الخميس، 28 نوفمبر 2019

فلسطين الحبيبة بقلم هناء فؤاد الدميري

فلسطين الحبيبة
 مهما عبرنا لك عن مقدار الحبّ والشوق الذي نكنّه لكِ
 ومهما كتبنا من قصائد وكلمات فإنّها تبقى قليلة لن تفي ولو جزء قليل عما نشعر به
 فأنتِ أرض الصمود
 وأنتِ الحضن الدافئ الذي نتمنّى ونرجو من الله أن يقرّب المسافات بيننا وتعودي لنا حرّة ننعم بجمالكِ وسحرك
  فلسطين الشامخةبين الأوطان 
 نحن قوم إذا ‫‏أحببنا‬ .. عانقنا الأرض حبّاً‬ .. وإذا ‫‏غضبنا ‬ .. أشعلنا الأرض ‫‏ناراً‬
 سألوني أتعشقيها؟
قلت بجنون .. قالوا أجميلة هي؟
قلت لهم   أكثر مما تتصوّرون .. قالوا أين هي؟
قلت في القلب وبين الجفون .. قالوا ما اسمها؟
قلت: أمي فلسطين .. ومن سواها تستحق أن تكون. فلسطينيّة الكلمات والصمت .. فلسطينيّة الميلاد والموت .. فلسطينيّة كنت ولم أزل
 عذراً يا باريس .. ففلسطين أصبحتْ عاصمة العطور .. فرائحة دماء شهدائها أزكى من مسوك الدنيا كلّها
 تختنق الكلمات في حلقي .. تؤازرها الغصّة المعهودة كلما رأيت أو تذكّرت مظاهر دم الشهداء الأبرار بين الدهس
 والسحل، والنار، والرمي في القمامة.
أعشق ترابك يا فلسطين .. سأبقى أقول فلسطينيّ ولن أندم وتبقى فلسطين قلبي والله يعلّم
 أيا قدس يا درّةً في الوجود .. ستبقين رمز الإباء والصمود. لو كان قلبك يدرك حبّي لفلسطين .. لتحطّم .. أحببتها بروحي ودمي .. فهل يوجد في الدنيا أعظم من فلسطين الإيباء
أقولها بكلّ اقتناع وعرض وطول وارتفاع .. هذا صوتي حتّى موتي .. فلسطينيّ حتّى النخاع. أتمنى في كلّ لحظة أن أكون أنا التالي .. كي أكون وقوداً لغيري .. وأتمنى كلّ لحظة أن أكون أنا التالي .. ليعرف أهلى مرارة حزن ذوي الشهداء عليهم .. و يدركون أنّ خوفهم على مستقبل وطنهم أهمّ ألفَ مرّة منّي فأنا .. من أنا ووطني يحتضر؟ يا قدس يا منارة الشرائع، يا طفلة جميلة محروقة الأصابع
 حزينة عيناكِ يا مدينة البتول
 يا واحة ظليلة مرّ بها الرسول، حزينة حجارة الشوارع .. حزينة مآذن الجوامع .. فلسطين عربيّة والقدس لنا. يا سما هدي هدي .. ويا أرض اشتدي اشتدي .. أنا فلسطينيّة و ما حدا قدّي
 قسماً لو توقفت الأرض عن الدوران .. ولو أثمر شجر الزيتون رمّان .. ولو الماء تجمّد من الغليان .. ولو أصبحت الروح في السقيان .. ولو الدم انتهى من الشريان .. لن أحبّ غيرك يا (فلسطين) طول الزمان لكي اغنية
 سنعيش صقوراً طائرين
 وسنموت أسوداً شامخين
 وكلّنا للوطن .. وكلّنا "فلسطينيين" يقولو عن لبس "الكوفية" أنه عيب .. وأنا أقول أنها بألف هيبه .. يقولو أن لبسها يثبت العنصرية وأنا أقول إنها شعار لكل الفلسطنية
 إن كنت تعلم أنك ولدت مع حكم بالإعدام .. وإن كنت تعرف أنك تسير نحو حتفك دون اهتمام .. فأنت فلسطيني الجوهرة الخالدة
 عندما أتكلم عن فلسطين .. فأنا أتكلّم عن عالم عن دنيا عن جنة عن وطن جميل .. وعن حبّ لا يموت أبداً
 أنت ِ تعشقين فلسطينيا ً .. لا تهابي صراخة وصوته الضخم .. ولا تظنيه ِ دكتاتورا ً في العشق .. هوَ فقط لم يخفضه’ يوما ً لأحد. مفاصلي يا وطني محتلّة .. وعروقي في حبك مبتلّة .. أنا لاجئ وصدرك الخيمة .. أنا ابن صبرا وفي ملامحك نكبة .. أنا أنت وأنت في داخلي عودة .. طرزنا بالدم الكفن ولبسنا كوفية .. كرمال عيونك يا وطن أرواحنا إلك هدية. فلسطينيون والكل يعرفنا نأكل من الطين إذا جعنا ونشرب من الصخر إذا عطشنا. الكل في الحب الوطن شاعر .. ولكن في حب فلسطين الأمر يتعلق بالمشاعر .. فحبّها هوية بندقية ثائر وحرية أنا عربية النسب .. أنا فلسطين وطني .. أنا القدس قلبي .. أنا حيفا بلدي .. أنا السوداء رايتي .. أنا السمراء بندقيتي .. وأنا بنت فلسطين. لها القلوب تهفو .. ولها العقول تذهب .. ولها الأرواح تفدى .. ولها الأشعار تنظم .. هي فلسطين .. هي من أعشق. ربي خلقتني وأحسنت تكويني وزدتني شرفاً فجعلتني فلسطيني. رغم الضيق .. ورغم الخناق .. ورغم الأنين .. لن أترك علم بلادي فلسطين. سَأعلّم طفِلي شَيئاً وَاحد .. المُقاومَة هِي الحيَاة ولا حيَاة سِوى حيَاة الشهَداء. أرى شمسي يراودها الكسوف .. ويلفح وجه أزهاري الخريف .. وفي عيني تزدحم المآسي .. وفي قلبي من الشكوى وجيف .. هل عرفتم حكايتي وقصتي؟ هل عرفتم الجرح الغائر داخلي؟ هل عرفتم من أنا؟
 أنا فلسطيني الثغر الإسلاميّ السليب .. الذي اغتصبه اليهود من الأمة الإسلاميّة .. وهي الأرض المقدسة التي باركها الله تعالى .. ومحضن الأقصى المبارك .. مسرى النبي الكريم وفي رباها المباركة مهابط الوحي
    ((هناء فؤاد الدميري ))

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق