الأربعاء، 10 مايو 2017

المأذق المصرى والانتقال السلمى للسلطة .. هل نقدر عليه ؟
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
* حين تحرك الشعب السورى .. رغبة فى الحرية والعدل والانصاف ، لم يكن من بين أهدافه أن تُخرب سوريا  هكذا ، أو أن تسيل كل تلك الدماء ، وحين صم بشار ومعاونيه ومستشاريه آذانهم عن صرخات الشعب ، وكفوا البصر والبصيرة عن تطلعات البشر ، وتصدوا لأحلامهم لم يتخيلوا أن تصل الأمور لتلك الدرجة .. لتأخذ شكلا مأساويا فريدا فى تاريخ الشعوب .
 * فلا الشعب ولا حكامه أرادوا تلك النهاية الحزينة لدولة وشعب .. شعب أراد العدالة أساسا للحكم ، وحاكم أمسك بتلابيب السلطة لا يود إفلاتها .. خوفا وطمعا !
__________________
 * وتتداعى أفكارى حول المأذق المصرى الذى وقعنا فيه جميعا .. حاكما ومحكوما .. وكلانا لا يتمنى لمصرنا الهلكة ، ولا لشعبنا الفناء والتشريد ، وأنا على يقين أنه قد وقر فى قلوبنا جميعا ، أن الأمور حين تتعلق بسقوط الوطن ، فسوف نتريث بما فيه الكفاية قبل إصدار الأحكام .
 * والحقيقة أننى أرى السيناريو السورى صعب أن يستنسخ مثيلا له بمصر لأسباب عديدة ، رغم كونه هدفا وحلما لكل أجهزة الاستخبارات المعادية ، والتى أقصد بها استخبارات أمريكا وكندا وانجلترا وفرنسا وبالطبع الموساد ، وكل من يدور فى فلكهم أو يأتمر بأمرهم ، وقد تتكافل معهم الاستخبارات الروسية فى ظل ظروف معينة ، إن توافقوا فيما بينهم على تقسيم جسد الفريسة المصرية ، ولاحظوا أنى استخدمت لفظة " صعب " ولم أقل " مستحيل " ، حتى لا نركن الى الدعة والاستسلام المطمئن العبيط .
___________________
 * قد يوافقنى معظكم ، إن قلت أن الأمور حين تتعلق بقضية " نكون أو لا نكون " .. فسوف يتراجع الحديث عن نوعية المنقذ .. عسكريا كان أم مدنيا ، فالتائه فى الصحراء سوف يقتات على ما ينقذ حياته ، ولن يدقق كثيرا فى طعم الأشياء . ولكن على المنقذ أن يتحرى العدل ويجعله أساسا للملك ، وأن يلتزم الانصاف ، ويحفظ حياة الطبقة الفقيرة والوسطى ، والتى تمثل 75 % من مجموع المصريين ، وبالقطع تأثرت حياة الطبقة فوق المتوسطة والثرية ، وإن اختلف وضعهم فالأزمة التى نحياها تكون على حساب مدخراتهم .. وليس من يدخر كمن يحاول العيش فقط .
__________________
* وواقع الأمر الآن يحدثنا بأن المعارضة فى مصر ليست فى مجملها ضد السيسى  لكونه يمثل المؤسسة العسكرية ، فما من عداء حقيقى بين الشعب وجيشه ، حتى وإن تناقصت أسهمه فى السنوات الثلاث المنصرمة . وإنما تأزمت المسائل لأسباب يخاف معظم الكتاب من البوح بها ، عملا بمبدأ التقية ، المترسخ فى ضمائرهم ولو لم يعلنوا .. 
وأهم تلك الأسباب :
_________________
 أولا : الطريقة التى اعتمدت فى فض رابعة والنهضة ، ومواقف شبيهة حدثت فى المطرية والإسكندرية ومواقع أخرى ، ومشاهد الدماء المبالغ فيها ، والتى استثارت عددا غير قليل فى صفوف المعتدلين والمحايدين ، بل والموالين للمؤسسة العسكرية من داخلها وخارجها .
__________________
 ثانيا : اعلان موقف الكنيسة بهذا الشكل الغير حصيف ، والذى ما كان لتقع فيه قامة مثل " الأنبا شنودة الثالث " . 
 من حق الكنيسة ألا تميل لحكم الإخوان ، حتى ولو كان هذا تخوفا ليس له ما يبرره ، ولكن ظهوره بشكل تم اظهار الشماته فيه بين النشطاء والعامة ، وايضا انجراف الإكليروس الى إعلان عداء غريب على تعاليم السيد المسيح ، والمناداه صراحة بتدمير الإخوان ، وخروج بعض الآباء بخطاب يوجهوه الى عامة المسلمين قائلين " انتو قرايبنا وضيوف عندنا وده اللى مسكتنا عليكم " ، وكان جليا لدى المتأمل اعتماد خطة لإحداث شرخ عميق فى جدار الوحدة الوطنية ، وحتى ردود الأفعال العنيفة المقابلة ، كانت مدروسة ومخطط لها من قبل اجهزة معادية للوصول الى حد الحرب الأهلية . 
ومجمل تلك الأشياء لم تكن فى صالح من يمثل المؤسسة العسكرية .
__________________
 ثالثا : الارتفاع المستمر فى الأسعار دون قدرة حقيقية على السيطرة عليها .. بالشكل الذى صعب حياة معظم المصريين ، وصار نصفهم ممن تجوز عليهم الذكاة والصدقات .
_________________
*** وهكذا صار ثلاثى القسوة والطائفية والأقتصاد المتعثر  ، سببا رئيسا وراء الغضب المكتوم ، والذى لا أتمنى ابدا أن ينفجر لنحترق جميعا بناره ، التى ستهدد اسقرارا نسبيا .. بل هشا وقابلا للكسر ، مما سيفتح بابا خبيثا لأجهزة استخبارات خارجية تجمعها مصالح مشتركة ، وسيكشفون أكثر عن وجه حقيقى بلا قناع ، سترون مدى غشمه وقسوته .

"""""""""""""""""""""""""""
 * كل ما ذكرت يصلح مقدمة لمقال طويل .. ولكنى لا أود أن أطيل وسأدخل الى لب ما رغبت أن احدثكم فيه بشكل مقتضب أرجو ألا يكون مخلا .. 
....................
* بداءة ليكمل السيسى فترة رئاسته .. فلم يبق إلا أقل من عام .
 * وهنا يأتى السؤال عن البديل فى ظل تلك الأحزاب الكرتونية ، وخلو الساحة من زعماء حقيقيين ، وكان هذا فكر عبد الناصر الذى أصل له ، ولم نتخلص من تبعاته بعد .. وإلا فكيف أجدبت مصر ، وأرحام نسائها ولادات للقادة عبر التاريخ .
 * ترى ماذا لو رشح الجيش صدقى صبحى وزير الدفاع ، فى الانتخابات المقبلة ، أمام مرشحين مدنيين ، فوزير الدفاع المذكور أراه أطهر يد فى المؤسسة العسكرية ، لم تتلوث يده بالدماء ، والأرجح عندى أنه غير راض عن أشياء جرت ، فإن فاز .. يكون واجبا وطنيا واختيارا صحيحا للبقاء .. أن ندعمه لفترة رئاسية أربعة سنوات . تكون من أولى أولوياته خلالها ، خلق كوادر شابة جديدة والاستعانة ببقايا الشرفاء على أرضنا ، لنكون قادرين على ادارة قطاعات الدولة المختلفة ومؤسساتها ، فضلا عن انعاش الحياة السياسية بمزيد من الحريات فى اطار أحزاب حقيقية تدعمها الدولة ولا تحاربها .
 * ويكون من أولى أهداف الرئيس الجديد .. إنشاء وزارة للتوحد الوطنى ، لانهاء الصراع مع الإخوان وكل اصحاب الفكر الإسلامى ، واذابة جميع الأعراق والأطياف السياسية والدينية فى بوتقة واحدة بتعاون مخلص ورغبة حقيقية من الجميع .
 * ويكون معلوما ومتفقا عليه بين الكل .. أن الجيش لن يرشح رئيسا مقبلا ، وأن فترة " صدقى صبحى " هى آخر صلة للجيش بالعمل السياسى .
* هذا طرح مبسط للفكرة التى أردت ايصالها لكم .. 
 * وأحذر قبل أن أنهى مقالى من أى محاولة لاغتيال وزير الدفاع الحالى " صدقى صبحى " فالحقيقة أن هناك هواجس تنتابنى بهذا الشأن .. وسنجد أنفسنا أمام سؤال جديد ، ما هى الجهة التى يمكن أن تستهدف صدقى صبحى ، كمرشح محتمل للرئاسة ، - أهى نفس الجهة التى اغتالت عمر سليمان - وما هى أهدافها ، ومن منهم فى الداخل بين مؤسساتنا ، ومن منهم يحتسى كوبا من الجعة ، وهو يقرأ مقالى الآن فى أحد مقرات الموساد بتل أبيب .
_______________________________________________
 * ( منظمة قبول الآخر لحقوق الإنسان د / محمد البكرى )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق