الذي أقامه الأنسان بين نفسه والله بين ذاته الزائلة وذاته الأزلية الدائمة أن الكسالى من الناس يكتفون برتق ماتهرأ مأزرهم بما يرفضه من مأزر قديمة وبالية أما النشيطون فهم يرتقون مأزرهم القديمة بأوراق جديدة وكل رتق في ثوب الخطئية ليس ألا الخطئية لأن من شأنه أن يؤيد خطأ الأنسان وخجله الذي أول شعور أنتابه حال أنفصاله عن الله ماذا عساه الإنسان أن يفعل اليوم التغلب على خجله والأنعتاق من عاره فما كل أعماله سوى عار يضاف ألى عاره مأزر فوق مأزر أو بعبارة أدق ورقة من أوراق التين أقول لك وبكل صدق أن ممالك الإنسان وخواطره الجنسية والقومية ومذاهبه الدينية النافخة إبدا في بوق الحرب كلها أصنافا من عبادة ورق التين وتثمينه مالا يثمن ووزنه مالا يوزن وقياسه ماهو أبعد من كل قياس كلها رتق لمئزر تهرأ لكثرة مارتق أليس يفقر وعطشه إلى السلطة التي تستعبدو هيامه بالعظمة التي تصغر وتحقر كلها مأزر من ورق التين لقد لج الأنسان في صنع ستار لعاره فكان أن أكثر من صنع المأزر وراح يرتديها الواحد فوق الأخر لدرجة أنها ألتصقت بجلده فاصبح لايميزها لاتخافي الألم ولاتنشل يديك من الخوف فتبقين بأنتظار معجزة تنوب عنك في فعل مافعله منوط بك وحدك فمتى عرف الأنسان نشوة الفهم العريان من كل وهم نسي كل ماينتابه من آلم وحزن عندها وفقط سيبصر نفسه عاريا من كل شي ألا من الفهم وقتها سيمع نداء الله من الشجرة المباركة أين أنتم أني أنا الله رب العالمين وقتها لن تشعروا بالخجل من عريكم وستجيبون ها نحن ياالله قطعنا طريق التي أعددت لنا طريق الخير والشر الطويل قطعناه خجلين فكان الحنين الأكبر قائدا لخطانا والأيمان عونا لقلوبنا وقد نزع الفهم المقدس كل أثقالنا في قلوبنا نور لايوصف وطمأنية لاتحد ها قد توحدنا هاقد تغلبنا عندها سيعانقه الله عناق المحبة لا حد لها ويقوده إلى شجرة الحياة في يده عصا الهدى يتوكأ عليها وفي قلبه نور النار المباركة التي حرقت كل خطاياه وفي عينيه محبة ماخلق الله وفي لسانه الحمد لله والشكر وصلاة لامثلها صلاة اللهم صلي على محمد وآل محمد
الأستاذ حسن السلوم سوريا بقلمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق